حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

من قتل كافرا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه (حديث رقم: 12977 )


12977- عن أنس بن مالك، أن هوازن جاءت يوم حنين بالصبيان والنساء والإبل والنعم، فجعلوهم صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما التقوا ولى المسلمون مدبرين، كما قال الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عباد الله، أنا عبد الله ورسوله، يا معشر الأنصار، أنا عبد الله ورسوله "، فهزم الله المشركين - قال عفان: ولم يضربوا بسيف ولم يطعنوا برمح - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: " من قتل كافرا فله سلبه ".
فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم قال: وقال أبو قتادة: يا رسول الله، ضربت رجلا على حبل العاتق، وعليه درع، فأجهضت عنه، فانظر من أخذها، فقام رجل فقال: أنا أخذتها، فأرضه منها، وأعطنيها، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " صدق عمر ".
قال: وكانت أم سليم معها خنجر، فقال أبو طلحة: ما هذا معك؟ قالت: اتخذته إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه، فقال أبو طلحة: يا رسول الله، ألا تسمع ما تقول أم سليم؟ قالت: يا رسول الله، اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك، قال: " إن الله قد كفانا وأحسن يا أم سليم " 12978- حدثني هشام بن زيد بن أنس، عن أنس، لما كان يوم حنين، وجمعت هوزان وغطفان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جمعا كثيرا، والنبي صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف أو أكثر، ومعه الطلقاء، فجاءوا بالنعم والذرية، فذكر الحديث

أخرجه أحمد في مسنده


(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وطريق عفان التي أشار إليها المصنف أثناء الحديث ستأتي برقم (١٣٩٧٥) .
وأخرجه مسلم (١٨٠٩) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد -واقتصر على قصة أم سليم.
وأخرجه مطولا ومختصرا الطيالسي (٢٠٧٩) ، وأبو داود (٢٧١٨) ، وأبو عوانة ٤/٣١٨-٣١٩، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٧٨٦) ، وابن حبان (٤٨٢٦) و (٤٨٣٨) ، وأبو نعيم في "الحلية" ٢/٦٠، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٦/٣٠٦-٣٠٧، وفي "دلائل النبوة" ٥/١٥٠، والضياء في "المختارة" (١٥٢١) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي مختصرا برقم (١٣٠٤١) من طريق أبي أيوب الإفريقي، عن إسحاق بن عبد الله.
وسلف الحديث برقم (١٢١٣١) و (١٢٢٣٦) مختصرا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: "من قتل رجلا فله سلبه" فقتل أبو طلحة عشرين رجلا فأخذ أسلابهم.
وسلف مختصرا بقصة أم سليم برقم (١٢٠٥٨) من طريق حميد.
وستأتي قصة أبي قتادة في مسنده ٥/٢٩٥ من حديثه.
قوله: "ولى المسلمون مدبرين، كما قال الله عز وجل" يشير إلى قوله تعالى في الآية ٢٥ من سورة التوبة: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين) -إلى قوله: (ثم وليتم مدبرين) .
وقوله: "ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح" قال السندي: على بناء المفعول، يحتمل أن المراد لم يضرب أحد من المسلمين، يريد أنهم رموا بالسهام، وما ضربوا بالسيوف ولا طعنوا بالرماح، أو المراد أن الله تعالى هزمهم بلا ضرب بالسيف ولا طعن بالرمح، والمراد تقليل القتال من المسلمين.
وقوله: "على حبل العاتق" موضع الرداء من العنق، وقيل: عرق أو عصب هناك.
وقوله: "فأجهضت عنه" على بناء المفعول من الإجهاض، بمعنى الإزالة والإزلاق، أي: بعدت عنه.
اهـ.
والباء في قول أم سلمة: "انهزموا بك" بمعنى "عن" على حد قوله تعالى: (فاسأل به خبيرا) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليم بن أخضر، فمن رجال مسلم.
وقوله في آخره: فذكر الحديث يوهم بأنه ذكر مثل الحديث الذي قبله، في حين أنه حديث آخر في قصة حنين، وسيتكرر هذا الحديث عن عفان عند المصنف برقم (١٣٩٧٦) ، وسيسوق هناك لفظه بتمامه بإثر حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة السابق.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٥٢٢-٥٢٣، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" ٢/٣٦٢ من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٤٣٣٣) من طريق أزهر بن القاسم، وهو عنده أيضا (٤٣٣٧) ، ومسلم (١٠٥٩) (١٣٥) ، وابن حبان (٤٧٩٦) من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن ابن عون، به.
وانظر ما سلف برقم (١٢٦٠٨) .

