حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

كان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة قيل لملوكهم ما نجد شتما أشد من شتم يشتمونا هؤلاء - سنن النسائي

سنن النسائي | كتاب آداب القضاة تأويل قول الله عز وجل {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (حديث رقم: 5400 )


5400- عن ابن عباس قال: " كانت ملوك بعد عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بدلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة قيل لملوكهم: ما نجد شتما أشد من شتم يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرءون: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: ٤٤]، وهؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في أعمالنا في قراءتهم، فادعهم فليقرءوا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا، فدعاهم، فجمعهم، وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل، إلا ما بدلوا منها، فقالوا: ما تريدون إلى ذلك، دعونا، فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها، ثم اعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا، فلا نرد عليكم.
وقالت طائفة منهم: دعونا نسيح في الأرض، ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا.
وقالت طائفة منهم: ابنوا لنا دورا في الفيافي، ونحتفر الآبار، ونحترث البقول فلا نرد عليكم، ولا نمر بكم، وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم.
قال: ففعلوا ذلك، فأنزل الله عز وجل: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها} [الحديد: ٢٧] والآخرون قالوا: نتعبد كما تعبد فلان، ونسيح كما ساح فلان، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم، لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا به، فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يبق منهم إلا قليل، انحط رجل من صومعته، وجاء سائح من سياحته، وصاحب الدير من ديره، فآمنوا به، وصدقوه، فقال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: ٢٨] أجرين بإيمانهم بعيسى وبالتوراة والإنجيل، وبإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقهم.
قال: يجعل لكم نورا تمشون به القرآن، واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لئلا يعلم أهل الكتاب} [الحديد: ٢٩] يتشبهون بكم {ألا يقدرون على شيء من فضل الله} [الحديد: ٢٩] الآية "

أخرجه النسائي


صحيح الإسناد موقوف

شرح حديث (كان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة قيل لملوكهم ما نجد شتما أشد من شتم يشتمونا هؤلاء)

حاشية السندي على سنن النسائي: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)

‏ ‏قَوْله ( أَشَدّ مَنْ شَتْم يَشْتِمُونَّا هَؤُلَاءِ ) ‏ ‏جُمْلَة يَشْتِمُونَّا صِفَة شَتْم بِتَقْدِيرِ الْعَائِد وَيَكُون الضَّمِير الْعَائِد مَفْعُولًا مُطْلَقًا ثُمَّ الْكَلَام مِنْ قَبِيل أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث ‏ ‏( وَهَؤُلَاءِ الْآيَات ) ‏ ‏هُوَ مُبْتَدَأ خَبَره مَحْذُوف أَيْ مَنْ اِشْتَدَّ الشَّتْم ‏ ‏( أَوْ يَتْرُكُوا ) ‏ ‏عَطْف عَلَى الْقَتْل أَيْ عَرَضَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقْبَلُوا الْقَتْل أَوْ التَّرْك ‏ ‏( مَا تُرِيدُونَ ) ‏ ‏أَيْ أَيّ شَيْء تُرِيدُونَ مَائِلِينَ إِلَى مَا تَقُولُونَ ‏ ‏( أُسْطُوَانَة ) ‏ ‏أَيْ مَنَارَة مُرْتَفِعَة مِنْ الْأَرْض ‏ ‏( وَلَا نَرُدّ عَلَيْكُمْ ) ‏ ‏مِنْ الْوُرُود أَيْ حَتَّى تَرَوْا قِرَاءَتنَا شَتْمًا لَكُمْ ‏ ‏( نَسِيح ) ‏ ‏أَيْ نَسِير ‏ ‏( وَنَهِيم ) ‏ ‏مِنْ هَامَ فِي الْبَرَارِي إِذَا ذَهَبَ بِوَجْهِهِ عَلَى غَيْر جَادَّة وَلَا طَلَب مَقْصِد ‏ ‏( إِلَّا وَلَهُ حَمِيم فِيهِمْ ) ‏ ‏أَيْ فَلِذَلِكَ قَبِلُوا مِنْهُمْ هَذَا الْكَلَام وَتَرَكُوهُمْ مِنْ الْقَتْل ‏ ‏( فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رَهْبَانِيَّة ) ‏ ‏أَيْ أَوْقَعَهَا فِي قُلُوبهمْ وَجَعَلَهُمْ مَائِلِينَ إِلَيْهَا ‏ ‏( وَالْآخَرُونَ ) ‏ ‏أَيْ الَّذِينَ لُقِّبُوا عِنْد الْمَلِك ثُمَّ الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ عَدَم الْحُكْم بِمَا أَنْزَلَ اللَّه هُوَ أَنْ يَحْكُم بِالْكُفْرِ وَالْهَوَى وَهُوَ مَطْلُوب الْمُصَنِّف بِذِكْرِ الْحَدِيث وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.


