12635-
عن محمد بن سيرين، قال: سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا، ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم.
قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: " لو أقررت الشيخ في بيته، لأتيناه تكرمة لأبي بكر ".
فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروهما، وجنبوه السواد "
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن سلمة الحراني، فمن رجال مسلم.
هشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" ١/١٢٣-١٢٤ عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" (٢٢) ، والبزار (٢٩٨١- كشف الأستار) ، وأبو يعلي (٢٨٣١) ، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٦٨٦) ، وابن حبان (٥٤٧٢) ، والحاكم ٣/٢٤٤ من طرق عن محمد بن سلمة، به -ولم يذكر أبو زرعة في حديثه قصة أبي قحافة، في حين اقتصر عليها البزار وابن حبان والحاكم.
وصحح الحاكم الإسناد على شرط الشيخين، فوهم، فإن محمد بن سلمة من رجال مسلم دون البخاري.
وأخرجه دون قصة أبي قحافة: مسلم (٢٣٤١) (١٠٠) ، وأبو عوانة، والطحاوي (٣٦٨٥) من طريق عبد الله بن إدريس، وأبو عوانة، والطحاوي (٣٦٩١) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه كذلك ابن سعد في "الطبقات" ١/٤٣٢ و٣/١٨٩ و١٩١، والبخاري (٥٨٩٤) ، ومسلم (٢٣٤١) (١٠١) و (١٠٢) ، وأبو عوانة، والبيهقي في "دلائل النبوة" ١/٢٢٩-٢٣٠ من طرق عن ابن سيرين، به- وبعضهم يختصره.
وسيأتي أيضا دون قصة أبي قحافة برقم (١٣١٤٣) عن روح بن عبادة، عن هشام.
وانظر ما سلف برقم (١١٩٦٥) و (١٢٠٥٤) .
ويشهد لقصة أبي قحافة حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (٢١٠٢) ، وسيأتي ٣/٣١٦.
وحديث أسماء بنت أبي بكر، سيأتي ٦/٣٤٩-٣٥٠، وإسناده حسن.
قال النووي في "شرح مسلم" ١٤/٧٩: الثغامة بثاء مثلثة مفتوحة ثم غين معجمة مخففة، قال أبو عبيد: هو نبت أبيض الزهر والثمر، شبه بياض الشيب به، وقال ابن الأعرابي: شجرة تبيض كأنها الملح.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " ولكن أبا بكر " : هو - بتشديد نون " لكن " - .
" يحمله " : أي: لكبر سنه، وضعف بدنه، وجاء به ليسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعه.
" الشيخ " : أي: أبا قحافة.
" مكرمة " : - بفتح ميم وضم راء - بمعنى الكرامة; أي: قاله كرامة لأبي بكر.
" كالثغامة " : - بمثلثة مفتوحة وغين معجمة - : نبات له ثمر أبيض.
" غيروهما " : لعل هذا إذا كان الشيب غير مستحسن عند الطباع، والناس في ذلك مختلفون.
" وجنبوه السواد " : لعل المراد: الخالص، وفيه أن الخضاب بالسواد حرام، أو مكروه، وللعلماء فيه كلام، وقد مال بعض إلى جوازه للغزاة; ليكون أهيب في عين العدو، والله تعالى أعلم.
وفي " المجمع " : رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، والبزار باختصار، وفي " الصحيح " طرف منه، ورجال أحمد رجال الصحيح.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ شَابَ إِلَّا يَسِيرًا وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَعْدَهُ خَضَبَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ قَالَ وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ أَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَحْمِلُهُ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَبِي بَكْرٍ لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لَأَتَيْنَاهُ مَكْرُمَةً لِأَبِي بَكْرٍ فَأَسْلَمَ وَلِحْيَتُهُ وَرَأْسُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَيِّرُوهُمَا وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ
عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على زيد بن أرقم، يعوده وهو يشكو عينيه، قال: " كيف أنت لو كانت عينك لما بها؟ "، قال: إذا أصبر وأحتسب، قال: " ل...
عن أنس بن مالك قال: " كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام ببقلة كنت أجتنيها "
عن أنس قال: " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل، حتى يزهو، والحب حتى يفرك، وعن الثمار حتى تطعم "
عن أنس، " أن ناسا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم من عكل فاجتووا المدينة، فأمر لهم بذود لقاح، فأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها "
عن أنس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيف على نسائه في غسل واحد "
عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك قال: " فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات ليلة أسري به خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمسا، ثم نودي: يا محمد إنه لا...
عن أنس بن مالك قال: " كانت الصلاة تقام، فيكلم النبي صلى الله عليه وسلم الرجل في حاجة تكون له، فيقوم بينه وبين القبلة، فما يزال قائما يكلمه، فربما رأ...
عن أنس بن مالك، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر حين زاغت الشمس "
عن أنس بن مالك، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر، فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة "قال الزهري: " والعوالي على ميلين من المدينة...