15027- عن جابر بن عبد الله، قال: لما استقبلنا وادي حنين قال: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف، حطوط، إنما ننحدر فيه انحدارا، قال: وفي عماية الصبح، وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه، وفي أجنابه، ومضايقه قد أجمعوا وتهيئوا، وأعدوا قال: فوالله ما راعنا، ونحن منحطون إلا الكتائب، قد شدت علينا شدة رجل واحد، وانهزم الناس راجعين فاستمروا لا يلوي أحد منهم على أحد، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، ثم قال: " إلي أيها الناس، هلموا إلي أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله " قال: فلا شيء احتملت الإبل بعضها بعضا، فانطلق الناس إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا من المهاجرين والأنصار، وأهل بيته غير كثير، ثبت معه صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، ومن أهل بيته، علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وابنه الفضل بن عباس، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن، وأسامة بن زيد، قال: ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس، وهوازن خلفه، فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه، فاتبعوه قال ابن إسحاق، وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله، قال: بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك، يصنع ما يصنع، إذ هوى له علي بن أبي طالب، ورجل من الأنصار يريدانه، قال: فيأتيه علي من خلفه، فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل، فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله، واجتلد الناس، فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث في "سيرة ابن هشام"، و"مسند أبي يعلى" فانتفت شبهة تدليسه.
والحديث في "سيرة ابن هشام" ٤/٨٥-٨٦ و٨٧- ٨٨.
وزاد عنده فيمن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم ابنا لأبي سفيان بن الحارث، وذكر هناك أن أيمن بن أم أيمن قتل يومئذ.
وأخرجه البزار (١٨٣٤) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى (١٨٦٢)
و (١٨٦٣) ، وابن حبان (٤٧٧٤) من طريق عبد الأعلى، والبيهقي في "الدلائل"=٥/١٢٦-١٢٨ و١٢٩ من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
ولم يذكره أحد منهم بتمامه غير البيهقي.
وفي الباب عن العباس بن عبد المطلب، سلف برقم (١٧٧٥) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (٤٣٣٦) .
وعن البراء بن عازب وأبي عبد الرحمن الفهري، سيأتيان ٤/٢٨٠ و٥/٢٨٦.
قوله: "واد أجوف" أي: واسع كبير القعر.
حطوط: بفتح حاء، صيغة مبالغة من الحط، وهو النزول والتسفل.
عماية الصبح: هي بقية ظلمة الليل.
كمنوا، أي: اختفوا.
أجمعوا، أي: عزموا.
وانحاز، أي: تنحى.
فلا شيء، أي: فلا أحد يسمع ذاك الكلام.
فإذا أدرك، أي: أحدا من المسلمين.
هوى، أي: مال وقصد.
أطن: بتشديد النون، وهو من الطنين، وهو صوت الشيء الصلب، أي: جعلها تطن من صوت القطع.
فانجعف، أي: انقلع.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "انحدرنا " : أي : نزلنا .
"حطوط " : - بفتح الحاء - : صيغة المبالغة من الحط ، وهو النزول والتسفل .
"وفي عماية " : ضبط : - بفتح عين مهملة وتشديد ميم - ، وفسر بأنه بقية ظلمة الليل ، والمعنى : ونحن في عماية .
"قد كان القوم " : أي : العدو .
"كمنوا " : أي : اختفوا .
"قد أجمعوا " : أي : عزموا .
"وأعدوا " : من الإعداد .
"إلا الكتائب " : أي : العساكر .
"وانحاز " : أي : تنحى .
"فلا شيء " : أي فلا أحد يسمع ذاك الكلام .
"فإذا أدرك " : أي : أحدا من المسلمين .
"أطن " : - بتشديد النون - وهو من الطنين ، وهو صوت الشيء الصلب ; أي : جعلها تطن من صوت القطع .
"فانجعف " : أي : انقطع .
"واجتلد " : في بعض النسخ : "واجلد" - بتشديد الجيم - بقلب التاء جيما ، وإدغام الجيم في الجيم .
وفي "المجمع " : رواه أحمد ، وأبو يعلى ، وزاد : "وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة ، وكان أخا صفوان بن أمية ، وكان يومئذ مشركا في المدة التي ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا بطل السحر اليوم ، وقال له صفوان : اسكت ، فض الله فاك ، فوالله ! لأن يربني رجل من قريش ، أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن " ، ورواه البزار باختصار ، وفيه إسحاق ، وقد صرح بالسماع في رواية أبي يعلى ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح .
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ قَالَ انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ أَجْوَفَ حَطُوطٍ إِنَّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا قَالَ وَفِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ وَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ كَمَنُوا لَنَا فِي شِعَابِهِ وَفِي أَجْنَابِهِ وَمَضَايِقِهِ قَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيَّئُوا وَأَعَدُّوا قَالَ فَوَاللَّهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطُّونَ إِلَّا الْكَتَائِبُ قَدْ شَدَّتْ عَلَيْنَا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَانْهَزَمَ النَّاسُ رَاجِعِينَ فَاسْتَمَرُّوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ ثُمَّ قَالَ إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَيَّ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَلَا شَيْءَ احْتَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَانْطَلَقَ النَّاسُ إِلَّا أَنَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْطًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرَ كَثِيرٍ وَفِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ فِي يَدِهِ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فِي رَأْسِ رُمْحٍ طَوِيلٍ لَهُ أَمَامَ النَّاسِ وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ فَإِذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ وَإِذَا فَاتَهُ النَّاسُ رَفَعَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَاتَّبَعُوهُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَيْنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ هَوَازِنَ صَاحِبُ الرَّايَةِ عَلَى جَمَلِهِ ذَلِكَ يَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ إِذْ هَوَى لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُرِيدَانِهِ قَالَ فَيَأْتِيهِ عَلِيٌّ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْ الْجَمَلِ فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ وَوَثَبَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى الرَّجُلِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَطَنَّ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ فَانْعَجَفَ عَنْ رَحْلِهِ وَاجْتَلَدَ النَّاسُ فَوَاللَّهِ مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النَّاسِ مِنْ هَزِيمَتِهِمْ حَتَّى وَجَدُوا الْأَسْرَى مُكَتَّفِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن جابر بن عبد الله، قال: عملنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق، قال: فكانت عندي شويهة عنز جذع سمينة، قال: فقلت: والله لو صنعناها لرسول الله...
عن جابر بن عبد الله، قال: لما دفن سعد، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح الناس معه طويلا، ثم كبر فكبر الناس،...
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا طبختم اللحم، فأكثروا المرق أو الماء، فإنه أوسع - أو أبلغ - للجيران "
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما عبد تزوج بغير إذن سيده، فهو عاهر "
عن عطاء، أنه سمع جابرا، وسئل عن العزل، فقال: " قد كنا نصنعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "
عن جابر بن عبد الله، قال: حبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول أمره وحبب إليه الخلاء، فجعل يخلو في حراء، فبينما هو مقبل من حراء: " إذا أنا...
عن جابر بن عبد الله يحدث، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس، قمت في الحجر، فجلا الله لي بيت المقد...
عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: " فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي، ف...
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقمت في الحجر حين كذبني قومي، فرفع لي بيت المقدس حتى جعلت أنعت لهم آياته "