2547- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مثل المنفق المتصدق، والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان - أو جنتان - من حديد، من لدن ثديهما إلى تراقيهما، فإذا أراد المنفق أن ينفق اتسعت عليه الدرع أو مرت حتى تجن بنانه، وتعفو أثره، وإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت ولزمت كل حلقة موضعها، حتى إذا أخذته بترقوته - أو برقبته -»، يقول أبو هريرة: أشهد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسعها، فلا تتسع، قال طاوس: سمعت أبا هريرة يشير بيده وهو يوسعها ولا تتوسع
صحيح
حاشية السندي على سنن النسائي: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( إِنَّ مِثْل الْمُنْفِق الْمُتَصَدِّق ) أَيْ الْمُنْفِق عَلَى نَفْسه وَأَهْله الْمُتَصَدِّق فِي سُبُل الْخَيْر فَإِنَّ الْبُخْلَ يَمْنَعُ الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا فَلِذَلِكَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا وَقَدْ جَاءَ الِاقْتِصَار عَلَى أَحَدهمَا لِكَوْنِهِمَا كَالْمُتَلَازِمَيْنِ عَادَة ( جُبَّتَانِ ) بِضَمِّ جِيمٍ وَتَشْدِيدِ مُوَحَّدَة تَثْنِيَة جُبَّة وَهُوَ ثَوْب مَخْصُوص ( أَوْ جُنَّتَانِ ) بِنُونٍ بَدَلَ بَاءٍ تَثْنِيَةُ جُنَّةٍ وَهِيَ الدِّرْعُ وَهَذَا شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي وَصَوَّبُوا النُّونَ لِقَوْلِهِ مِنْ حَدِيدٍ وَتَوَاسَعَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ وَغَيْر ذَلِكَ نَعَمْ إِطْلَاقُ الْجُبَّةِ بِالْبَاءِ عَلَى الْجُنَّةِ بِالنُّونِ مَجَازًا غَيْرُ بَعِيدٍ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُون الْجُنَّة بِالنُّونِ هُوَ الْمُرَاد فِي الرِّوَايَتَيْنِ ( مِنْ لَدُنْ ثُدِيِّهِمَا ) بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ جَمْع ثَدْيٍ بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ ( إِلَى تَرَاقِيهمَا ) بِفَتْحِ مُثَنَّاة مِنْ فَوْق وَكَسْرِ قَافٍ جَمْع تَرْقُوَة وَهُمَا الْعَظْمَانِ الْمُشْرِفَانِ فِي أَعْلَى الصَّدْر وَهَذَا إِشَارَة إِلَى مَا جُبِلَ عَلَيْهِ الْإِنْسَان مِنْ الشُّحِّ وَلِذَلِكَ جَمَعَ بَيْن الْبَخِيلِ وَالْجَوَادِ فِيهِ.
وَأَمَّا قَوْله ( اِتَّسَعَتْ عَلَيْهِ الدِّرْع ) فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى مَا يُفِيض اللَّه تَعَالَى عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ التَّوْفِيق لِلْخَيْرِ فَيَشْرَح لِذَلِكَ صَدْرَهُ ( أَوْ مَرَّتْ ) أَيْ جَاوَزَتْ ذَلِكَ الْمَحَلّ وَهَذَا شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي ( حَتَّى تُجِنّ ) بِضَمِّ أَوَّله وَكَسْر الْجِيم وَتَشْدِيد النُّون مِنْ أَجَنَّ الشَّيْءَ إِذَا سَتَرَهُ ( بَنَانه ) بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة وَنُونَيْنِ الْأُولَى خَفِيفَةٌ أَيْ أَصَابِعه ( وَتَعْفُو أَثَره ) أَيْ تَمْحُو أَثَر مَشْيه بِسُبُوغِهَا وَكَمَالِهَا كَثَوْبِ مَنْ يَجُرّ عَلَى الْأَرْض إِشَارَة إِلَى كَمَالِ الِاتِّسَاعِ وَالْإِسْبَاغِ وَالْمُرَاد أَنَّ الْجَوَاد إِذَا هَمَّ بِالنَّفَقَةِ اِتَّسَعَ لِذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّه تَعَالَى صَدْره وَطَاوَعَتْهُ يَدَاهُ فَامْتَدَّتَا بِالْعَطَاءِ وَالْبَذْل وَالْبَخِيل يَضِيقُ صَدْرُهُ وَتَنْقَبِضُ يَدُهُ مِنْ الْإِنْفَاقِ فِي الْمَعْرُوفِ وَإِلَيْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ ( قَلَّصَتْ ) أَيْ اِنْقَبَضَتْ ( كُلّ حَلْقَة ) بِسُكُونِ اللَّامِ ( يُوَسِّعهَا ) أَيْ يَحْكِي هَيْئَةَ تَوْسِعَةِ الْبَخِيلِ تِلْكَ الْجُنَّةَ ( فَلَا تَتَّسِع ) أَيْ قَائِلًا فَلَا تَتَّسِعُ بِتَوْسِعَةِ الْبَخِيلِ وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَاه أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مَثَلَ الْمُنْفِقِ الْمُتَصَدِّقِ وَالْبَخِيلِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ أَوْ جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ لَدُنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَإِذَا أَرَادَ الْمُنْفِقُ أَنْ يُنْفِقَ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ أَوْ مَرَّتْ حَتَّى تُجِنَّ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ وَإِذَا أَرَادَ الْبَخِيلُ أَنْ يُنْفِقَ قَلَصَتْ وَلَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا حَتَّى إِذَا أَخَذَتْهُ بِتَرْقُوَتِهِ أَوْ بِرَقَبَتِهِ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَسِّعُهَا فَلَا تَتَّسِعُ قَالَ طَاوُسٌ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُشِيرُ بِيَدِهِ وَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَوَسَّعُ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل البخيل، والمتصدق، مثل رجلين عليهما جنتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلما هم المتصدق...
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: كنا يوما في المسجد جلوسا، ونفر من المهاجرين والأنصار فأرسلنا رجلا إلى عائشة ليستأذن، فدخلنا عليها، قالت: دخل علي سا...
عن أسماء بنت أبي بكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «لا تحصي، فيحصي الله عز وجل عليك»
عن أسماء بنت أبي بكر، أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير، فهل علي جناح في أن أرضخ مما يدخل علي؟ ف...
عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا النار، ولو بشق تمرة»
عن عدي بن حاتم، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم النار فأشاح بوجهه وتعوذ منها - ذكر شعبة أنه فعله ثلاث مرات - ثم قال: «اتقوا النار، ولو بشق التمر...
عن المنذر بن جرير، يحدث عن أبيه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، في صدر النهار، فجاء قوم عراة حفاة متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من...
عن حارثة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تصدقوا، فإنه سيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته، فيقول الذي يعطاها لو جئت بها بالأمس قبلتها، ف...
عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اشفعوا، تشفعوا، ويقضي الله عز وجل على لسان نبيه ما شاء»