3045-
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمين الرحمن ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار» قال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يرفع ويخفض».
هذا حديث حسن صحيح.
وهذا الحديث في تفسير هذه الآية: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} [المائدة: ٦٤] وهذا حديث قد روته الأئمة، نؤمن به كما جاء من غير أن يفسر أو يتوهم، هكذا قال غير واحد من الأئمة: الثوري، ومالك بن أنس، وابن عيينة، وابن المبارك أنه تروى هذه الأشياء ويؤمن بها ولا يقال كيف "
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( يَمِينُ الرَّحْمَنِ مَلْأَى ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَهَمْزَةٍ مَعَ الْقَصْرِ تَأْنِيثُ مَلْآنَ.
قَالَ الْحَافِظُ : الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ مَلْأَى لَازِمُهُ وَهُوَ أَنَّهُ فِي غَايَةِ الْغِنَى وَعِنْدَهُ مِنْ الرِّزْقِ مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ فِي عِلْمِ الْخَلَائِقِ ( سَحَّاءُ ) بِفَتْحِ الْمُهْمَلَتَيْنِ مُثَقَّلٌ مَمْدُودٌ , أَيْ دَائِمَةُ الصَّبِّ.
يُقَالُ سَحَّ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ مُثَقَّلٌ , يَسِحُّ بِكَسْرِ السِّينِ فِي الْمُضَارِعِ وَيَجُوزُ ضَمُّهَا , ( لَا يُغِيضُهَا ) بِالْمُعْجَمَتَيْنِ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ أَيْ لَا يُنْقِصُهَا لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ.
يُقَالُ غَاضَ الْمَاءُ يَغِيضُ إِذَا نَقَصَ , وَغِضْته أَنَا أَغِيضُهُ : أَيْ لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ , كَمَا فِي رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ , أَوْ لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ كَمَا فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ ( اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) بِالنَّصْبِ عَلَى الظَّرْفِ : أَيْ فِيهِمَا ( أَرَأَيْتُمْ ) أَيْ أَخْبِرُونِي , وَقِيلَ أُعْلِمْتُمْ وَأَبْصَرْتُمْ ( مَا أَنْفَقَ ) مَا مَصْدَرِيَّةٌ أَيْ إِنْفَاقَ اللَّهِ , وَقِيلَ مَا مَوْصُولَةٌ مُتَضَمِّنَةٌ مَعْنَى الشَّرْطِ أَيْ الَّذِي أَنْفَقَهُ ( مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ) زَادَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ وَالْأَرْضَ أَيْ مِنْ يَوْمِ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ( فَإِنَّهُ ) أَيْ الْإِنْفَاقَ أَوْ الَّذِي أَنْفَقَ ( لَمْ يُغِضْ ) أَيْ لَمْ يُنْقِصْ ( مَا فِي يَمِينِهِ ) أَيْ الَّذِي فِي يَمِينِهِ { وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ خَلَقَ وَمُنَاسَبَةُ ذِكْرِ الْعَرْشِ هُنَا , أَنَّ السَّامِعَ هُنَا يَتَطَلَّعُ مِنْ قَوْلِهِ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ , فَذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَرْشَهُ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , كَانَ عَلَى الْمَاءِ , كَمَا وَقَعَ فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ بِلَفْظِ : " كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" ( وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمِيزَانُ هُنَا مَثَلٌ وَإِنَّمَا هُوَ قِسْمَتُهُ بِالْعَدْلِ بَيْنَ الْخَلْقِ ( يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ ) أَيْ يُوَسِّعُ الرِّزْقَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَيُقَتِّرُ كَمَا يَصْنَعُهُ الْوَزَّانُ عِنْدَ الْوَزْنِ يَرْفَعُ مَرَّةً وَيَخْفِضُ أُخْرَى , وَأَئِمَّةُ السُّنَّةِ عَلَى وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِهَذَا وَأَشْبَاهِهِ مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ بَلْ يَجْرِي عَلَى ظَاهِرِهِ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ , قَالَهُ الْعَيْنِيُّ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ.
قَوْلُهُ : ( وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ ) { وَقَالَتْ الْيَهُودُ } لَمَّا ضَيَّقَ عَلَيْهِمْ بِتَكْذِيبِهِمْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ كَانُوا أَكْثَرَ النَّاسِ مَالًا { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ } مَقْبُوضَةٌ عَنْ إِدْرَارِ الْأَرْزَاقِ عَلَيْنَا كَنَّوْا بِهِ عَنْ الْبُخْلِ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ , قَالَ تَعَالَى : { غُلَّتْ } أُمْسِكَتْ { أَيْدِيهِمْ } عَنْ فِعْلِ الْخَيْرَاتِ دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ , وَبَقِيَّةُ الْآيَةِ مَعَ تَفْسِيرِهَا هَكَذَا , { وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا } أَيْ طُرِدُوا عَنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِسَبَبِ مَا قَالُوا , { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } مُبَالَغَةٌ فِي الْوَصْفِ بِالْجُودِ , وَثَنَّى الْيَدَ لِإِفَادَةِ الْكَثْرَةِ , إِذْ غَايَةُ مَا يَبْذُلُهُ السَّخِيُّ مِنْ مَالِهِ أَنْ يُعْطِيَ بِيَدِهِ , { يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } مِنْ تَوْسِيعٍ وَتَضْيِيقٍ لَا اِعْتِرَاضَ عَلَيْهِ.
قَوْلُهُ : ( وَهَذَا الْحَدِيثُ قَالَ الْأَئِمَّةُ يُؤْمَنُ بِهِ كَمَا جَاءَ إِلَخْ ) تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِي بَابِ فَضْلِ الصَّدَقَةِ مِنْ أَبْوَابِ الزَّكَاةِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَمِينُ الرَّحْمَنِ مَلْأَى سَحَّاءُ لَا يُغِيضُهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ قَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَتَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ { وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ رَوَتْهُ الْأَئِمَّةُ نُؤْمِنُ بِهِ كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُفَسَّرَ أَوْ يُتَوَهَّمَ هَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِنْهِمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ تُرْوَى هَذِهِ الْأَشْيَاءُ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ
عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} [المائدة: ٦٧] فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من...
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي فنهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم...
عن أبي عبيدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل لما وقع فيهم النقص كان الرجل فيهم يرى أخاه يقع على الذنب فينهاه عنه، فإذا كان الغ...
عن عمر بن الخطاب، أنه قال: «اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء»، فنزلت التي في البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر} [البقرة: ٢١٩]، فدعي عمر فقرئت عليه فقا...
عن البراء، قال: " مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر، فلما حرمت الخمر، قال رجال: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر، فنزلت:...
عن أبي إسحاق، قال: قال البراء: " مات ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، فلما نزل تحريمها قال ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسل...
عن ابن عباس، قال: قالوا: " يا رسول الله أرأيت الذين ماتوا وهم يشربون الخمر لما نزل تحريم الخمر، فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما...
عن عبد الله، قال: لما نزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} [المائدة: ٩٣] قال رسول الله صلى...
عن ابن عباس، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي، فحرمت علي اللحم.<br> فأنزل الل...