9526- عن أبي هريرة قال: بينما نحن في المسجد خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " انطلقوا إلى يهود "، فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم: " يا معشر يهود، أسلموا تسلموا "، فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك أريد، أسلموا تسلموا "، فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم قال: " ذاك أريد "، ثم قالها الثالثة، فقال: " اعلموا أنما الأرض لله ورسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه البخاري (٣١٦٧) و (٦٩٤٤) و (٧٣٤٨) ، ومسلم (١٧٦٥) (٦١) ، وأبو داود (٣٠٠٣) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٦٨٧) ، وأبو عوانة ٤/١٦٢-١٦٣ و١٦٣، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٢٧٨) ، والبيهقي ٩/٢٠٨ من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
بيت المدراس: هو البيت الذي يدرسون فيه، ومفعال غريب في المكان.
قاله ابن الأثير في "النهاية" ٢/١١٣.
وأما قول أبي هريرة: "بينما نحن في المسجد خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الخ" ففيه إشكال، لأن أبا هريرة تأخر إسلامه إلى فتح خيبر، والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد أجلى يهود المدينة قبل ذلك، ولإزالة هذا الإشكال استظهر الحافظ ابن حجر في "الفتح" أنهم بقايا من اليهود تأخروا بالمدينة بعد إجلاء بني قينقاع وقريظة والنضير والفراغ من أمرهم، ورد على من فهم من بعض أهل العلم كالقرطبي في "المفهم" والطحاوي في "شرح المشكل" أن المراد بذلك بنو النضير، بأن ذلك لا يصح لتقدمه على مجيء أبي هريرة، وأبو هريرة يقول في هذا الحديث: إنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم بالصواب.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "حتى جئنا بيت المدراس": ضبط بكسر الميم، على أنه صيغة مبالغة من الدراسة؛ كالمكثار، والمراد: العالم الذي له دراسة كتبهم، وقيل: الموضع الذي يقرأ فيه الكتاب، والإضافة كمسجد الجامع، وقيل: هو - بضم الميم - بمعنى: العالم التالي للكتاب.
"تسلموا "؛ أي: من الجلاء.
"قد بلغت"؛ أي: ما عليك إلا البلاغ، وقد حصل، فانصرف عنا، ولا تكلفنا بأمر آخر.
"إنما الأرض لله"؛ أي: تعلقت مشيئته بأن يورث أرضكم هذه للمسلمين، ففارقوها.
قيل: وهذا كان بعد قتل بني قريظة، وإجلاء بني النضير.
"أن أجليكم": من الإجلاء بمعنى: الإخراج.
"بماله شيئا"؛ أي: بالأرض والأشجار مما لا يقبل النقل.
"شيئا": منقولا.
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا لَيْثٌ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَاهُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا فَقَالُوا قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ ذَاكَ أُرِيدُ ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ فَقَالَ اعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ
عن أبي هريرة قال: لما فتحت خيبر، أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجمعوا لي من كان هاهنا من اليه...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من الأنبياء نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه...
عن عباد بن أبي سعيد، أنه سمع أبا هريرة، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الأربع: من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، و...
عن نعيم أبي عبد الله المجمر، أنه قال: صليت مع أبي هريرة فوق هذا المسجد، فقرأ إذا السماء انشقت، فسجد فيها، وقال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يس...
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لن ينجي أحدا منكم عمله "، فقال رجل: ولا أنت يا رسول الله؟ فقال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الل...
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة "
عن سعيد، أنه سمع أبا هريرة، يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، ثمامة بن أثال، سيد أهل اليمامة، فربطوه بسار...
عن ابن شهاب، أنه سئل عن الرجل يجمع بين المرأة وبين خالة أبيها، والمرأة وخالة أمها، أو بين المرأة وعمة أبيها، أو المرأة وعمة أمها، فقال: قال قبيصة بن ذ...
عن ابن شهاب، أنه قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها ت...