3002- عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه شجة في جبهته حتى سال الدم على وجهه، فقال: «كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله؟» فنزلت: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم} [آل عمران: ١٢٨] إلى آخرها: «هذا حديث حسن صحيح»
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( كُسِرَتْ ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ( رَبَاعِيَتُهُ ) قَالَ فِي الْقَامُوسِ الرَّبَاعِيَةُ كَثَمَانِيَةٍ السِّنُّ الَّتِي بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالنَّابِ.
وَقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : الْمُرَادُ بِكَسْرِ الرَّبَاعِيَةِ وَهِيَ السِّنُّ الَّتِي بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالنَّابِ , أَنَّهَا كُسِرَتْ ذَهَبَ مِنْهَا فَلْقَةٌ وَلَمْ تُقْلَعْ مِنْ أَصْلِهَا ( وَشُجَّ ) عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ , وَالشَّجُّ ضَرْبُ الرَّأْسِ خَاصَّةً وَجَرْحُهُ وَشَقُّهُ , ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي غَيْرِهِ ( وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ ) جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ ( فَنَزَلَتْ { لَيْسَ لَك } إِلَخْ ) هَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ أُحُدٍ , حِينَ شُجَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ ( كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ ).
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ.
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ : " اللَّهُمَّ اِلْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا " بَعْدَ مَا يَقُولُ " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَك الْحَمْدُ " , فَأَنْزَلَ اللَّهُ { لَيْسَ لَك } إِلَخْ وَحَدِيثُ اِبْنِ عُمَرَ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي مَنْعِ اللَّعْنِ عَلَى الْكُفَّارِ فِي قُنُوتِ الْفَجْرِ.
قَالَ الْحَافِظُ : يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ نَزَلَتْ فِي الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا فَإِنَّهُمَا كَانَا فِي قِصَّةٍ وَاحِدَةٍ , قَالَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوُ حَدِيثِ اِبْنِ عُمَرَ لَكِنْ فِيهِ , " اللَّهُمَّ اِلْعَنْ لِحْيَانَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ " قَالَ : ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ لَمَّا نَزَلَتْ { لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ } قَالَ وَهَذَا إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا اِحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ نُزُولُ الْآيَةِ تَرَاخَى عَنْ قِصَّةِ أُحُدٍ لِأَنَّ قِصَّةَ رِعْلٍ وَذَكْوَانَ كَانَتْ بَعْدَهَا وَفِيهِ بُعْدٌ , وَالصَّوَابُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي شَأْنِ الَّذِينَ دَعَا عَلَيْهِمْ بِسَبَبِ قِصَّةِ أُحُدٍ اِنْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ } أَيْ لَسْت تَمْلِكُ إِصْلَاحَهُمْ وَلَا تَعْذِيبَهُمْ بَلْ ذَلِكَ مِلْكُ اللَّهِ فَاصْبِرْ { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } بِالْإِسْلَامِ { أَوْ يُعَذِّبَهُمْ } بِالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالنَّهْبِ { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } بِالْكُفْرِ.
وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ مَالِكُ أَمْرِهِمْ يَصْنَعُ بِهِمْ مَا يَشَاءُ مِنْ الْإِهْلَاكِ أَوْ الْهَزِيمَةِ أَوْ التَّوْبَةِ إِنْ أَسْلَمُوا أَوْ الْعَذَابِ إِنْ أَصَرُّوا عَلَى الْكُفْرِ.
قَالَ الْفَرَّاءُ : أَوْ بِمَعْنَى إِلَّا وَالْمَعْنَى إِلَّا أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ فَتَفْرَحَ بِذَلِكَ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَتَشْتَفِي بِهِمْ.
وَقَالَ السُّيُوطِيُّ أَوْ بِمَعْنَى إِلَى أَنْ يَعْنِي غَايَةً فِي الصَّبْرِ , أَيْ إِلَى أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ وَجْهُهُ شَجَّةً فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ فَنَزَلَتْ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ } إِلَى آخِرِهَا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شج في وجهه وكسرت رباعيته ورمي رمية على كتفه، فجعل الدم يسيل على وجهه، وهو يمسحه ويقول: «كيف تفلح أمة فعلوا هذا...
عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: «اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان...
عن عبد الله بن عمر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة نفر»، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإ...
عن أسماء بن الحكم الفزاري، قال: سمعت عليا، يقول: إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حد...
عن أبي طلحة، قال: «رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس»، فذلك قوله عز وجل: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة ن...
عن أنس، أن أبا طلحة، قال: «غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد»، حدث أنه كان فيمن غشيه النعاس يومئذ قال: «فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط من يدي وآخذه، و...
عن خصيف قال: حدثنا مقسم، قال: قال ابن عباس: " نزلت هذه الآية {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران: ١٦١] في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر.<br> فقال بعض الناس:...
حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «يا جاب...
عن عبد الله بن مسعود، أنه سئل عن قوله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [آل عمران: ١٦٩] فقال: " أما إنا قد سألنا ع...