حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

«قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فعمر - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب المناقب باب (حديث رقم: 3693 )


3693- عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد كان يكون في الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فعمر بن الخطاب».
هذا حديث حسن صحيح.
وأخبرني بعض أصحاب ابن عيينة، قال: قال سفيان بن عيينة: محدثون يعني: مفهمون

أخرجه الترمذي


حسن صحيح

شرح حديث («قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فعمر)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : " قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ" ‏ ‏بِفَتْحِ الدَّالِ الْمُشَدَّدَةِ جَمْعُ مُحَدَّثٍ قَالَ الْحَافِظُ وَاخْتُلِفَ فِي تَأْوِيلِهِ فَقِيلَ مُلْهَمٌ قَالَهُ الْأَكْثَرُ , قَالُوا الْمُحَدَّثُ بِالْفَتْحِ هُوَ الرَّجُلُ الصَّادِقُ الظَّنِّ وَهُوَ مَنْ أُلْقِيَ فِي رَوْعِهِ شَيْءٌ مِنْ قِبَلِ الْمَلَأِ الْأَعْلَى فَيَكُونُ كَاَلَّذِي حَدَّثَهُ غَيْرُهُ بِهِ , وَبِهَذَا جَزَمَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ , وَقِيلَ مَنْ يَجْرِي الصَّوَابُ عَلَى لِسَانِهِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ , وَقِيلَ مُكَلَّمٌ أَيْ تُكَلِّمُهُ الْمَلَائِكَةُ بِغَيْرِ نُبُوَّةٍ , وَهَذَا وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يُحَدَّثُ قَالَ " تَتَكَلَّمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى لِسَانِهِ " , رَوَيْنَاهُ فِي فَوَائِدِ الْجَوْهَرِيِّ وَحَكَاهُ الْقَابِسِيُّ وَآخَرُونَ اِنْتَهَى ‏ ‏" فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ" ‏ ‏أَيْ مِنْ الْمُحَدَّثِينَ ‏ ‏" فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ" ‏ ‏وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ يَكُونُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.
وَالسَّبَبُ فِي تَخْصِيصِ عُمَرَ بِالذِّكْرِ لِكَثْرَةِ مَا وَقَعَ لَهُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُوَافَقَاتِ الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ مُطَابِقًا لَهَا , وَوَقَعَ لَهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَّةُ إِصَابَاتٍ.
‏ ‏قِيلَ لَمْ يُورِدْ هَذَا الْقَوْلَ مَوْرِدًا لِتَرْدِيدِ فَإِنَّ أُمَّتَهُ أَفْضَلُ الْأُمَمِ وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ ذَلِكَ وُجِدَ فِي غَيْرِهِمْ فَإِمْكَانُ وُجُودِهِ فِيهِمْ أَوْلَى وَإِنَّمَا أَوْرَدَهُ مَوْرِدَ التَّأْكِيدِ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِنْ يَكُنْ لِي صِدِّيقٌ فَإِنَّهُ فُلَانٌ.
يُرِيدُ اِخْتِصَاصَهُ بِكَمَالِ الصَّدَاقَةِ لَا نَفْيَ الْأَصْدِقَاءِ , وَقِيلَ الْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ وُجُودَهُمْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ قَدْ تَحَقَّقَ وُقُوعُهُ وَسَبَبُ ذَلِكَ اِحْتِيَاجُهُمْ حَيْثُ لَا يَكُونُ حِينَئِذٍ فِيهِمْ نَبِيٌّ , وَاحْتُمِلَ عِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَحْتَاجَ هَذِهِ الْأُمَّةُ إِلَى ذَلِكَ لِاسْتِغْنَائِهَا بِالْقُرْآنِ عَنْ حُدُوثِ نَبِيٍّ , وَقَدْ وَقَعَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ حَتَّى إِنَّ الْمُحَدَّثَ مِنْهُمْ إِذَا تَحَقَّقَ وُجُودُهُ لَا يَحْكُمُ بِمَا وَقَعَ لَهُ بَلْ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ عَرْضِهِ عَلَى الْقُرْآنِ فَإِنْ وَافَقَهُ أَوْ وَافَقَ السُّنَّةَ عَمِلَ بِهِ وَإِلَّا تَرَكَهُ , وَهَذَا وَإِنْ جَازَ أَنْ يَقَعَ لَكِنَّهُ نَادِرٌ مِمَّنْ يَكُونُ أَمْرُهُ مِنْهُمْ مَبْنِيًّا عَنْ اِتِّبَاعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَتَمَحَّضَتْ الْحِكْمَةُ فِي وُجُودِهِمْ وَكَثْرَتِهِمْ بَعْدَ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ فِي زِيَادَةِ شَرَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِوُجُودِ أَمْثَالِهِمْ فِيهِ , وَقَدْ تَكُونُ الْحِكْمَةُ فِي تَكْثِيرِهِمْ مُضَاهَاةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي كَثْرَةِ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ فَلَمَّا فَاتَ هَذِهِ الْأُمَّةَ كَثْرَةُ الْأَنْبِيَاءِ فِيهَا لِكَوْنِ نَبِيِّهَا خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ عُوِّضُوا بِكَثْرَةِ الْمُلْهَمِينَ قَالَهُ الْحَافِظُ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏( يَعْنِي مُفَهَّمُونَ ) ‏ ‏اِسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ التَّفْهِيمِ.


حديث قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فعمر بن الخطاب

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَجْلَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ ‏ ‏فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ صَحِيحٌ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏بَعْضُ أَصْحَابِ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏قَالَ قَالَ ‏ ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏مُحَدَّثُونَ ‏ ‏يَعْنِي مُفَهَّمُونَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فاطلع عمر

عن عبد الله بن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع عليكم رجل من أهل الجنة» فاطلع أبو بكر، ثم قال: «يطلع عليكم رجل من أهل الجنة» فاطلع عمر وف...

بينما رجل يرعى غنما له إذ جاء ذئب فأخذ شاة فجاء ص...

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " بينما رجل يرعى غنما له إذ جاء ذئب فأخذ شاة فجاء صاحبها فانتزعها منه، فقال الذئب: كيف تصنع بها يوم ا...

ما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ا...

اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان

عن قتادة، أن أنسا حدثهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثبت أحد فإنما علي...

لكل نبي رفيق ورفيقي عثمان

عن طلحة بن عبيد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي رفيق ورفيقي - يعني في الجنة - عثمان»: «هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع»...

اثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد

عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: لما حصر عثمان، أشرف عليهم فوق داره، ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:...

ما على عثمان ما عمل بعد هذه ما على عثمان ما عمل بع...

عن عبد الرحمن بن خباب، قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابه...

ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين

عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار - قال الحسن بن واقع: وكان في موضع آخر من كتابي، في كمه - حين جهز جيش الع...

إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله

عن أنس بن مالك، قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة قال: فبايع الن...