9501- عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس، فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: " الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر "، قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: " الإسلام أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان "، قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: " أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لا تراه فإنه يراك "، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: " ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربها، فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رءوس الناس، فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله "، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: ٣٤] ، ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ردوا علي الرجل "، فأخذوا ليردوه، فلم يروا شيئا، فقال: " هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١١/٥ و١٥/١٦٧ و١٦٨، والبخاري (٥٠) ، ومسلم (٩) (٥) ، وابن ماجه (٦٤) و (٤٠٤٤) ، وابن خزيمة (٢٢٤٤) ، وابن منده في "الإيمان" (١٥) ، والبيهقي في "الشعب" (٣٨٥) ، وفي "الاعتقاد" ص ١٢٦ من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
والحديث عند ابن أبي شيبة وابن ماجه في إحدى روايتيه مختصر.
وأخرجه البخاري (٤٧٧٧) ، ومسلم (٩) (٦) ، وابن خزيمة (٢٢٤٤) ، وابن حبان (١٥٩) ، وابن منده بإثر الحديث (١٥) و (١٥٨) من طرق عن أبي حيان، به.
وأخرجه مسلم (١٠) (٧) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٩٨٥) ، وابن منده (١٦) و (١٥٩) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (١٨٩) ، وأبو داود (٤٦٩٨) ، والنسائي ٨/١٠١، وابن منده (١٦٠) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة، عن أبي ذر وأبي هريرة.
ورواية البخاري مختصرة.
وسلف من الحديث قصة أشراط الساعة برقم (٩١٢٨) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
وستأتي الإشارة إلى تطاول الناس بالبنيان من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (١٠٨٥٨) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (١٨٤) .
قوله: "ولقائه"، قال السندي: قيل: الموت.
قلت (يعني السندي) : موت كل أحد بخصوصه أمر معلوم لا يمكن أن ينكره أحد، فلا يحسن التكليف بالإيمان به، فالمراد -والله تعالى أعلم- موت العالم وفناوه كلية، وقيل: هو الجزاء والحساب، وعلى التقديرين هو غير البعث.
والبهم: بضم فسكون، أي: الإبل السود، أو بفتح فسكون: الصغار من أولاد المعز والضأن، والمراد برعاء البهم: الأعراب وسكان البوادي.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "بارزا للناس"؛ أي: ظاهرا؛ لأجل تعليمهم، وجواب سائلهم، وقد تقدم تحقيق هذا الحديث في مسند عمر، إلا قوله: "ولقائه"، فقيل: هو الموت.
قلت: موت كل أحد بخصوصه أمر معلوم، لا يمكن أن ينكره أحد، فلا يحسن التكليف بالإيمان إلا به، فالمراد - والله تعالى أعلم - موت العالم وفناؤه كلية، وقيل: هو الجزاء والحساب، وعلى التقديرين هو غير البعث.
وقال النووي: وليس المراد باللقاء رؤية الله تعالى؛ فإن أحدا لا يقطع لنفسه رؤية الله تعالى؛ لأن الرؤية مختصة بالمؤمنين، ولا يدري بماذا يختم له.
انتهى.
قلت: وهذا لا ينافي الإيمان بتحقيق الرؤية لمن أراد الله تعالى من غير أن يخصه بأحد بعينه، ومثله الإيمان بالجنة والنار، وليس في الحديث ما يقتضي إيمان كل شخص برؤية الله تعالى كما لا يخفى، ثم رأيت قد اعترض شراح البخاري بهذا، فلله الحمد على التوافق.
"أن تعبد الله"؛ أي: توحده على وجه يعتد به، وهو أن تأتي بالشهادتين، فوافق حديث: "أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله".
"وتصوم رمضان" قد سقط الحج من بعض الرواة، وإلا فقد جاء ذكره في هذا الحديث.
"العراة الحفاة الجفاة ": ضبطت الثلاثة بضم الأول.
"رعاء البهم": الرعاء بكسر ومد، والبهم بضم فسكون؛ أي: الإبل السود، أو بفتح فسكون: الصغار من أولاد المعز والضأن، والمراد: الأعراب وسكان البوادي.
"في خمس"؛ أي: علم الساعة في جملة خمس.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا كَانَتْ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ الْجُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أعتق شقيصا له في عبد، فخلاصه في ماله، إن كان له مال، فإن لم يكن له مال، استسعي العبد غير مشقوق علي...
عن أبي هريرة، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر الغلول، فعظمه وعظم أمره، ثم قال: " لا ألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته بعير ل...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي- يعني شفاعة - لأمتي، فهي نائلة إ...
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات "، 9506- عن أبي هريرة، ع...
عن أبي هريرة، قال: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاب طعاما قط، كان إذا اشتهاه أكله، وإذا لم يشتهه سكت "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدة منهما، ألقيته في جهنم "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه "
عن عمير بن إسحاق، قال: رأيت أبا هريرة لقي الحسن بن علي، فقال له: " اكشف عن بطنك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل منه "، قال: فكشف عن بطنه ف...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب "