حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إذا رأى أحدكم من أخيه أو من نفسه أو من ماله ما يعجبه فليبركه فإن العين حق - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكيين  حديث عامر بن ربيعة (حديث رقم: 15700 )


15700- عن عبد الله بن عامر، قال: انطلق عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف يريدان الغسل، قال: فانطلقا يلتمسان الخمر، قال: فوضع عامر جبة كانت عليه من صوف، فنظرت إليه، فأصبته بعيني، فنزل الماء يغتسل، قال: فسمعت له في الماء فرقعة فأتيته، فناديته ثلاثا فلم يجبني، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته قال: فجاء يمشي فخاض الماء كأني أنظر إلى بياض ساقيه، قال: فضرب صدره بيده ثم قال: " اللهم أذهب عنه حرها، وبردها، ووصبها " قال: فقام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم من أخيه، أو من نفسه، أو من ماله ما يعجبه، فليبركه فإن العين حق "

أخرجه أحمد في مسنده


قوله: "العين حق" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مع وهم فيه، أمية بن هند بن سهل بن حنيف- وهو أمية بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" غير أنه جعله اثنين، وقال ابن معين: لا أعرفه، فقال الذهبي في "الميزان": روى عنه سعيد بن أبي هلال وغيره، يعني كأنه رده، لكنه يبقى مجهول الحال، وهو من رجال النسائي وابن ماجه، وباقي رجاله رجال الصحيح.
والد وكيع: هو الجراح بن مليح الرؤاسي، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.
والوهم فيه هو ما ورد في متنه: أن عامرا وضع جبة كانت عليه من صوف، والصواب: سهل بن حنيف، لا عامر، كما هو في جميع مصادر التخريج، وفي مسند سهل بن حنيف نفسه برقم (١٥٩٨٠) .
وأخرجه البخاري في "تاريخه" ٢/٩، والحاكم ٤/٢١٥ من طريق وكيع، بهذا الإسناد، ولم يسق البخاري لفظه بتمامه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وثم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن أبي شيبة ٨/٥٧- ٥٨، والنسائي في "الكبرى" (٧٥١١) و (١٠٠٣٩) و (١٠٨٧٢) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (٢١١) و (١٠٣٣) -، وابن ماجه (٣٥٠٦) ، وأبو يعلى (٧١٩٥) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٩٠١) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٢٠٦) من طريق معاوية بن = هشام، والحاكم ٤/٢١٥ مختصرا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من نفسه وأخيه ما يعجبه .
" من طريق أبي الجواب، كلاهما عن عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، به.
ولفظ المرفوع عندهم: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه .
" يعني بتقديم: "من نفسه أو ماله" على "من أخيه".
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بذكر البركة، ووافقه الذهبي! قال الحافظ في "أطراف المسند" ٢/٥٤٥ في مسند سهل بن حنيف: وقع هذا الحديث في مسند عامر بن ربيعة، وهو بمسند سهل أشبه، وفيه زيادة ومخالفة للأحاديث السابقة.
قلنا: يعني بالأحاديث السابقة ما ورد في مسند سهل بن حنيف من أمر النبي صلى الله عليه وسلم عامرا أن يتوضأ ويغسل وجهه ويديه وركبتيه وداخلة إزاره ويصب عليه.
ثم أن قوله: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يحب .
" جاء بغير هذا السياق فيما أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٢٠٥) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان ابن الغسيل، حدثنا مسلمة بن خالد الأنصاري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه وماله فليبرك عليه، فإن العين حق".
ومسلمة بن خالد الأنصاري تفرد بالرواية عنه ابن الغسيل، فقال أبو حاتم: مجهول، وتابعه الذهبي في "الميزان"، وقد نسبه ابن أبي حاتم إلى خالد بن عبد الله بن سماك ابن خرشة الأنصاري، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وبقية رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، سوى يحيى الحماني، فليس له رواية في كتب الستة، وفيه ضعف، وقد وهم الحافظ ابن حجر، فرقم له في "التقريب" برمز مسلم، وإنما له ذكر في "صحيح مسلم " في ضبط اسم.
ويؤكد هذا السياق الأخير ما جاء في مسند سهل بن حنيف فيما أخرجه ابن أبي شيبة ٨/٥٨-٥٩، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٢٠٩) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٨٩٦) ، والطبراني (٥٥٧٣) و (٥٥٧٨) من طرق عن = الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، بلفظ: "علام يقتل أحدكم أخاه، إذا رأى ما يعجبه فليدع بالبركة".
وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عامرا أن يتوضأ له، ويصب عليه.
وهو حديث صحيح، وسيرد ٣/٤٨٦-٤٨٧.
وقوله: "العين حق" سلف ذكر شواهد في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (٧٠٧٠) ، وهو حديث مستفيض.
وقد جمع الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ٧/٣٤٠ بين حديث عامر بن ربيعة الذي فيه الاكتفاء بالدعاء، وبين حديث سهل بن حنيف الذي فيه أمر عامر بالاغتسال له، بأنه يحتمل أن يكون قد جمعهما له جميعا، أو يكون كان ذلك مرتين، ففعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل واحدة منهما ما فعل فيها من دعاء ومن أمبر باغتسال، ويحتمل أن يكون الاغتسال كان ثم نسخ بغيره، ثم أورد الطحاوي حديث أبي سعيد الخدري برقم (٢٩٠٢) ، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من عين الجان وعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما، وترك ما سوى ذلك.
وإسناده صحيح إن كان عباد بن العوام فيه قد سمع من الجريري قبل الاختلاط.
وأورد بعده حديث عائشة برقم (٢٩٠٣) قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسترفي من العين.
وهو حديث صحيح عند البخاري (٥٧٣٨) ، ومسلم (٢١٩٥) (٥٦) ، وسيرد ٦/٦٣ و١٣٨.
وحديث أبي سعيد الخدري برقم (٢٩٠٤) قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرقاه جبريل عليه السلام، فقال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن كل حاسد وعين.
وهو حديث صحيح عند مسلم (٢١٨٦) وغيره.
ثم قال الطحاوي: ففي هذه الآثار الاكتفاء بالمعوذتين وبالرقى، وفي ذلك ما قد دل على نسخ الغسل .
قال السندي: قوله: "يلتمسان الخمر" بفتحتين: كل ما سترك من شجر أو بناء أو غيره.
"فسمعت له في الماء قرقعقة": هكذا بقافين في نسخ "المسند"، وفي الترتيب بالفاء موضع القاف الأولى، وعلى الوجهين ما وجدت له معنى قريبا فيما عندي من الكتب.
قلنا: قد جاء عند ابن أبي شيبة والنسائي والطحاوي: = "قعقعة": وهي الاضطراب والتحرك نحو الموت، كما في "النهاية".
وجاء عند ابن السني: فأخذته نافضة، وهي الحمى.
ثم قال السندي:"حرها"، أي: حر العين.
"فليبركه": بالتشديد، من التبريك، أي: فليدع له بالبركة.

