5626-
عن أنس بن مالك قال: " إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة، آمنه الله من أنواع البلايا: من الجنون، والبرص، والجذام.
وإذا بلغ الخمسين لين الله عز وجل عليه حسابه، وإذا بلغ الستين، رزقه الله إنابة يحبه عليها، وإذا بلغ السبعين، أحبه الله وأحبه أهل السماء، وإذا بلغ الثمانين، تقبل الله منه حسناته ومحا عنه سيئاته، وإذا بلغ التسعين، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي أسير الله في الأرض وشفع في أهله " (1) 5627- عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (2)
(١) إسناده ضعيف جدا لضعف فرج - وهو ابن فضالة -، ومحمد بن عامر لم نعرف من هو، واستظهر ابن الجوزي في "الموضوعات" أنه الرملي، لأنه ذكر قول ابن حبان فيه في "المجروحين"٢/٣٠٤: يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وقول ابن حبان هذا إنما هو في آخر من طبقة الإمام أحمد لأنه يروي عن سفيان بن عيينة فيما ذكر ابن حبان، وقد سماه فرج في الإسناد التالي محمد بن عبد الله العامري، ولم نعرفه كذلك.
ومحمد بن عبد الله: هو ابن عمرو بن عثمان
الملقب بالديباج وهو ضعيف ذكره الإمام البخاري في "الضعفاء" ص ١٠٢، وفي "التاريخ الكبير"١/١٣٩، وقال: عنده عجائب، وقال في "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأ باسم"التاريخ الصغير": لا يكاد يتابع في حديثه، وكذا قال ابن الجارود، وقال مسلم في " الكنى " (١٨٨٤) : منكر الحديث، واضطرب فيه قول النسائي، فقال مرة: ثقة، وقال في أخرى: ليس بالقوي.
وظنه ابن الجوزي محمد بن عبيد الله العرزمي، ووافقه عليه الحافظ العراقي.
وعمرو بن جعفر: قلب فرج اسمه، وإنما هو جعفر بن عمرو بن أمية الضمري.
وأخرجه مرفوعا البزار (٣٥٨٧) ، وأبو يعلى (٤٢٤٦) و (٤٢٤٧) ، والبيهقي في "الزهد" (٦٤٢) من طريق يوسف بن أبي ذرة، عن جعفر بن عمرو بن أمية، به.
وهذا إسناد ضعيف.
يوسف بن أبي ذرة: قال ابن معين: لا شيء، وقال ابن حبان في "المجروحين" ٣/١٣١-١٣٢: منكر الحديث جدا، ممن يروي المناكير التي لا أصل لها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
قلنا: وقد تحرف اسم يوسف في مطبوع "زوائد البزار" إلى يونس، وسيرد من هذا الطريق في مسند أنس ٣/٢١٧-٢١٨.
وأخرجه مرفوعا البزار (٣٥٨٧) عن محمد بن معمر القيسي، وأبويعلى (٤٢٤٨) عن أبي عبيدة بن فضيل بن عياض، كلاهما عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي، عن عبد الرحمن بن أبي الموال، عن محمد بن موسى - وهو الفطري -، عن محمد بن عبد الله بن عمرو الديباج، به، وهذا إسناد لا يصح، لضعف محمد بن عبد الله بن عمرو الديباج.
وأخرجه مرفوعا البزار (٣٥٨٨) من طريق أبي قتادة العذري، عن ابن أخي الزهري، عن عمه، عن أنس بن مالك بنحوه، وأبو قتادة العذري لم نعرفه.
وأخرجه أبو يعلى (٤٢٤٩) من طريق يحيى بن سليم، عن رجلين من أهل حران، عن زفر بن محمد، عن الديباج، عن أنس بن مالك، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحرانيين، ولانقظاعه والديباج على ضعفه: لم يدرك أنس بن مالك.
وأخرجه مرفوعا أيضا أبو يعلى (٣٦٧٨) من طريق أبي خلف ياسين الزيات، عن داود بن سليمان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري، عن أنس بنحوه، وهذا إسناد ضعيف.
ياسين الزيات: قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي وابن الجنيد: متروك.
وقد تحرف اسم ياسين الزيات في مطبوع أبي يعلى إلى خالد.
وداود بن سليمان لم
نعرفه.
وأورده الهيثمي برواياته كلها في "مجمع الزوائد"، ١٠/٢٠٤-٢٠٥، وقال: رواها كلها أبو يعلى بأسانيد، ورواه أحمد موقوفا باختصار- قلنا: يعني هذه الرواية -، وفي أحد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات، وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة، وهما ضعيفان جدا، وفي الاخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، وهو لين، وبقية رجال هذه الطريق ثقات، وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه.
