3276-
عن عبد الله بن مسعود، قال: «لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى»، قال: «انتهى إليها ما يعرج من الأرض وما ينزل من فوق».
قال: «فأعطاه الله عندها ثلاثا لم يعطهن نبيا كان قبله، فرضت عليه الصلاة خمسا، وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لأمته المقحمات ما لم يشركوا بالله شيئا» قال ابن مسعود: {إذ يغشى} [النجم: ١٦] السدرة ما يغشى قال: «السدرة في السماء السادسة»، قال سفيان: «فراش من ذهب»، وأشار سفيان بيده فأرعدها، " وقال غير مالك بن مغول: إليها ينتهي علم الخلق لا علم لهم بما فوق ذلك "،: «هذا حديث حسن صحيح»
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( عَنْ مُرَّةَ ) هُوَ اِبْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ.
قَوْلُهُ : ( لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أَيْ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ ( سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى ) قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : السِّدْرُ شَجَرُ النَّبْقِ.
وَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَى شَجَرَةٌ فِي أَقْصَى الْجَنَّةِ إِلَيْهَا يَنْتَهِي عِلْمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَلَا يَتَعَدَّاهَا ( قَالَ اِنْتَهَى إِلَيْهَا مَا يَعْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ ) أَيْ مَا يَصْعَدُ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَرْوَاحِ.
وَهَذَا قَوْلُ اِبْنِ مَسْعُودٍ وَضَمِيرُ قَالَ رَاجِعٌ إِلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنْ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا ( وَمَا يَنْزِلُ مِنْ فَوْقٍ ) أَيْ مِنْ الْوَحْيِ وَالْأَحْكَامِ , وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا ( فَأَعْطَاهُ اللَّهُ عِنْدَهَا ) أَيْ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ( خَمْسًا ) أَيْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ ( وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ) أَيْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : { آمَنَ الرَّسُولُ } إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.
قِيلَ مَعْنَى قَوْلُهُ أُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ أَيْ أُعْطِيَ إِجَابَةَ دَعَوَاتِهَا ( وَغُفِرَ لِأُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتُ ) وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : " وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاَللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ " قَالَ النَّوَوِيُّ هُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَإِسْكَانِ الْقَافِ وَكَسْرِ الْحَاءِ وَمَعْنَاهُ الذُّنُوبُ الْعِظَامُ الْكَبَائِرُ الَّتِي تُهْلِكُ أَصْحَابَهَا وَتُورِدُهُمْ النَّارَ وَتُقْحِمُهُمْ إِيَّاهَا وَتُقْحِمُ الْوُقُوعَ فِي الْمَهَالِكِ وَمَعْنَى الْكَلَامِ مَنْ مَاتَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرَ مُشْرِكٍ بِاَللَّهِ غُفِرَ لَهُ الْمُقْحِمَاتُ.
وَالْمُرَادُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِغُفْرَانِهَا أَنَّهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ بِخِلَافِ الْمُشْرِكِينَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ أَصْلًا.
فَقَدْ تَقَرَّرَتْ نُصُوصُ الشَّرْعِ وَإِجْمَاعُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ بَعْضِ الْعُصَاةِ مِنْ الْمُوَحِّدِينَ , وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهَذَا خُصُوصًا مِنْ الْأُمَّةِ أَنْ يُغْفَرَ لِبَعْضِ الْأُمَّةِ الْمُقْحِمَاتُ وَهَذَا يَظْهَرُ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ لَفْظَةَ مَنْ لَا تَقْتَضِي الْعُمُومَ مُطْلَقًا , وَعَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ لَا تَقْتَضِيهِ فِي الْإِخْبَارِ وَإِنْ اِقْتَضَتْهُ فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَيُمْكِنُ تَصْحِيحُهُ عَلَى الْمَذْهَبِ الْمُخْتَارِ وَهُوَ كَوْنُهَا لِلْعُمُومِ مُطْلَقًا لِأَنَّهُ قَدْ قَامَ دَلِيلٌ عَلَى إِرَادَةِ الْخُصُوصِ وَهُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ النُّصُوصِ وَالْإِجْمَاعِ اِنْتَهَى ( قَالَ : السِّدْرَةُ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ) قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ كَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ الْأُصُولِ السَّادِسَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الرِّوَايَاتِ الْأُخَرِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّهَا فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ.
قَالَ الْقَاضِي كَوْنُهَا فِي السَّابِعَةِ هُوَ الْأَصَحُّ وَقَوْلُ الْأَكْثَرِينَ وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الْمَعْنَى وَتَسْمِيَتُهَا بِالْمُنْتَهَى.
قَالَ النَّوَوِيُّ وَيُمْكِنُ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا فَيَكُونَ أَصْلُهَا فِي السَّادِسَةِ وَمُعْظَمُهَا فِي السَّابِعَةِ فَقَدْ عُلِمَ أَنَّهَا فِي نِهَايَةٍ مِنْ الْعِظَمِ ( قَالَ سُفْيَانُ ) أَيْ فِي بَيَانِ مَا يَغْشَى ( فَرَاشٌ ) بِفَتْحِ الْفَاءِ الطَّيْرُ الَّذِي يُلْقِي نَفْسَهُ فِي ضَوْءِ السِّرَاجِ وَاحِدَتُهَا فَرَاشَّةٌ ( فَأَرْعَدَهَا ) أَيْ حَرَّكَهَا لَعَلَّهُ حَكَى تَحَرُّكَ الْفَرَاشِ وَاضْطِرَابَهَا.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى قَالَ انْتَهَى إِلَيْهَا مَا يَعْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ وَمَا يَنْزِلُ مِنْ فَوْقٍ قَالَ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ عِنْدَهَا ثَلَاثًا لَمْ يُعْطِهِنَّ نَبِيًّا كَانَ قَبْلَهُ فُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ خَمْسًا وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَغُفِرَ لِأُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتُ مَا لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ { إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } قَالَ السِّدْرَةُ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ قَالَ سُفْيَانُ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ فَأَرْعَدَهَا و قَالَ غَيْرُ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ إِلَيْهَا يَنْتَهِي عِلْمُ الْخَلْقِ لَا عِلْمَ لَهُمْ بِمَا فَوْقَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
حدثنا الشيباني، قال: سألت زر بن حبيش، عن قوله عز وجل: {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: ٩] فقال: أخبرني ابن مسعود: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبر...
عن الشعبي، قال: لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم، فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد...
عن ابن عباس، قال: «رأى محمد ربه»، قلت: أليس الله يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: ١٠٣] قال: «ويحك، ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره،...
عن ابن عباس، في قول الله: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} [النجم: ١٤] {فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: ١٠] {فكان قاب} [النجم: ٩] قوسين أو أدنى ق...
عن ابن عباس، {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: ١١] قال: «رآه بقلبه».<br> هذا حديث حسن
عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو أدركت النبي صلى الله عليه وسلم لسألته، فقال: عما كنت تسأله، قلت: أسأله هل رأى محمد ربه؟ فقال: قد سألته فقال:...
عن عبد الله، {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: ١١] قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض»: «هذا حديث حس...
عن ابن عباس، {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} [النجم: ٣٢] قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن تغفر اللهم تغفر جما، وأي عبد لك لا ألما...
عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر فلقتين: فلقة من وراء الجبل، وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه...