حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب المناقب باب (حديث رقم: 3953 )


3953- عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا».
قالوا: وفي نجدنا.
فقال: " اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا.
قالوا: وفي نجدنا.
قال: " هنالك الزلازل والفتن، وبها، أو قال: منها يخرج قرن الشيطان «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث ابن عون» وقد روي هذا الحديث أيضا عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ إِلَخْ ) ‏ ‏وَقَعَ قَبْلَ هَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ فِي فَضْلِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ ‏ ‏( حَدَّثَنِي جَدِّي أَزْهَرُ ) ‏ ‏بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏( السَّمَّانُ ) ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ مِنْ التَّاسِعَةِ ‏ ‏( عَنْ اِبْنِ عَوْنٍ ) ‏ ‏اِسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَرْطَبَانَ.
‏ ‏قَوْلُهُ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي يَمَنِنَا" ‏ ‏فَقَدَّمَ وَجْهَ تَسْمِيَةِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ فِي بَابِ فَضْلِ الْيَمَنِ.
وَالظَّاهِرُ فِي وَجْهِ تَخْصِيصِ الْمَكَانَيْنِ بِالْبَرَكَةِ لِأَنَّ طَعَامَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَجْلُوبٌ مِنْهُمَا , وَقَالَ الْأَشْرَفُ : إِنَّمَا دَعَا لَهُمَا بِالْبَرَكَةِ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ بِمَكَّةَ وَهُوَ مِنْ الْيَمَنِ وَمَسْكَنُهُ وَمَدْفِنُهُ بِالْمَدِينَةِ وَهِيَ مِنْ الشَّامِ وَنَاهِيَك مِنْ فَضْلِ النَّاحِيَتَيْنِ أَنَّ إِحْدَاهُمَا مَوْلِدُهُ وَالْأُخْرَى مَدْفِنُهُ فَإِنَّهُ أَضَافَهُمَا إِلَى نَفْسِهِ وَأَتَى بِضَمِيرِ الْجَمْعِ تَعْظِيمًا وَكَرَّرَ الدُّعَاءَ ‏ ‏( قَالُوا ) ‏ ‏أَيْ بَعْضُ الصَّحَابَةِ ‏ ‏( وَفِي نَجْدِنَا ) ‏ ‏عَطْفُ تَلْقِينٍ وَالْتِمَاسٍ أَيْ قُلْ وَفِي نَجْدِنَا لِيَحْصُلَ الْبَرَكَةُ لَنَا مَنْ صَوَّبَهُ أَيْضًا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : نَجْدٌ مِنْ جِهَةِ الْمَشْرِقِ وَمَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ كَانَ نَجْدُهُ بَادِيَةَ الْعِرَاقِ نَوَاحِيَهَا وَهِيَ مَشْرِقُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَأَصْلُ النَّجْدِ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ وَهُوَ خِلَافُ الْغَوْرِ فَإِنَّهُ مَا اِنْخَفَضَ مِنْهَا وَتِهَامَةُ كُلُّهَا مِنْ الْغَوْرِ وَمَكَّةُ مِنْ تِهَامَةَ , اِنْتَهَى قَالَ الْحَافِظُ بَعْدَ نَقْلِ كَلَامِ الْخَطَّابِيِّ هَذَا وَعُرِفَ بِهَذَا وَهُوَ مَا قَالَهُ الدَّاوُدِيُّ إِنَّ نَجْدًا مِنْ نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ فَإِنَّهُ تَوَهَّمَ أَنَّ نَجْدًا مَوْضِعٌ مَخْصُوصٌ وَلَيْسَ كَذَلِكَ , بَلْ كُلُّ شَيْءٍ اِرْتَفَعَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَلِيهِ يُسَمَّى الْمُرْتَفِعَ نَجْدًا وَالْمُنْخَفِضَ غَوْرًا اِنْتَهَى ‏ ‏" هُنَالِكَ" ‏ ‏أَيْ فِي نَجْدٍ ‏ ‏" الزَّلَازِلُ" ‏ ‏أَيْ الْحِسِّيَّةُ أَوْ الْمَعْنَوِيَّةُ وَهِيَ تَزَلْزُلُ الْقُلُوبِ وَاضْطِرَابُ أَهْلِهَا ‏ ‏" وَالْفِتَنُ " ‏ ‏أَيْ الْبَلِيَّاتُ وَالْمِحَنُ الْمُوجِبَةُ لِضَعْفِ الدِّينِ وَقِلَّةِ الدِّيَانَةِ فَلَا يُنَاسِبُهُ دَعْوَةُ الْبَرَكَةِ لَهُ , وَقَالَ الْمُهَلَّبُ : إِنَّمَا تَرَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّعَاءَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ لِيَضْعُفُوا عَنْ الشَّرِّ الَّذِي هُوَ مَوْضُوعٌ فِي جِهَتِهِمْ لِاسْتِيلَاءِ الشَّيْطَانِ بِالْفِتَنِ ‏ ‏" وَبِهَا أَوْ قَالَ مِنْهَا" ‏ ‏شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى نَجْدٍ وَالتَّأْنِيثُ الْبُقْعَةُ ‏ ‏" يَخْرُجُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ" ‏ ‏أَيْ حِزْبُهُ وَأَهْلُ وَقْتِهِ وَزَمَانِهِ وَأَعْوَانُهُ ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ , وَقِيلَ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالْقَرْنِ قُوَّةَ الشَّيْطَانِ وَمَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى الْإِضْلَالِ , وَكَانَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ أَهْلَ كُفْرٍ فَأَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْفِتْنَةَ تَكُونُ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ وَأَوَّلُ الْفِتَنِ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِلْفُرْقَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَذَلِكَ مِمَّا يُحِبُّهُ الشَّيْطَانُ وَيَفْرَحُ بِهِ وَكَذَلِكَ الْبِدَعُ نَشَأَتْ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي.
وَقَالَ الْعَيْنِيُّ فِي شَرْحِ حَدِيثِ اِبْنِ عُمَرَ : إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ : " الْفِتْنَةُ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " , أَوْ قَالَ قَرْنُ الشَّمْسِ " مَا لَفْظُهُ وَإِنَّمَا أَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَشْرِقِ لِأَنَّ أَهْلَهُ يَوْمَئِذٍ كَانُوا أَهْلَ كُفْرٍ فَأَخْبَرَ أَنَّ الْفِتْنَةَ تَكُونُ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ وَكَذَلِكَ كَانَتْ هِيَ وَقْعَةُ الْجَمَلِ وَوَقْعَةُ صِفِّينَ ثُمَّ ظُهُورُ الْخَوَارِجِ فِي أَرْضِ نَجْدٍ وَالْعِرَاقِ وَمَا وَرَائِهَا مِنْ الْمَشْرِقِ , وَكَانَتْ الْفِتْنَةُ الْكُبْرَى الَّتِي كَانَتْ مِفْتَاحَ فَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُ مِنْ ذَلِكَ وَيُعْلِمُ بِهِ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَذَلِكَ مِنْ دَلَالَاتِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.


حديث اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بِشْرُ بْنُ آدَمَ ابْنُ ابْنَةِ أَزْهَرَ السَّمَّانِ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏جَدِّي ‏ ‏أَزْهَرُ السَّمَّانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَوْنٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏نَافِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ‏ ‏شَامِنَا ‏ ‏اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ‏ ‏يَمَنِنَا ‏ ‏قَالُوا وَفِي ‏ ‏نَجْدِنَا ‏ ‏قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ‏ ‏شَامِنَا ‏ ‏وَبَارِكْ لَنَا فِي ‏ ‏يَمَنِنَا ‏ ‏قَالُوا وَفِي ‏ ‏نَجْدِنَا ‏ ‏قَالَ هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا ‏ ‏أَوْ قَالَ مِنْهَا ‏ ‏يَخْرُجُ ‏ ‏قَرْنُ الشَّيْطَانِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ‏ ‏مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ ‏ ‏ابْنِ عَوْنٍ ‏ ‏وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

طوبى للشام لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها

عن زيد بن ثابت، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى للشام»، فقلنا: لأي ذلك يا رسو...

الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يده...

قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤم...

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، والناس بنو آدم وآدم من تراب»...