4181- عن عبد الله، قال: " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر في الأهل والمال " فقال أبو حمزة: - وكان جالسا عنده - نعم، حدثني أخرم الطائي، عن أبيه، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال عبد الله: " فكيف بأهل براذان وأهل بالمدينة وأهل كذا؟ " قال شعبة: فقلت لأبي التياح: ما التبقر؟ فقال: " الكثرة "
هذا الحديث له إسنادان، وكلاهما ضعيف، علتهما الاضطراب والجهالة، والرجل من طيىء الذي روى عنه أبو التياح سيرد في الرواية (٤١٨٤) أنه ابن الأخرم، ووردت تسميته في الرواية (٣٥٧٩) بالمغيرة بن سعد بن الأخرم، وسبق الكلام فيه هناك، والرجل الذي حدث شعبة في مجلس أبي التياح ورد عندنا في النسخ الخطية جميعها أنه أبو جمرة - بالجيم والراء المهملة -، وجعله الحسيني أبا حمزة - بالحاء المهملة والزاي -، فقال في "الإكمال " ص ٥٠٢ في ترجمة أبي حمزة:
أبو حمزة، عن أخرم الطائي، عن أبيه، عن ابن مسعود.
[و] أبو حمزة، عن أبيه، عن ابن مسعود [يشير إلى إسناد الرواية (٤١٨٥) ] ، وعنه شعبة، لا يدرى من هما.
وقد نقله عنه الحافظ في "التعجيل " ص ٤٧٨، فتابعه في ضبطه، ثم قال: وقال ابن شيخنا في كل منهما: لا يعرف، ثم عرف الحافظ أبا حمزة هذا، فقال: فأما أبو حمزة، فإنه يعرف بجار شعبة، واسمه عبد الرحمن، واختلف في اسم أبيه، وله ترجمة في "التهذيب " [٦/٢١٩] ، وليست له رواية في "التهذيب " عن أبيه.
وجزم ابن شيخنا في ترجمة أخرم الطائي في الهجرة أن أبا حمزة هذا هو ميمون الأعور، وليس كما قال، مع أنه ناقض ذلك هنا، فقال: لا يعرف، وميمون الأعور معروف،
وهو من رجال التهذيب، فلا يستدرك.
ثم قال الحافظ: وقد روى المتن غير شعبة، فجود الإسناد، أخرجه أحمد هنا - يعني في الرواية المتقدمة برقم (٣٥٧٩) ، والترمذي من رواية الأعمش، عن شمربن عطية، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن عبد الله، فذكر الحديث، ولفظه: "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"، وعلى هذا فابن الأخرم في رواية شعبة هو المغيرة بن سعد بن الأخرم، نسب إلى جده، وأبوه على هذا هو سعد بن الأخرم، ويحتمل أن يكون المراد بأبيه أبوه الأعلى، وهو الأخرم.
قلنا: كذا ذكر الحافظ والحسيني أنه أبو حمزة، وورد عندنا
في النسخ - كما ذكرنا - أبو جمرة، وورد كذلك في النسخ التي وقعت للشيخ أحمد شاكر، فجعله أبا جمرة نصر بن عمران الضبعي، وقال: وهو وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي، كانا شيخي شعبة، متعاصران، ماتا في سنة ٢١٨، أو مات أحدهما قبل الآخر بقليل، وقد روى أبو جمرة نصر عن أبي التياح، وأما أبو حمزة جار شعبة، فلم أجد ما يدل على أنه لقي أبا التياح، أو روى عنه، ولعل الاسم ثبت مصحفا من الجيم والراء إلى الحاء والزاي في بعض النسخ التي وقعت للحافظين أو
لأحدهما، أو لابن شيخ الحافظ ابن حجر، فأوجبت هذا الوهم الذي تبع فيه بعضهم بعضا.
قلنا: قول الشيخ أحمد شاكر: "وأما أبو حمزة جار شعبة فلم أجد ما يدل على أنه لقي أبا التياح أو روى عنه " لا وجه لذكره، إذ لم يرد في الإسناد رواية لأبي حمزة عن أبي التياح، والأمر الذي ينبغي معرفته هو: هل لأبي حمزة - كما ذكر الحسيني والحافظ - رواية عن أخرم الطائي أو لا؟ الذي ذكره المزي في "التهذيب " أن أبا حمزة جار شعبة روى عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، وهذا يقوي ما ذكره الحسيني والحافظ أن هذا الراوي هو أبو حمزة بالحاء والزاي، ويقويه أيضا أنه ورد كذلك عند الطيالسي (٣٨٠) ، والشاشي (٨١٤) ، والهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/٢٥١.
