14334- عن جابر، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحمد الله، وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: " أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة "، ثم يرفع صوته، وتحمر وجنتاه، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة، كأنه منذر جيش، قال: ثم يقول: " أتتكم الساعة، بعثت أنا والساعة هكذا - وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى - صبحتكم (١) الساعة ومستكم، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي، وعلي " والضياع: يعني ولده المساكين
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مصعب بن سلام، وقد توبع.
وأخرجه مطولا ومختصرا ابن سعد في "الطبقات" ١/٣٧٦-٣٧٧، والدارمي (٢٠٦) ، ومسلم (٨٦٧) (٤٣) و (٤٤) ، وابن ماجه (٤٥) ، وابن الجارود (٢٩٧) و (٢٩٨) ، وأبو يعلى (٢١١١) ، وأبو عوانة في الجمعة كما في "الإتحاف" ٣/٣٢٩، وابن حبان (١٠) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (٨) ، والبيهقي ٣/٢٠٦-٢٠٧ و٢٠٧ و٢١٣ و٢١٤ من طرق عن جعفر بن محمد، بهذا الإسناد.
وسيأتي مختصرا برقم (١٤٤٣١) و (١٤٦٣٠) ، ومطولا برقم (١٤٩٨٤) .
ولقوله: "من ترك مالا فلأهله .
" انظر ما سلف برقم (١٤١٥٨) .
=ولقوله: "إن أصدق الحديث .
وكل بدعة ضلالة" شاهد عن العرباض، سيأتي ٤/١٢٦.
وعن ابن مسعود عند ابن ماجه (٤٦) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (٢٥) ، واللالكائي (٨٤) ، وقد روي موقوفا من قول ابن مسعود عند اللالكائي (٨٥) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ١٨٩، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" ص٢٤، وروي نحوه موقوفا عند البخاري (٦٠٩٨) و (٧٢٧٧) ، وفي الرواية الموقوفة عند البيهقي واللالكائي زيادة: "كل ضلالة في النار"، وهي في
بعض طرق جابر كما سيأتي عند الحديث (١٤٩٨٤) .
وفي باب قوله: "بعثت أنا والساعة كهذا"، سلف عن أنس برقم (١٢٢٤٥) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "ضياعا" قال السندي: بفتح الضاد بمعنى الهلاك، أريد به الصغار الذين يخاف عليهم الهلاك، أو بكسرها جمع ضائع، كالجياع جمع جائع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة" وهو من العام الذي أريد به الخاص بدليل قوله صلى الله عليه وسلم المخرج في "الصحيح": "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
وقد ثبت عن الإمام الشافعي قوله: المحدثات من الأمور ضربان أحدهما: ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا، فهذه البدعة الضلالة.
وما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير
مذمومة.
رواه البيهقي في "المدخل" ص٢٠٦.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: والمراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعا، وإن كان بدعة لغة.
وقال الحافظ ابن حجر: والمراد به ما أحدث وليس له أصل في الشرع ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "وإن أفضل الهدي " : - بفتح فسكون - ; أي : أفضل الطريقة والسنة ، وهذا هو المشهور ، ويمكن أن يكون - بضم ففتح - .
"أتتكم الساعة " : أي : قارب مجيئها .
"بعثت أنا والساعة " : قد سبق أنه يجوز رفعها بتأويل : جعلت أنا والساعة ; كما يجوز نصبها على أنه مفعول معه ، ولا يصح العطف بلا تأويل ; إذ لا يعقل أن يقال : بعثت الساعة .
" صبحكم " : بالتشديد - ، وكذا "مساكم " .
"أو ضياعا " : - بفتح الضاد - بمعنى : الهلاك ، أريد به الصغار الذين يخاف عليهم الهلاك ، أو - بكسرها - : جمع ضائع ، كالجياع : جمع جائع .
حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ثُمَّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ وَتَحْمَرُّ وَجْنَتَاهُ وَيَشْتَدُّ غَضَبُهُ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ قَالَ ثُمَّ يَقُولُ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى صَبَّحَتْكُمْ السَّاعَةُ وَمَسَّتْكُمْ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ وَالضَّيَاعُ يَعْنِي وَلَدَهُ الْمَسَاكِينَ
عن أبو سلمة بن عبد الرحمن،أن جابر بن عبد الله الأنصاري، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أخبر أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، غزوة قبل...
عن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: " غزونا جيش الخبط، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح، فجعنا جوعا شديدا، فألقى لنا البحر حوتا، لم نر مثله...
عن جابر، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرا لقريش، وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره، قال: فكان أبو عبيدة يعطي...
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان شريك في ربعة، أو نخل، فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكه، فإن رضي أخذه، وإن كره تركه "
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبيع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض "
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمسكوا عليكم أموالكم فلا تفسدوها، فإنه من أعمر عمرى فهي للذي أعمرها، حيا وميتا ولعقبه "
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشيطان يبعث إذا غابت الشمس حت...
عن جابر، قال: " رمي سعد بن معاذ في أكحله، فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص، ثم ورمت، فحسمه الثانية "
عن جابر، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد متوشحا به "، فقال: بعض القوم لأبي الزبير: المكتوبة؟ قال: " المكتوبة، وغير المكتوبة "