شرح حديث (من قتل كافرا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله : " ولم يضرب بسيف، ولم يطعن برمح " : على بناء المفعول، يحتمل أن المراد: لم يضرب أحد من المسلمين، يريد أنهم رموا بالسهام، وما ضربوا بالسيوف، ولا طعنوا بالرماح، أو المراد: أن الله تعالى هزمهم بلا ضرب بالسيف، ولا طعن بالرمح، والمراد: تقليل القتال من المسلمين.
" على حبل العاتق " : - بفتح فسكون - : موضع الرداء من العنق، وقيل: عرق أو عصب هناك.
" فأجهضت عنه " : على بناء المفعول، من الإجهاض، بمعنى الإزالة والإزلاق; أي: بعدت عنه.
" فأرضه " : من الإرضاء، يريد: أن يصالح منها بشيء آخر.
" لا والله لا " : كلمة " لا " مكررة تأكيدا لنفي ما طلب ذلك الرجل، أو الأولى لتأكيد القسم، والثانية لنفي ما طلب.
" يفيئها الله " : من أفاء; أي: يردها.
" من أسد " : - بفتح فسكون - .
" صدق عمر " : المشهور في هذا الحديث: أن أبا بكر قال مثل ذلك، اتفاق الشيخين على ذلك; فإنه غير مستبعد.
" من بعدنا " : أي: من وراءنا.
" من الطلقاء " : - بضم ففتح، ممدود - : هم أهل مكة الذين تركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة.


حديث يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله يا معشر الأنصار أنا عبد الله ورسوله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو الْأَسْوَدِ الْعَمِّيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏هَوَازِنَ ‏ ‏جَاءَتْ يَوْمَ ‏ ‏حُنَيْنٍ ‏ ‏بِالصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ وَالْإِبِلِ وَالنَّعَمِ فَجَعَلُوهُمْ صُفُوفًا يُكَثِّرُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَلَمَّا الْتَقَوْا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏يَا عِبَادَ اللَّهِ ‏ ‏أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ يَا مَعْشَرَ ‏ ‏الْأَنْصَارِ ‏ ‏أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عَفَّانُ ‏ ‏وَلَمْ يَضْرِبُوا بِسَيْفٍ وَلَمْ يَطْعَنُوا بِرُمْحٍ ‏ ‏وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏يَوْمَئِذٍ مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ ‏ ‏سَلَبُهُ ‏ ‏فَقَتَلَ ‏ ‏أَبُو طَلْحَةَ ‏ ‏يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا وَأَخَذَ ‏ ‏أَسْلَابَهُمْ ‏ ‏قَالَ وَقَالَ ‏ ‏أَبُو قَتَادَةَ ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ ضَرَبْتُ رَجُلًا عَلَى ‏ ‏حَبْلِ الْعَاتِقِ ‏ ‏وَعَلَيْهِ دِرْعٌ فَأُجْهِضْتُ عَنْهُ فَانْظُرْ مَنْ أَخَذَهَا فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا أَخَذْتُهَا فَأَرْضِهِ مِنْهَا وَأَعْطِنِيهَا قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ أَوْ سَكَتَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏لَا وَاللَّهِ لَا ‏ ‏يُفِيئُهَا ‏ ‏اللَّهُ عَلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِهِ ‏ ‏وَيُعْطِيكَهَا فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَقَالَ صَدَقَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏قَالَ وَكَانَتْ ‏ ‏أُمُّ سُلَيْمٍ ‏ ‏مَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ ‏ ‏أَبُو طَلْحَةَ ‏ ‏مَا هَذَا مَعَكِ قَالَتْ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ أَنْ ‏ ‏أَبْعَجَ ‏ ‏بِهِ بَطْنَهُ فَقَالَ ‏ ‏أَبُو طَلْحَةَ ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ ‏ ‏أُمُّ سُلَيْمٍ ‏ ‏قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنْ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَانَا وَأَحْسَنَ يَا ‏ ‏أُمَّ سُلَيْمٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَفَّانُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ عَوْنٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏لَمَّا كَانَ يَوْمُ ‏ ‏حُنَيْنٍ ‏ ‏وَجَمَعَتْ ‏ ‏هَوَزِانُ ‏ ‏وَغَطَفَانُ ‏ ‏لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏جَمْعًا كَثِيرًا وَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي عَشْرَةِ آلَافٍ أَوْ أَكْثَرَ وَمَعَهُ الطُّلَقَاءُ فَجَاءُوا بِالنَّعَمِ وَالذُّرِّيَّةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

كان يقول يا أبا عمير ما فعل النغير

عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور أم سليم ولها ابن صغير يقال له أبو عمير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يا أبا عمير ما فعل النغير؟...

لما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما فكانا يمشيان بضو...

عن أنس، " أن أسيد بن حضير، وعباد بن بشر كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس، قال: فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما فكانا يمشيان...

إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا ي...

عن هشام بن زيد قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل...

نهى رسول الله ﷺ أن تصبر البهائم

عن هشام بن زيد قال: دخلت مع جدي دار الإمارة، فإذا دجاجة مصبورة ترمى، فكلما أصابها سهم صاحت، فقال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم...

دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت لمن هذا قالوا لف...

عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لفتى من قريش، فظننته لي، فإذا هو لعمر " قال: فقال ر...

إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذر والبول والخل...

عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، عن عمه أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا في المسجد وأصحابه معه، إذ جاء أعرابي فبال في...

أن رسول الله ﷺ كان قائما يصلي في بيته فجاء رجل فا...

عن أنس، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قائما يصلي في بيته، فجاء رجل فاطلع في البيت - وقال عفان: في بيته - فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم...

يجيء الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة فيأتي المد...

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجيء الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة، فيأتي المدينة، فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملا...

قال رسول الله ﷺ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار "