1323- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من الليل، فليصل ركعتين خفيفتين» (1) 1324- عن أبي هريرة، قال: إذا بمعناه زاد، ثم ليطول بعد ما شاء، قال أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وجماعة، عن هشام، عن محمد، أوقفوه على أبي هريرة، وكذلك رواه أيوب، وابن عون، أوقفوه على أبي هريرة، ورواه ابن عون، عن محمد، قال: فيهما تجوز (2)
(١) صحيح موقوفا من قول أبي هريرة، ولا يصح رفعه من حديث أبي هريرة، وقد ترك هشام بن حسان رفعه أخيرا بعد أن راجعه فيه أيوب السختياني بواسطة حماد ابن زيد، وأخبره بأن محمد بن سيرين لم يكن يرفع هذا الحديث.
جاء ذلك بإسناد صحيح عن أيوب عند العقيلي في "الضعفاء" 4/ 336.
ومما يؤكد انتهاء هشام آخر الأمر عن رفعه أن هشيم بن بشير وحماد بن زيد وغيرهما قد رووه عن هشام موقوفا، أما رواية هشيم فأخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" 2/ 272 - 273، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (400)، وأما رواية حماد بن زيد فأخرجها العقيلي في "الضعفاء" 4/ 336 وقد أشار المصنف بإثر الحديث التالي إلى ذكر آخرين قد رووه أيضا عن هشام بن حسان موقوفا.
وأخرجه مرفوعا عبد الرزاق (3562)، وأحمد (7176) و (7748) و (9182)، ومسلم (768)، والترمذي في "الشمائل" (265)، ومحمد بن نصر في "مختصر قيام الليل" (134)، وابن خزيمة (1155)، وأبو عوانة (2241)، وابن المنذر في "الأوسط" (2571)، وابن حبان (2606)، والبيهقي 3/ 6، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 290، والبغوي في "شرح السنة" (908) من طرق عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 273، وأبو عوانة (2239)، والبيهقي 3/ 6 من طريق أبي خالد سليمان بن حيان، عن هشام بن حسان، به.
إلا أنه جعله من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لا من قوله! فاضطرب فيه سليمان بن حيان.
وأخرجه موقوفا على أبي هريرة من قوله أيضا عدة منهم: أيوب السختياني، وعبد الله بن عون، وسعيد بن أبي صدقة، كلهم رووه عن ابن سيرين:
فأما رواية أيوب السختيانى، فستأتي عند المصنف في الطريق الآتى بعده، ومن طريق المصنف أخرجه البيهقي 3/ 6.
وأما رواية سعيد بن أبي صدقة، فأخرجها يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"
3/ 24 عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن سعيد بن أبى صدقة، عن محمد ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: إذا قام أحدكم من الليل، فليصل ركعتين يقرأ فيهما،
ثم يقرأ في ركعتين قبل الفريضة أو بعدها.
قال حماد: وذكرت لأيوب أن هشاما
يقول: ركعتين خفيفتين، وأنكره.
قلنا: إسناده صحيح.
وأما رواية عبد الله بن عون فأشار اليها المصنف بإثر الحديث التالي.
حيث بين هناك أنه رواه عن ابن سيرين موقوفا.
من هنا يعلم أن ما أخرجه أبو عوانة (2240) من طريق سليمان بن حيان، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله، وهم من سليمان بن حيان ويعلم أيضا أن ما أخرجه الحميدي (985)، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (481)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 291 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله، وهم من ابن عيينة، لأن حماد بن زيد قد رواه عن أيوب السختياني وذكر فيه إنكار أيوب على هشام بن حسان رفع الحديث، فانتهى هشام عن الرفع من أجل قول أيوب، فكيف ينكر أيوب الرفع ثم يرويه مرفوعا؟! لكن صح رفع هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند
مسلم (767).
