3369-
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما خلق الله الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال، فقال بها عليها فاستقرت، فعجبت الملائكة من شدة الجبال.
قالوا: يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم الحديد.
قالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم النار.
فقالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال: نعم الماء.
قالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم الريح.
قالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم ابن آدم، تصدق بصدقة بيمينه يخفيها من شماله ": «هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه»
ضعيف
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ ( أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ) بْنِ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عِيسَى الْوَاسِطِيُّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَاضِلٌ مِنْ السَّادِسَةِ ( عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ) الْهَاشِمِيِّ مَقْبُولٌ مِنْ الثَّالِثَةِ.
قَوْلُهُ ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ ) أَيْ أَرْضَ الْكَعْبَةِ وَدُحِيَتْ وَبُسِطَتْ مِنْ جَوَانِبِهَا وَبَقِيَتْ كَلَوْحَةٍ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ ( جَعَلَتْ تَمِيدُ ) بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ شَرَعَتْ تَمِيلُ وَتَتَحَرَّكُ وَتَضْطَرِبُ شَدِيدَةً وَلَا تَسْتَقِرُّ حَتَّى قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ لَا يَنْتَفِعُ الْإِنْسُ بِهَا ( فَخَلَقَ الْجِبَالَ ) قِيلَ أَوَّلُهَا أَبُو قُبَيْسٍ ( فَقَالَ بِهَا عَلَيْهَا ) أَيْ أَمَرَ وَأَشَارَ بِكَوْنِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا عَلَيْهَا ( فَاسْتَقَرَّتْ ) أَيْ الْجِبَالُ عَلَيْهَا أَوْ فَثَبَتَتْ الْأَرْضُ فِي مَكَانِهَا أَوْ مَا مَادَتْ وَلَا مَالَتْ عَنْ حَالِهَا وَمَحَلِّهَا.
قَالَ الطِّيبِيُّ : قَدْ مَرَّ مِرَارًا أَنَّ الْقَوْلَ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ كُلِّ فِعْلٍ وَقَرِينَةُ اِخْتِصَاصِهِ اِقْتِضَاءُ الْمَقَامِ فَالتَّقْدِيرُ أَلْقَى بِالْجِبَالِ عَلَى الْأَرْضِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } فَالْبَاءُ زَائِدَةٌ عَلَى الْمَفْعُولِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } وَإِيثَارُ الْقَوْلِ عَلَى الْإِلْقَاءِ وَالْإِرْسَالِ لِبَيَانِ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَأَنَّ مِثْلَ هَذَا الْأَمْرِ الْعَظِيمِ يَتَأَتَّى مِنْ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ بِمُجَرَّدِ الْقَوْلِ , وَقِيلَ ضَمَّنَ الْقَوْلَ مَعْنَى الْأَمْرِ أَيْ أَمَرَ الْجِبَالَ قَائِلًا اُرْسِي عَلَيْهَا , وَقِيلَ أَيْ ضَرَبَ بِالْجِبَالِ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى اِسْتَقَرَّتْ ( هَلْ مِنْ خَلْقِك ) أَيْ مَخْلُوقَاتِك ( قَالَ نَعَمْ الْحَدِيدُ ) فَإِنَّهُ يُكْسَرُ بِهِ الْحَجَرُ وَيُقْلَعُ بِهِ الْجِبَالُ ( النَّارُ ) فَإِنَّهَا تُلِينُ الْحَدِيدَ وَتُذِيبُهُ ( قَالَ نَعَمْ الْمَاءُ ) لِأَنَّهُ يُطْفِئُ النَّارَ ( قَالَ نَعَمْ الرِّيحُ ) مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تُفَرِّقُ الْمَاءَ وَتُنْشِقُهُ.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : فَإِنَّ الرِّيحَ تَسُوقُ السَّحَابَ الْحَامِلَ لِلْمَاءِ ( نَعَمْ اِبْنُ آدَمَ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ إِلَخْ ) أَيْ التَّصَدُّقُ مِنْ بَنِي آدَمَ أَشَدُّ مِنْ الرِّيحِ وَمِنْ كُلِّ مَا ذُكِرَ.
وَذَلِكَ لِأَنَّ فِيهِ مُخَالَفَةَ النَّفْسِ وَقَهْرَ الطَّبِيعَةِ وَالشَّيْطَانِ وَلَا يَحْصُلُ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ مِمَّا ذُكِرَ , أَوْ لِأَنَّ صَدَقَتَهُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ , وَغَضَبُ اللَّهِ تَعَالَى لَا يُقَابِلُهُ شَيْءٌ فِي الصُّعُوبَةِ وَالشِّدَّةِ , وَإِذَا فُرِضَ نُزُولُ عَذَابِ اللَّهِ بِالرِّيحِ عَلَى أَحَدٍ وَتَصَدَّقَ فِي السِّرِّ عَلَى أَحَدٍ تَدْفَعُ الْعَذَابَ الْمَذْكُورَ فَكَانَ أَشَدَّ مِنْ الرِّيحِ , قَالَهُ فِي اللَّمَعَاتِ.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : فَإِنَّ مِنْ جِبِلَّةِ اِبْنِ آدَمَ الْقَبْضُ وَالْبُخْلُ الَّذِي هُوَ مِنْ طَبِيعَةِ الْأَرْضِ.
وَمِنْ جِبِلَّتِهِ الِاسْتِعْلَاءُ وَطَلَبُ اِنْتِشَارِ الصِّيتِ وَهُمَا مِنْ طَبِيعَتَيْ النَّارِ وَالرِّيحِ فَإِذَا رَاغَمَ بِالْإِعْطَاءِ جِبِلَّتَهُ الْأَرْضِيَّةَ وَبِالْإِخْفَاءِ جِبِلَّتَهُ النَّارِيَّةَ وَالرِّيحِيَّةِ كَانَ أَشَدَّ مِنْ الْكُلِّ اِنْتَهَى.
اِعْلَمْ أَنَّ إِيرَادَ التِّرْمِذِيِّ هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ فِي آخِرِ التَّفْسِيرِ كَإِيرَادِهِ أَحَادِيثَ شَتَّى فِي آخِرِ أَبْوَابِ الدَّعَوَاتِ , فَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْبَابِ الْأَوَّلِ يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ } أَيْ وَصَّيْنَاهُ أَنْ لَا يَأْكُلَ مِنْ الشَّجَرَةِ ( مِنْ قَبْلُ ) أَيْ قَبْلَ أَكْلِهِ مِنْهَا { فَنَسِيَ } أَيْ عَهِدْنَا { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا } حَزْمًا وَصَبْرًا عَمَّا نَهَيْنَاهُ عَنْهُ.
قَالَ الطِّيبِيُّ تَحْتَ قَوْلِهِ وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ : يُشِيرُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى { وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا } وَحَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي الْبَابِ الثَّانِي يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ }.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ فَعَجِبَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ شِدَّةِ الْجِبَالِ قَالُوا يَا رَبِّ هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ الْجِبَالِ قَالَ نَعَمْ الْحَدِيدُ قَالُوا يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ الْحَدِيدِ قَالَ نَعَمْ النَّارُ فَقَالُوا يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ النَّارِ قَالَ نَعَمْ الْمَاءُ قَالُوا يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ الْمَاءِ قَالَ نَعَمْ الرِّيحُ قَالُوا يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ الرِّيحِ قَالَ نَعَمْ ابْنُ آدَمَ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء»: «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمران القطان، وعمر...
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء مخ العبادة»: «هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة»
عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه من لم يسأل الله يغضب عليه»: وقد روى وكيع، عن غير واحد، عن أبي المليح، هذا الحديث ولا نعرفه ⦗...
عن أبي موسى الأشعري، قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما قفلنا أشرفنا على المدينة،» فكبر الناس تكبيرة، ورفعوا بها أصواتهم، فقال ر...
عن عبد الله بن بسر، أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله»: «هذا حديث حس...
عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات».<br> قال: قلت:...
عن أبي الدرداء، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخ...
عن الأغر أبي مسلم، أنه شهد على أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم ال...