1718- عن الحسن بن علي، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: " اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت "
هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي القرشي، أبو محمد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وقيل: العالمين.
وهو سيدهم هو وأخوه الحسين، وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي سماهما حين
ولدا ولم يسبقا إلى هذين الاسمين، وحنكهما، وبرلى عليهما، وعق عنهما.
وكانا يشبهانه، وكان الحسن أعجبهما إليه.
وكان يجلسه معه على المنبر ويقول: إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين، فكان كذلك، نزل عن الخلافة لسلطان معاوية بعد وقائع صفين، وذلك سنة إحدى وأربعين، فحقنت الدماء، وصارت الناس يدا واحدة على من سواهم.
وأخذ الحسن من بيت المال سبعة آلاف ألف درهم، وفرض له معاوية من بيت المال كل سنة ألف ألف، وجعله ولي العهد من بعده، فمات قبل معاوية، قيل: سنة ثمان وأربعين أو تسع أو سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وكان مولده للنصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة على الصحيح.
وفي "صحيح البخاري" عن أبي عثمان، عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلسه
والحسين على ركبتيه ويقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما".
وفي "صحيح مسلم" من حديث نافع بن جبير عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
للحسن بن علي: "اللهم إني أحبه فأحب من يحبه".
وكان الصديق يحمله على عاتقه ويقول:
يا بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي
وعلي يضحك.
رواه البخاري.
وفرض له عمر في خمسة آلاف كأبيه وأهل بدر، وقد كان الحسن جوادا كريما ممدحا كثير العطاء والصدقة، خرج من جميع ماله لله تعالى مرتين، وقاسمه ثلاث مرات.
ومشى إلى بيت الله عدة حجات، والجنائب إلى ورائه، والنجائب معه تقاد بين يديه.
وأوصى أخاه بأشياء حسنة، منها أنه قال: ما أظن أن الله يجمع لنا بين النبوة والخلافة، ولا يستخفنك أهل الكوفة ليخرجوك.
وأرسل إلى عائشة أم المؤمنين يطلب منها أن يدفن عندها في الحجرة عند جده، فأذنت له، وقال لأخيه: إن منعك بنو أمية، فلا تشاققهم، وادفني في البقيع، فلما توفي جاؤوا إلى عائشة فأذنت لهم، فحال دون ذلك بنو أمية، فحمل ودفن بالبقيع.
"جامع المسانيد" ١/الورقة ٣١٢- ٣١٣، وانظر"سير أعلام النبلاء" ٣/٢٤٥- ٢٧٩.
والحديث إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
أبو الحوراء: هو ربيعة بن شيبان السعدي.
وأخرجه ابن الجارود (٢٧٢) ،.
وابن خزيمة (١٠٩٥) ، والطبراني (٢٧١٢) من طريق
وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي ٢/٢٠٩ من طريق العلاء بن صالح، عن بريد، به.
وأخرجه الطبراني (٢٧١٣) من- طريق الربيع بن ركين، عن أبي يزيد الزراد، عن أبي الحوراء، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (٣٧٥) ، وفي "الآحاد والمثاني" (٤١٥) ، والطبراني (٢٧٠٠) ، والحاكم ٣/١٧٢ وصححه على شرط الشيخين من طريق موسى بن عقبة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحسن.
وأخرجه النسائي ٣/٢٤٨ من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن.
وسيأتي برقم (١٧٢١) و (١٧٢٣) و (١٧٢٧) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "عن أبي الحوراء " : - بالحاء المهملة - .
قوله : "أقولهن في قنوت الوتر " : الظاهر أن المراد : علمني أن أقولهن في الوتر ; بتقدير "أن " ، أو باستعمال الفعل موضع المصدر مجازا ، ثم جعله بدلا من كلمات ; إذ يستبعد أنه علمه الكلمات مطلقا ، ثم هو من نفسه وضعهن في الوتر .
ويحتمل أن قوله : "أقولهن" صفة كلمات كما هو الظاهر ، لكن يؤخذ منه أنه علمه أن يقول تلك الكلمات في الوتر ، لا أنه علمه نفس تلك الكلمات مطلقا ، ثم أطلق الوتر ، فيشمل الوتر طول السنة ، فصار هذا الحديث دليلا قويا لمن يقول بالقنوت في الوتر طول السنة .
"وتولني " : أي : تول أمري وأصلحه فيمن توليت أمورهم ، ولا تكلني إلى نفسي .
"واليت " : في مقابلة عاديت كما جاء صريحا في بعض الروايات .
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ السَّلُولِيِّ عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوَتْرِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ
عن هبيرة، خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: " لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ي...
عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي، رضي الله عنهما، فقال: " لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رس...
عن الحسن بن علي، أنه مر بهم جنازة، فقام القوم ولم يقم، فقال الحسن: " ما صنعتم إنما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تأذيا بريح اليهودي
عن أبي الحوراء السعدي، قال:قلت للحسن بن علي: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها في فمي، فانتزعه...
قال: وكان يقول: " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة "
قال: وكان يعلمنا هذا الدعاء: " اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنه لا يذل من واليت...
حدثنا ربيعة بن شيبان، أنه قال للحسن بن علي رضي الله عنه: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أدخلني غرفة الصدقة، فأخذت منها تمرة، فألقيتها ف...
عن أبي الحوراء، قال: كنا عند حسن بن علي، فسئل ما عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كنت أمشي معه، فمر على...
حدثنا محمد، قال: نبئت أن جنازة مرت على الحسن بن علي، وابن عباس، رضي الله عنهم، فقام الحسن، وقعد ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى " النبي صلى...