(٢) إسناده صحيح، وهو موقوف على أبي هريرة، وانظر تخريجه والكلام عليه عند الطريق السالف قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ) : هَذَا الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى مَشْرُوعِيَّة اِفْتِتَاح صَلَاة اللَّيْل بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ لِيَنْشَط بِهِمَا لِمَا بَعْدهمَا وَأَخْرَجَ مُسْلِم عَنْ عَائِشَة قَالَتْ " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْل لَيُصَلِّيَ اِفْتَتَحَ صَلَاته بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " وَالْجَمْع بَيْن رِوَايَات عَائِشَة الْمُخْتَلِفَة فِي حِكَايَتهَا لِصَلَاتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا ثَلَاث عَشْرَة تَارَة وَأَنَّهَا إِحْدَى عَشْرَة أُخْرَى بِأَنَّهَا ضَمَّتْ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فَقَالَتْ ثَلَاث عَشْرَة وَلَمْ تَضُمّهُمَا , فَقَالَتْ إِحْدَى عَشْرَة وَلَا مُنَافَاة بَيْن هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ , وَبَيْن قَوْلهَا فِي صِفَة صَلَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَل عَنْ حُسْنهنَّ وَطُولهنَّ ; لِأنَّ الْمُرَاد صَلَّى أَرْبَعًا بَعْد هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَفِي رِوَايَة لِأَبِي دَاوُدَ مَوْقُوفَة ثُمَّ لِيُطَوِّل بَعْد مَا شَاءَ وَفِي أُخْرَى فِيهِمَا تَجَوُّز اِنْتَهَى.
قَالَ فِي الْأَزْهَار : الْمُرَاد بِهِمَا رَكْعَتَا الْوُضُوء , وَيُسْتَحَبّ فِيهِمَا التَّخْفِيف لِوُرُودِ الرِّوَايَات بِتَخْفِيفِهِمَا قَوْلًا وَفِعْلًا , وَالْأَظْهَر أَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ مِنْ جُمْلَة التَّهَجُّد يَقُومَانِ مَقَام تَحِيَّة الْوُضُوء لِأَنَّ الْوُضُوء لَيْسَ لَهُ صَلَاة عَلَى حِدَة فَيَكُون فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَمْرًا يَشْرَع فِيهِ قَلِيلًا لِيَتَدَرَّج.
قَالَ الطِّيبِيُّ لِيَحْصُل بِهِمَا نَشَاط الصَّلَاة وَيُعْتَاد بِهِمَا ثُمَّ يَزِيد عَلَيْهِمَا بَعْد ذَلِكَ.
ذَكَرَهُ فِي الْمِرْقَاة.
( عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : إِذًا بِمَعْنَاهُ ) : أَيْ إِذَا قَامَ أَحَدكُمْ مِنْ اللَّيْل ( وَزَادَ ) : هَذِهِ الْجُمْلَة ( ثُمَّ لِيُطَوِّل بَعْد ) : أَيْ بَعْد هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي بَقِيَّة صَلَاته ( عَنْ مُحَمَّد ) : بْن سِيرِينَ ( قَالَ فِيهِمَا ) : أَيْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ ( تَجَوُّز ) : أَيْ فِي الْقِرَاءَة وَالْحَاصِل أَنَّ سُلَيْمَان بْن حَيَّان رَوَى عَنْ هِشَام بْن حَسَّان عَنْ اِبْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة هَذَا الْحَدِيث مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَّا حَمَّاد بْن سَلَمَة وَزُهَيْر وَجَمَاعَة فَرَوَوْهُ عَنْ هِشَام بْن حَسَّان عَنْ اِبْن سِيرِينَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَة وَكَذَلِكَ رَوَى أَيُّوب وَابْن عَوْن هَذَا الْحَدِيث عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَة.
فَسُلَيْمَان بْن حَيَّان تَفَرَّدَ بِرَفْعِ هَذَا الْحَدِيث , وَالْفَرْق بَيْن رِوَايَة اِبْن عَوْن وَأَيُّوب أَنَّ أَيُّوب قَالَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ , وَقَالَ اِبْن عَوْن فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزَ فِيهِمَا.
قَالَ فِي غَايَة الْمَقْصُود : إِنَّ سُلَيْمَان بْن حَيَّان لَيْسَ بِمُنْفَرِدٍ عَنْ هِشَام بَلْ تَابَعَهُ مُحَمَّد بْن سَلَمَة الْحَرَّانِيّ قَالَ أَحْمَد فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَلَمَة عَنْ هِشَام عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَامَ أَحَدكُمْ لِيُصَلِّيَ بِاللَّيْلِ فَلْيَبْدَأْ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " اِنْتَهَى.
" 1602 " ( أَيّ الْأَعْمَال أَفْضَل ؟ قَالَ : طُول الْقِيَام ) : قَالَ الشَّيْخ عِزّ الدِّين بْن عَبْد السَّلَام هَذَا مُشْكِل بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَقْرَب مَا يَكُون الْعَبْد مِنْ رَبّه وَهُوَ سَاجِد " وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَأَمَّا السُّجُود فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ الدُّعَاء , فَقَمِن أَنْ يُسْتَجَاب لَكُمْ " لِأَنَّ قُرْب الْعَبْد مِنْ اللَّه تَعَالَى رَاجِع إِلَى إِحْسَان إِلَيْهِ , وَذَلِكَ بِكَثْرَةِ الثَّوَاب وَهَذَا مَعْنَى كَوْن طُول الْقِيَام أَفْضَل , وَلَا يُمْكِن أَنْ يَكُون فِي الصَّلَاة رُكْنَانِ كُلّ وَاحِد أَفْضَل الصَّلَاة , وَأَيْضًا فَإِنَّ السُّجُود أَفْضَل مِنْ الْقِيَام وَاجِبه وَنَفْله ; لِأنَّ الشَّرْع سَامَحَ فِي الْقِيَام فِي حَقّ الْمَسْبُوق وَلَمْ يُسَامِح فِي السُّجُود فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْوَاجِب السُّجُود أَفْضَل مِنْ وَاجِب الْقِيَام وَآكَد , وَكُلّ مَا كَانَ وَاجِبه أَفْضَل كَانَ نَفْله أَفْضَل , فَيُرَجَّح فَرْض السُّجُود وَنَفْله عَلَى الْقِيَام.
قَالَ وَالْجَوَاب أَنَّ الْمُرَاد بِالْحَدِيثَيْنِ سُنَّة الْقِيَام وَسُنَّة السُّجُود , أَمَّا الْأَوَّل فَلِقَوْلِهِ وَطُول الْقِيَام , وَطُوله لَيْسَ وَاجِبًا بِالْإِجْمَاعِ , وَأَمَّا الثَّانِي فَلِقَوْلِهِ فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ الدُّعَاء , وَالْوَاجِب مِنْ السُّجُود لَا يَسْعَ دُعَاء , فَالْمُرَاد بِالصَّلَاةِ فِي قَوْل السَّائِل أَيّ الصَّلَاة أَفْضَل الصَّلَاة لِأَنَّ الْأَلِف وَاللَّام لِلْعُمُومِ فَيَكُون التَّقْدِير أَيّ سُنَن الصَّلَاة أَفْضَل اِنْتَهَى.
قَالَ السُّيُوطِيُّ : وَالْإِشْكَال بَاقٍ.
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إِذَا بِمَعْنَاهُ زَادَ ثُمَّ لِيُطَوِّلْ بَعْدُ مَا شَاءَ قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَة عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَوْقَفُوهُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ أَوْقَفُوهُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَرَوَاهُ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ فِيهِمَا تَجَوُّزٌ
عن عبد الله بن حبشي الخثعمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: «طول القيام»
عن عبد الله بن عمر، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم ا...
عن ابن عباس، قال: «كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة، وهو في البيت»
عن أبي هريرة، أنه قال: «كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا، ويخفض طورا»
عن أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة، فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته، قال: ومر بعمر بن الخطاب، وهو يصلي رافعا صوته، قال...
عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا قام من الليل فقرأ، فرفع صوته بالقرآن، فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله فلانا كأي من آية أذكرنيه...
عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: «ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا،...
عن عقبة بن عامر الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجاهر بالقرآن، كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن، كالمسر بالصدقة»
عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعات، ويوتر بسجدة، ويسجد سجدتي الفجر، فذلك ثلاث عشرة ركعة»