حديث كانت ملوك بعد عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بدلوا التوراة والإنجيل وكان فيهم

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ‏ ‏قَالَ أَنْبَأَنَا ‏ ‏الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَتْ مُلُوكٌ بَعْدَ ‏ ‏عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ‏ ‏عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ ‏ ‏بَدَّلُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَكَانَ فِيهِمْ مُؤْمِنُونَ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ قِيلَ لِمُلُوكِهِمْ مَا نَجِدُ شَتْمًا أَشَدَّ مِنْ شَتْمٍ ‏ ‏يَشْتِمُونَّا هَؤُلَاءِ إِنَّهُمْ يَقْرَءُونَ ‏ { ‏وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ ‏} ‏وَهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ مَعَ مَا ‏ ‏يَعِيبُونَّا بِهِ فِي أَعْمَالِنَا فِي قِرَاءَتِهِمْ فَادْعُهُمْ فَلْيَقْرَءُوا كَمَا نَقْرَأُ وَلْيُؤْمِنُوا كَمَا آمَنَّا فَدَعَاهُمْ فَجَمَعَهُمْ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلَ أَوْ يَتْرُكُوا قِرَاءَةَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ إِلَّا مَا بَدَّلُوا مِنْهَا فَقَالُوا مَا تُرِيدُونَ إِلَى ذَلِكَ دَعُونَا فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ابْنُوا لَنَا ‏ ‏أُسْطُوَانَةً ‏ ‏ثُمَّ ارْفَعُونَا إِلَيْهَا ثُمَّ اعْطُونَا شَيْئًا نَرْفَعُ بِهِ طَعَامَنَا وَشَرَابَنَا فَلَا نَرِدُ عَلَيْكُمْ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ دَعُونَا نَسِيحُ فِي الْأَرْضِ وَنَهِيمُ وَنَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْوَحْشُ فَإِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِكُمْ فَاقْتُلُونَا وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ابْنُوا لَنَا دُورًا فِي ‏ ‏الْفَيَافِي ‏ ‏وَنَحْتَفِرُ الْآبَارَ وَنَحْتَرِثُ الْبُقُولَ فَلَا نَرِدُ عَلَيْكُمْ وَلَا نَمُرُّ بِكُمْ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْقَبَائِلِ إِلَّا وَلَهُ ‏ ‏حَمِيمٌ ‏ ‏فِيهِمْ قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏ { ‏وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ‏} ‏وَالْآخَرُونَ قَالُوا نَتَعَبَّدُ كَمَا تَعَبَّدَ فُلَانٌ وَنَسِيحُ كَمَا سَاحَ فُلَانٌ وَنَتَّخِذُ دُورًا كَمَا اتَّخَذَ فُلَانٌ وَهُمْ عَلَى شِرْكِهِمْ لَا عِلْمَ لَهُمْ بِإِيمَانِ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ‏ ‏انْحَطَّ ‏ ‏رَجُلٌ مِنْ ‏ ‏صَوْمَعَتِهِ ‏ ‏وَجَاءَ سَائِحٌ مِنْ سِيَاحَتِهِ وَصَاحِبُ ‏ ‏الدَّيْرِ ‏ ‏مِنْ دَيْرِهِ فَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏ { ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ‏} ‏أَجْرَيْنِ بِإِيمَانِهِمْ ‏ ‏بِعِيسَى ‏ ‏وَبِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَبِإِيمَانِهِمْ ‏ ‏بِمُحَمَّدٍ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَتَصْدِيقِهِمْ قَالَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ الْقُرْآنَ وَاتِّبَاعَهُمْ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ { ‏لِئَلَّا يَعْلَمَ ‏ ‏أَهْلُ الْكِتَابِ ‏ } ‏يَتَشَبَّهُونَ بِكُمْ ‏ { ‏أَنْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ‏} ‏الْآيَةَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن النسائي

من قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطعه ب...

عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم تختصمون إلي، وإنما أنا بشر، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا، فلا يأخذ...

بينما امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إح...

عن أبي هريرة يحدث به، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقال: " بينما امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت هذه لصاحبتها: إنما...

ائتوني بالسكين أشق الغلام بينهما

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خرجت امرأتان معهما صبيان لهما، فعدا الذئب على إحداهما، فأخذ ولدها فأصبحتا تختصمان في الصبي ال...

قالت الصغرى لا تقطعه هو ولدها فقضى به للتي أبت أن...

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خرجت امرأتان معهما ولداهما، فأخذ الذئب أحدهما، فاختصمتا في الولد إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم،...

اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد

عن سالم، عن أبيه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صب...

لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان

عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: كتب أبي، وكتبت له إلى عبيد الله بن أبي بكرة وهو قاضي سجستان أن لا تحكم بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت رسول الله صلى ا...

يا زبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر

عن الزبير بن العوام، أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة، كانا يسقيان به، كلاهما النخل فقال الأنصاري:...

تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه فارتفعت أصواتهما...

عن عبد الله بن كعب، عن أبيه، أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه فارتفعت أصواتهما حتى سمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في بيته فخرج إليهما فك...

ما علمته إذ كان جاهلا ولا أطعمته إذ كان جائعا اردد...

عن عباد بن شرحبيل، قال: قدمت مع عمومتي المدينة فدخلت حائطا من حيطانها، ففركت من سنبله، فجاء صاحب الحائط فأخذ كسائي وضربني، فأتيت رسول الله صلى الله عل...