ثم أورد الهيثمي رواية البزار، وقال: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات.
وله شواهد لا يفرح بها ذكرها الهيثمي في "مجمع الزوائد"١٠/٢٠٥-٢٠٦٠.
قوله:"لين"، قال السندي: أي قدر له أن يلين حسابه، أي أن يجعل حسابه حسابا يسيرا.
"تقبل الله": لعل هذا هو نتيجة المحبة، فيظهر إذا كملت المحبة.
"غفر الله ما تقدم.
.
الخ": قد يقال: هذا ينافي ما جاء من التهديد بحق الشيخ الزاني، فليتأمل.
"وشفع": هو بالتشديد على بناء المفعول، أو بالتخفيف على بناء الفاعل، والأول أقرب.
(٢) إسناده ضعيف جدا، لضعف فرج - وهو ابن فضالة -، ولانقطاعه، فإن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان - وهو الديباج -، لم يدرك ابن عمر، ثم إننا لم نعرف محمد بن عبد الله العامري من هو؟
قال العراقي فيما نقله الحافظ في "القول المسدد" ص٨-٩: ولم يذكر ابن الجوزي حديث ابن عمر هذا، وكان ينبغي أن يذكره، فإن هذا موضوع قطعا، ومما يستدل به على وضع الحديث مخالفة الواقع، وقد أخبرني من أثق به أنه رأى رجلا حصل له جذام بعد الستين فضلا عن الأربعين.
وقد رد عليه الحافظ في "القول المسدد" ص ٢٣-٢٤، فقال: قوله:"إنه موضوع قطعا "، ثم استدل على ذلك بأمر ظني عجيب! وكيف يتأتى القطع بالحكم على أمر مستنده ظني، وهو إخبار رجل يوثق به أنه رأى من حصل له ذلك بعد الستين؟
أفلا يجوز أن يكون ذلك حصل له قبل الأربعين وهو لا يشعر، ثم دب فيه قليلا إلى أن ظهر فيه بعد الستين؟ ومع هذا الاحتمال كيف يتأتى القطع بالوضع؟ اعلى أن للحديث عندي مخرجا لا يرد عليه شيء من هذا، على تقدير الصحة، وذلك أنه وإن كان لفظه عاما فهو مخصوص ببعض الناس دون بعض، لأن عمومه يتناول الناس كلهم، وهو مخصوص قطعا بالمسلمين، لأن الكفار لا يحميهم الله، ولا يتجاوز عن سيئاتهم، ولا يغفر ذنوبهم، ولا يشفع لهم، وإذا تعين أن لفظه العام محمول على أمر خاص، فيجوز أن يكون ذلك خاصا أيضا ببعض المسلمين دون بعض، فيخص مثلا بغير الفاسق، ويحمل على أهل الخير والصلاح، فلا مانع لمن كان بهذه الصفة أن يمن الله تعالى عليه بما ذكر في الخبر، ومن ادعى خلاف ذلك فعليه البيان - والله المستعان -، ثم وجدت في تفسير ابن مردويه بإسناد صحيح إلى
ابن عباس ما يدل على التأويل الذي ذكرته، وقد ذكرته في أواخر الجزء الذي جمعته في "الخصال المكفرة ".
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "لين": أي: قدر له أن يلين حسابه؛ أي: أن يجعل حسابه حسابا يسيرا.
"يتقبل الله": لعل هذا هو نتيجة المحبة، فيظهر إذا كملت المحبة.
"غفر الله ما تقدم.
.
.
إلخ": قد يقال: هذا ينافي ما جاء من التهديد في حق الشيخ الزاني، فليتأمل.
"وشفع": هو - بالتشديد - على بناء المفعول، أو - بالتخفيف - على بناء الفاعل، والأول أقرب.
ثم خلاصة ما في "المجمع": أن الحديث رواه أبو يعلى بأسانيد، وأحمد باختصار موقوفا، وعن ابن عمر مثله، ورجاله وثقوا على ضعف، وفي إسناد الموقوف من لم أعرفهم، انتهى.
وقال القرافي: رواه أحمد موقوفا ومرفوعا، وعلة المرفوع يوسف بن أبي درة، وفي ترجمة أورده ابن حبان في "تاريخ الضعفاء" وقال: يروي المناكير التي لا أصل لها، ولا يحل الاحتجاج به بحال.
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وأعل الموقوف بالفرج بن فضالة، وحكى أقوال الأئمة في تضعيفه.
ثم قال العراقي: قلت: وقد خلط فيه الفرج بن فضالة، فحدث به عن أنس مرة، وقلب إسناده أخرى، فجعله من حديث ابن عمر.
ثم قال: ولم يذكر ابن الجوزي حديث ابن عمر في "الموضوعات" مع أنه موضوع قطعا، ومما يستدل به على ذلك مخالفة الواقع، وقد أخبرني من أثق به أنه رأى رجلا حصل له جذام بعد الستين، فضلا عن الأربعين، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إن كان هو الملقب: "بالديباج" فهو لم يدرك ابن عمر.
وقال البخاري: لا يكاد يتابع على حديثه، وإن كان غيره، فهو مجهول، انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث في فضل طول العمر في الإسلام؛ أي: وأحاديث الفضائل مما يسامح فيها.
.
وقول القرافي: وقد خلط فيه الفرج بن فضالة.
قلت: لا يلزم من تخليطه في الإسناد أن يكون المتن موضوعا؛ فإن له طرقا عن أنس وغيره يبعد الحكم مع مجموعها على المتن بأنه موضوع.
وقال: إن بعض تلك الطرق كافية في الرد على من حكم بوضعه، وقد ذكر بعض الطرق في "القول المسدد" وقال: وقد استوعبت طرقه في الجزء الذي سميته: "معرفة الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة".
وقوله: إنه موضوع قطعا، ثم استدل على ذلك بأمر ظني عجيب، كيف يتأتى القطع به بخبر رجل، وهو ظني، على أنه يجوز أنه يحصل له قبل الأربعين، وهو لا يشعر، ثم دب فيه قليلا قليلا إلى أن ظهر بعد الستين، ومع هذا الاحتمال كيف يتأتى القطع بالوضع؟ على أن للحديث عندي مخرجا لا يرد عليه شيء، وذلك أنه وإن كان لفظه عاما، فهو مخصوص ببعض الناس دون بعض؛ لأن عمومه يتناول الناس كلهم، وهو مخصوص بالمسلمين قطعا؛ لأن الكفار لا يحبهم الله، ولا يتجاوز عن سيئاتهم، إلى غير ذلك، وإذا تعين أن لفظه العام محمول على الخاص، فيجوز أن يكون ذلك أيضا ببعض المسلمين دون بعض، فيخص مثلا بغير الفاسق، ويحمل على أهل الخير والصلاح، ولا مانع لمن كان بهذه الصفة أن يمن الله عليه بما ذكر في الخبر، ومن ادعى خلاف ذلك، فعليه البيان، والله المستعان.
ثم وجدت في "تفسير ابن مردويه" بإسناد صحيح إلى ابن عباس ما يدل على التأويل الذي ذكرته، انتهى.
قلت: وهذا الذي ذكره الحافظ مبني على غفلة عن لفظ الحديث، وإلا فلفظه مخصوص بالمسلم صريحا، لا يتناول الكفار حتى نحتاج إلى التخصيص لذلك، فلينظر في ذلك، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا الْفَرَجُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا مِنْ الْجُنُونِ وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ حِسَابَهُ وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ إِنَابَةً يُحِبُّهُ عَلَيْهَا وَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ حَسَنَاتِهِ وَمَحَا عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِهِ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ حَدَّثَنَا الْفَرَجُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
عن ابن عمر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشتري الذهب بالفضة، أو الفضة بالذهب؟ قال: " إذا اشتريت واحدا منهما بالآخر فلا يفارقك صاحبك، وبينك وب...
عن عبد الله بن عمر، عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر، وعمر قال: " رأيت الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف،...
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر أسامة بلغه أن الناس يعيبون أسامة ويطعنون في إمارته، فقام - كما حدثني سالم - فقال: " إنكم ت...
عن سالم بن عبد الله، أنه سمع ابن عمر يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، " أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله...
عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه أتي وهو في المعرس من ذي الحليفة، فقيل له: إنك ببطحاء مباركة "
عن ابن عمر قال: " كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة "
عن ابن عمر قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر " فصلى الظهر في الحضر أربعا وبعدها ركعتين، وصلى العصر أربعا وليس بعدها شيء، وصلى...
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي خادما يسيء ويظلم أفأضربه، قال: " تعفو عنه كل يوم سبعي...
حدثنا يزيد بن أبي سمية، سمعت ابن عمر يقول: سألت أم سليم وهي أم أنس بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ترى المرأة في المنام ما يرى ا...