وأما
أبو جمرة - بالجيم والراء - وهو الوارد عندنا في النسخ، وهو نصر بن عمران الضبعي، فلم نجد له في "التهذيب " رواية عن أخرم، ولا عن ابن الأخرم، وإن كان ذلك ليس بحجة، إذ ليس في "التهذيب " استقصاء لجميع الرواة عن المترجم خارج الكتب الستة، وعلى كل حال يبقى الإسناد ضعيفا للاختلاف في تسمية الرجل الطائي: أخرم، أو ابن الأخرم، وللاضطراب فيه.
فأبو التياح يروي الحديث عن ابن الأخرم، عن ابن مسعود، وأبو حمزة - أو أبو جمرة - يرويه عن أخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وإذا صح أن ابن الأخرم هذا هو المغيرة بن سعد بن الأخرم كما ذكر الحافظ، ففي الإسناد انقطاع، لأن المغيرة هذا لم يدرك ابن مسعود، لكن وقع عند الشاشي (٨١٥) من طريق حجاج - شيخ أحمد -، بهذا الإسناد، وفيه بعد ذكر الرجل من طيىء، قال: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود، ففيه أن أبا التياح وصل الإسناد لكن على الشك.
وإذا صح أنه متصل، فسعد بن الأخرم، والد المغيرة، لم يرو عنه غير ابنه المغيرة كما تقدم برقم (٣٥٧٩) .
ثم إن في متن الحديث نكارة سنذكرها عقب التخريج.
وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه الشاشي (٨١٥) من طريق حجاج - شيخ أحمد - بالإسناد الأول، لكن فيه بعد ذكر الرجل من طيىء: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود.
وأخرجه الشاشي (٨١٤) من طريق بشربن عمر الزهراني، عن شعبة، بهذين الإسنادين.
وأخرجه الطيالسي (٣٨٠) عن شعبة، عن أبي حمزة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " ١٠/٢٥١، وقال: رواه أحمد بأسانيد، وفيها رجل لم يسم.
قلنا: هو ابن الأخرم كما تقدم آنفا.
وقوله: "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر- يعني الكثرة - في الأهل والمال " فيه
نكارة، إذ المراد بالتبقر في الأهل هنا كثرة الولد، ويؤيده رواية الطيالسي: نهى عن التبقر في المال والولد، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الحض على الاستكثار من الأولاد، فسيرد من حديث أنس ٣/١٥٨ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر الأنبياء يوم القيامة"، وله شاهد من حديث معقل بن يسار عند أبي داود (٢٠٥٠) ، والنسائي ٦/٦٥، ٦٦، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان (٤٠٥٦) و (٤٠٥٧) ، والحاكم ٢/١٦٥.
وسيرد بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو برقم (٦٥٩٨) .
وسيأتي حديثنا بالإسناد الأول برقم (٤١٨٤) ، وبالإسناد الثاني برقم (٤١٨٥) .
وتقدم بنحوه برقم (٣٥٧٩) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "عن التبقر": أي: التوسع.
"بأهل": - بالتنوين - .
"براذان": الباء بمعنى "في" وراذان: اسم موضع بأصبهان.
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ طَيِّئٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَكَانَ جَالِسًا عِنْدَهُ نَعَمْ حَدَّثَنِي أَخْرَمُ الطَّائِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَكَيْفَ بِأَهْلٍ بِرَاذَانَ وَأَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلِ كَذَا قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِأَبِي التَّيَّاحِ مَا التَّبَقُّرُ فَقَالَ الْكَثْرَةُ
عن أبي الأحوص، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي ، وقد ا...
عن عبد الله، قال: وأحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " بين يدي الساعة أيام الهرج، أيام يزول فيها العلم، ويظهر فيها الجهل " فقال أبو مو...
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنه نهى عن التبقر في الأهل، والمال " (1) 4185- عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وقال...
عن أبي عمرو الشيباني، قال: حدثنا صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبد الله، - وما سماه لنا - قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى...
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق، حتى يكتب صديقا، ولا يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند...
عن عبد الله، أنه قال: إني لأخبر بجماعتكم، فيمنعني الخروج إليكم خشية أن أملكم، " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا في الأيام بالموعظة، خشية، الس...
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " في التشهد التحيات لله، والصلوات، والطيبات السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله، وبركاته، السلام علين...
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كنتم ثلاثة، فلا ينتجي اثنان دون واحد، ولا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها "...
عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: " أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له "