شرح حديث (إذا رأى أحدكم من أخيه أو من نفسه أو من ماله ما يعجبه فليبركه فإن العين حق)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله : "يلتمسان الخمر " : - بفتحتين - : كل ما سترك من شجر أو بناء أو غيره .
"في الماء قرقعة " : هكذا بقافين في نسخ "المسند " ، وفي "الترتيب" بالفاء موضع القاف الأولى ، وعلى الوجهين ما وجدت له معنى قريبا فيما عندي من الكتب .
"حرها " : أي : حر العين .
"ووصبها " : - بفتحتين - .
"فليبركه " : - بالتشديد - ، من التبريك ; أي : فليدع له بالبركة


حديث اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها قال فقام فقال رسول الله صلى الله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏وَكِيعٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ‏ ‏قَالَ انْطَلَقَ ‏ ‏عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ ‏ ‏وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ‏ ‏يُرِيدَانِ الْغُسْلَ قَالَ فَانْطَلَقَا ‏ ‏يَلْتَمِسَانِ ‏ ‏الْخَمَرَ قَالَ فَوَضَعَ ‏ ‏عَامِرٌ ‏ ‏جُبَّةً ‏ ‏كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ صُوفٍ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَأَصَبْتُهُ بِعَيْنِي فَنَزَلَ الْمَاءَ يَغْتَسِلُ قَالَ فَسَمِعْتُ لَهُ فِي الْمَاءِ ‏ ‏قَرْقَعَةً فَأَتَيْتُهُ فَنَادَيْتُهُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُجِبْنِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَجَاءَ يَمْشِي فَخَاضَ الْمَاءَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ قَالَ فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ ‏ ‏اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا قَالَ فَقَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ أَوْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ ‏ ‏الْعَيْنَ ‏ ‏حَقٌّ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

عن عبد الله بن عامر قال رأى عامر رسول الله ﷺ يصلي...

عن ابن شهاب، قال: حدثني عبد الله بن عامر، قال: رأى عامر " رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على ظهر راحلته "

العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخط...

عن عبد الله بن عامر، عن أبيه قال سريج: ابن ربيعة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب، والخطايا، وا...

قال رسول الله ﷺ أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة

عن عبد الله بن عامر، أنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي، قال: فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله تعال أعطك ، فقال ر...

لقد رأيتني سابع سبعة مع إخوتي وما لنا إلا خادم وا...

عن سويد بن مقرن، أن رجلا، لطم جارية لآل سويد بن مقرن، فقال له سويد: أما علمت أن الصورة محرمة، لقد رأيتني سابع سبعة مع إخوتي، وما لنا إلا خادم واحد فلط...

أتيت رسول الله ﷺ بنبيذ في جر فسألته عنه فنهاني عنه...

عن سويد بن مقرن، قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبيذ في جر، فسألته عنه، فنهاني عنه "، فأخذت الجرة فكسرتها

ليستخدموها فإذا استغنوا فليخلوا سبيلها

عن معاوية بن سويد، قال: لطمت مولى لنا، ثم جئت وأبي في الظهر، فصليت معه، فلما سلم أخذ بيدي، فقال: امتثل منه فعفا، ثم أنشأ يحدث، قال: كنا ولد مقرن على...

لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم

عن أبي حدرد الأسلمي، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه في مهر امرأة، فقال: " كم أمهرتها؟ " قال: مائتي درهم، فقال: " لو كنتم تغرفون من بطحان ما...

أن رسول الله ﷺ قال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة

عن عطاء بن السائب قال: أتيت أم كلثوم ابنة علي بشيء من الصدقة فردتها وقالت: حدثني مولى النبي صلى الله عليه وسلم، يقال له: مهران، أن رسول الله صلى الله...

لو أنك قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من...

عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم، أنه لدغ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو أنك قلت: حين أمسيت أعوذ...