3163-
عن أبي هريرة، قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أسرى ليلة حتى أدركه الكرى أناخ فعرس، ثم قال: «يا بلال اكلأ لنا الليلة»، قال: فصلى بلال، ثم تساند إلى راحلته مستقبل الفجر، فغلبته عيناه فنام، فلم يستيقظ أحد منهم، وكان أولهم استيقاظا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أي بلال»، فقال بلال: بأبي أنت يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتادوا»، ثم أناخ فتوضأ فأقام الصلاة.
ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث، ثم قال: {وأقم الصلاة لذكري} [طه: ١٤] «هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحد من الحفاظ عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه عن أبي هريرة.
وصالح بن أبي الأخضر يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه»
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( لَمَّا قَفَلَ ) أَيْ رَجَعَ مِنْ الْقُفُولِ ( مِنْ خَيْبَرَ ) أَيْ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ كَمَا فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَكَانَتْ هَذِهِ الْغَزْوَةُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ أَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُحَاصِرُهَا بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً عَشْرَةً إِلَى أَنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَهِيَ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَبْرَادٍ ( أَسْرَى لَيْلَةً ) أَيْ سَارَ لَيْلَةً ( حَتَّى أَدْرَكَهُ الْكَرَى ) بِفَتْحَتَيْنِ , هُوَ النُّعَاسُ.
وَقِيلَ النَّوْمُ ( أَنَاخَ ) يُقَالُ أَنَخْت الْجَمَلَ فَاسْتَنَاخَ , أَيْ أَبَرَكْته فَبَرَكَ ( فَعَرَّسَ ) مِنْ التَّعْرِيسِ : أَيْ نَزَلَ آخِرَ اللَّيْلِ لِلِاسْتِرَاحَةِ قَالَ النَّوَوِيُّ : التَّعْرِيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِينَ آخِرَ اللَّيْلِ لِلنَّوْمِ وَالِاسْتِرَاحَةِ , هَكَذَا قَالَهُ الْخَلِيلُ وَالْجُمْهُورُ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : هُوَ النُّزُولُ أَيَّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ : مُعَرِّسُونَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرِ " أَكْلَأُ" بِهَمْزٍ آخِرُهُ : أَيْ أُرَاقِبُ وَأَحْفَظُ وَأَحْرُسُ , وَمَصْدَرُهُ الْكِلَاءُ بِكَسْرِ الْكَافِ وَالْمَدِّ ( لَنَا اللَّيْلَةَ ) أَيْ آخِرَهَا لِإِدْرَاكِ الصُّبْحِ ( فَصَلَّى بِلَالٌ ) وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : فَصَلَّى بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ ( ثُمَّ تَسَانَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ ) أَيْ اِسْتَنَدَ إِلَيْهَا ( مُسْتَقْبِلَ الْفَجْرِ ) أَيْ لِيَرْقُبَهُ حَتَّى يُوقِظَهُمْ عَقِبَ طُلُوعِهِ ( فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ) قَالَ الطِّيبِيُّ : هَذَا عِبَارَةٌ مِنْ النَّوْمِ , كَأَنَّ عَيْنَيْهِ غَالَبَتَاهُ فَغَلَبَتَاهُ عَلَى النَّوْمِ اِنْتَهَى.
وَحَاصِلُهُ : أَنَّهُ نَامَ مِنْ غَيْرِ اِخْتِيَارٍ ( فَقَالَ أَيْ بِلَالٌ ) وَالْعِتَابُ مَحْذُوفٌ أَوْ مُقَدَّرٌ , : أَيْ لِمَ نِمْت حَتَّى فَاتَتْنَا الصَّلَاةُ ؟ ( فَقَالَ بِلَالٌ ) أَيْ مُعْتَذِرًا ( أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِك ) يَعْنِي غَلَبَ عَلَى نَفْسِي مَا غَلَبَ عَلَى نَفْسِك مِنْ النَّوْمِ ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِقْتَادُوا ) أَمْرٌ مِنْ الِاقْتِيَادِ , يُقَالُ : قَادَ الْبَعِيرَ وَاقْتَادَهُ " إِذَا جَرَّ حَبْلَهُ أَيْ سُوقُوا رَوَاحِلَكُمْ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ , فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ.
( ثُمَّ أَنَاخَ ) أَيْ بَعْدَمَا اِقْتَادُوا ( فَأَقَامَ الصَّلَاةَ ) وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ ( ثُمَّ صَلَّى ) أَيْ بِهِمْ الصُّبْحَ ( مِثْلَ صَلَاتِهِ فِي الْوَقْتِ فِي تَمَكُّثٍ ) أَيْ غَيْرَ مُسْتَعْجِلٍ ( ثُمَّ قَالَ ) أَيْ قَرَأَ { أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } أَيْ لِتَذْكُرَنِي فِيهَا , وَقِيلَ لِذِكْرِي خَاصَّةً لَا تَشُوبُهُ بِذِكْرِ غَيْرِي , وَقِيلَ لِإِخْلَاصِ ذِكْرِي وَطَلَبِ وَجْهِي وَلَا تُرَائِي فِيهَا وَلَا تَقْصِدْ بِهَا غَرَضًا آخَرَ , وَقِيلَ مَعْنَاهُ إِذَا تَرَكْت صَلَاةً ثُمَّ ذَكَرْتهَا فَأَقِمْهَا , كَذَا فِي الْخَازِنِ.
قُلْت : يُؤَيِّدُ الْمَعْنَى الْأَخِيرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا : إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنْ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : { أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى طَلَعَتْ الشَّمْسُ , مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عَيْنِي تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي.
مِنْ وَجْهَيْنِ : أَصَحُّهُمَا وَأَشْهَرُهُمَا , أَنَّهُ لَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا.
لِأَنَّ الْقَلْبَ إِنَّمَا يُدْرِكُ الْحِسِّيَّاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ كَالْحَدَثِ وَالْأَلَمِ وَنَحْوِهِمَا , وَلَا يُدْرِكُ طُلُوعَ الْفَجْرِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالْعَيْنِ , وَإِنَّمَا يُدْرَكُ ذَلِكَ بِالْعَيْنِ وَالْعَيْنُ نَائِمَةٌ , وَإِنْ كَانَ الْقَلْبُ يَقْظَانَ.
وَالثَّانِي أَنَّهُ كَانَ لَهُ حَالَانِ : أَحَدُهُمَا يَنَامُ فِيهِ الْقَلْبُ وَصَادَفَ هَذَا الْمَوْضِعَ , وَالثَّانِي : لَا يَنَامُ وَهَذَا هُوَ الْغَالِبُ مِنْ أَحْوَالِهِ , وَهَذَا التَّأْوِيلُ ضَعِيفٌ , وَالصَّحِيحُ الْمُعْتَمَدُ هُوَ الْأَوَّلُ.
قَوْلُهُ : ( وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرَ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ ) وَلَكِنَّهُ لَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ بَلْ تَابَعَهُ يُونُسُ , فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ : حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ , قَالَ أَخْبَرَنَا اِبْنُ وَهْبٍ , قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ اِبْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ.
الْحَدِيثَ وَتَابَعَهُ أَيْضًا مَعْمَرٌ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ.
وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ هَذَا هُوَ الْيَمَامِيُّ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ نَزَلَ الْبَصْرَةَ , ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِهِ مِنْ السَّابِعَةِ.
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ أَسْرَى لَيْلَةً حَتَّى أَدْرَكَهُ الْكَرَى أَنَاخَ فَعَرَّسَ ثُمَّ قَالَ يَا بِلَالُ اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَةَ قَالَ فَصَلَّى بِلَالٌ ثُمَّ تَسَانَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُسْتَقْبِلَ الْفَجْرِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَكَانَ أَوَّلَهُمْ اسْتِيقَاظًا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيْ بِلَالُ فَقَالَ بِلَالٌ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَادُوا ثُمَّ أَنَاخَ فَتَوَضَّأَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ ثُمَّ صَلَّى مِثْلَ صَلَاتِهِ لِلْوَقْتِ فِي تَمَكُّثٍ ثُمَّ قَالَ { أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } قَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْحُفَّاظِ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ
عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره»: «هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من...
عن عائشة، أن رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم؟ ق...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث: قوله: {إني سقيم} [الصافات: ٨٩] ولم يكن سقيما، وقوله: لسا...
عن ابن عباس، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموعظة فقال: «يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله عراة غرلا»، ثم قرأ {كما بدأنا أول خلق نعيده وع...
عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} [الحج: ١]- إلى قوله - {ولكن عذاب الله شديد}...
عن عمران بن حصين، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بهاتين الآيتين {يا أيه...
عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار»: «هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث ع...
عن ابن عباس، قال: " لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن " فأنزل الله تعالى {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن ا...
عن سعيد بن جبير ، قال: «لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة،» قال رجل: أخرجوا نبيهم، فنزلت: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لق...