5369- عن سالم، أنه سمع عبد الله يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه " حدث هذا عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد ٣/٣٨٠، والنسائي في "الكبرى" (٨١٨٩) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٣٨٢٦) ، والبيهقي في "الدلائل"٢/١٢١ من طريق فضيل بن سليمان، وابن سعد ٣/٣٨٠، والبخاري (٥٤٩٩) ، والطبراني في " الكبير" (١٣١٦٩) ، والبيهقي في "السنن"٩/٢٤٩-٢٥٠ من طريق عبد العزيز بن المختار، كلاهما عن موسى بن عقبة، به.
وفي رواية فضيل بن سليمان: فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة، فأبى أن يأكل منها.
وهذا من أوهام فضيل بن سليمان، والصواب ما في رواية وهيب بن خالد وغيره عن موسى بن عقبة من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي قدم إلى زيد بن عمرو بن نفيل سفرة فيها لحم، فأبى الأخير أن يأكل منها.
وسيأتي برقم (٥٦٣١) و (٦١١٠) .
وفي الباب عن سعيد بن زيد سلف برقم (١٦٤٨) .
وعن زيد بن حارثة عند النسائي في "الكبرى" (٨١٨٨) ، والبزار (٢٧٥٥) ، والطبراني (٤٦٦٣) ، وأبي يعلى (٧٢١٢) .
قال الذهبي في "السير"١/٢٢٢: في إسناده محمد - يعني ابن عمرو بن علقمة- لا يحتح به، وفي بعضه نكارة بينة.
وانظر أيضا ١/١٣٤-١٣٥.
قال الخطابي في "أعلام الحديث" ٣/١٦٥٧: امتناع زيد بن عمرو من كل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذبح على الأنصاب فتنزه من أكله، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل من ذبائحهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم.
فأما ذبائحهم لمأكلتهم فإنا لم نجد في شيء من الأخبار أنه كان يتنزه منها، ولأنه كان لا يرى الذكاة واقعة إلا بفعلهم قبل نزول الوحي عليه، وقبل تحريم ذبائج أهل الشرك، فقد كان بين ظهرانيهم، مقيما معهم، ولم يذكر أنه كان يتميز عنهم إلا في أكل الميتة.
وكانت قريش وقبائل من العرب تتنزه في الجاهلية من أكل الميتات، ولعله صلى الله عليه وسلم لم يكن يتسع إذ ذاك لأن يذح لنفسه الشاة ليأكل منها الشلو أو البضعة، ولا كان فيما استفاض من أخباره أنه كان بهجر اللحم ولا يأكله، وإذا لم يكن بحضرته إلا ذكاة أهل الشرك ولا يجد السبيل إلى غيره، ولم ينزل عليه في تحريم ذبائحهم شيء، فليس إلا أكل ما يذبحنهه لماكلتهم بعد أن يتنزه من الميتات تنزبها من الله عز وجل لها، واختيارا من جهة الطبع لتركها استقذارا لها، وتقززا منها، وبعد أن يجتنب الذبائح لأصنامهم عصمة من الله عز وجل له لئلا
يشاركهم في تعظيم الأصنام بها.
وانظر"الفتح"٧/١٤٣-١٤٤.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "أنه لقي زيد بن عمرو": - بسكون الميم - .
"بن نفيل": - بضم نون وفتح فاء - : ولد سعيد بن زيد، أحد العشرة، وابن عم عمر بن الخطاب.
"بأسفل بلدح": - بفتح موحدة وسكون لام وفتح دال مهملة، آخره حاء مهملة - : واد قبل مكة من جهة الغرب، يجوز فيه الصرف وعدمه.
"فقدم": من التقديم.
"سفرة": - بضم السين - : أصله الطعام، ثم نقل إلى الجلد الذي يحمل فيه المسافر الطعام في سفره.
"ما تذبحون": أي: أيها القريش.
"على أنصابكم": جمع نصب - بضمتين، وإهمال الصاد - وهي أحجار كانت حول الكعبة يذبحون عليها للأصنام، واستشكل بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولى بذلك من زيد.
أجيب: بأنه ليس في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أكل منها، ولو لم أنه أكل قديد، إنما فعل ذلك برأيه، لا بشرع بلغه، فلعله لم يكن في شرع إبراهيم تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه، وإنما نزل تحريمه في الإسلام، واستضعف هذا بأن الظاهر أنه كان في شرع إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - تحريم ما ذبح لغير الله؛ لأنه كان عدو الأصنام.
وقيل: الأصح أن الأشياء قبل الإسلام لا توصف بحل ولا حرمة، قاله السهيلي.
وقال ابن بطال: كانت السفرة لقريش، فقدموها للنبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكل منها، فقدمها صلى الله عليه وسلم لزيد بن عمرو، فأبى؛ أي: فلذلك خاطب زيد قريشا، فقال: "لا آكل ما تذبحون.
.
.
إلخ".
وقال الحافظ: هو - أي: ما ذكره ابن بطال - محتمل، لكن لا أدري من أين له هذا الجزم بذلك، فإني لم أقف عليه في رواية أحد.
وقال الخطابي: كان صلى الله عليه وسلم لا يأكل ما ذبحوا للأصنام، ويأكل ما عدا ذلك، وإن لم يذكروا اسم الله عليه، والله تعالى أعلم.
وهذا الحديث أخرجه البخاري.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ إِنِّي لَا آكُلُ مَا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَدَّثَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن ابن عمر - قال: همام في كتابي - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا: بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم...
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه، ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته، فإنه مغفور له "
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث "، الذي يقر في أهله الخبث
عن عمر بن عبد الله، أنه حدثه أن عبد الله بن عمر لقي ناسا خرجوا من عند مروان فقال: من أين جاء هؤلاء؟ قالوا: خرجنا من عند الأمير مروان قال: وكل حق رأيتم...
عن عبد الله بن عمر قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب جارية من سبي هوازن فوهبها لي، فبعثت بها إلى أخوالي من بني جمح ليصلحوا لي منها،...
عن سعد بن عبيدة قال: جلست أنا ومحمد الكندي إلى عبد الله بن عمر، ثم قمت من عنده، فجلست إلى سعيد بن المسيب، قال: فجاء صاحبي وقد اصفر وجهه وتغير لونه، ف...
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت، قبل يوم القيامة تحشر الناس " قال: قلنا: يا رسول الله فماذا ت...
عن محمد بن عبد الرحمن يعني ابن ثوبان، مولى بني زهرة، أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الله إلى الذي يجر إزاره خيلاء "
عن بشر بن حرب، سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حجرة عائشة يقول: " ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام...