2442- عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه وأمر بصيامه،، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة، وترك عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه»
إسناده صحيح.
وهو عند مالك في "الموطأ"1/ 299، ومن طريقه أخرجه البخاري (2002).
وأخرجه البخاري (3831) و (4504)، ومسلم (1125)، والترمذي (763)، والنسائي في "الكبرى" (2851) و (10948) من طرق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه مختصرا البخاري (1592) و (1893) و (2001) و (4502)، ومسلم (1125)، وابن ماجه (1733)، والنسائي (2850) و (2852) و (10949) من طرق عن عروة بن الزبير، به.
وهو في "مسند أحمد" (24011)، و"صحيح ابن حبان" (3621).
قال القرطبي: عاشوراء: معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم، وهو في الأصل: صفة لليلة العاشرة، لأنه مأخوذ من العشر الذي هو اسم العقد واليوم مضاف إليها، فإذا قيل: يوم عاشوراء، فكأنه قيل: يوم الليلة العاشرة إلا أنهم لما عدلوا به عن الصفة غلبت عليه الاسمية، فاستغنوا عن الموصوف، فحذفوا الليلة، فصار هذا اللفظ علما على اليوم العاشر.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَانَ يَوْم عَاشُورَاء يَوْمًا تَصُومهُ قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة ) : عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ يَوْم عَاشُورَاء هُوَ التَّاسِع مِنْ الْمُحَرَّم , وَيَتَأَوَّلهُ عَلَى أَنَّهُ مَأْخُوذ مِنْ إِظْمَاء الْإِبِل , فَإِنَّ الْعَرَب تُسَمِّي الْيَوْم الْخَامِس مِنْ أَيَّام الْوِرْد رَبْعًا , وَكَذَا بَاقِي الْأَيَّام عَلَى هَذِهِ النِّسْبَة فَيَكُون التَّاسِع عَشْرًا.
وَذَهَبَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف إِلَى أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ الْمُحَرَّم.
وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَمَالِك وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَخَلَائِق , وَهَذَا ظَاهِر الْأَحَادِيث وَمُقْتَضَى اللَّفْظ.
وَأَمَّا تَقْدِير أَخْذه مِنْ الْإِظْمَاء فَبَعِيد , ثُمَّ إِنَّ حَدِيث اِبْن عَبَّاس الْآتِي فِي الْبَاب التَّالِي يَرُدّ عَلَيْهِ , لِأَنَّهُ قَالَ : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُوم عَاشُورَاء فَذَكَرُوا أَنَّ الْيَهُود وَالنَّصَارَى تَصُومهُ فَقَالَ إِنَّهُ فِي الْعَام الْمُقْبِل يَصُوم التَّاسِع , وَهَذَا تَصْرِيح بِأَنَّ الَّذِي كَانَ يَصُومهُ لَيْسَ هُوَ التَّاسِع , فَتَعَيَّنَ كَوْنه الْعَاشِر.
قَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَآخَرُونَ : يُسْتَحَبّ صَوْم التَّاسِع وَالْعَاشِر جَمِيعًا لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ الْعَاشِر وَنَوَى صِيَام التَّاسِع.
قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : وَلَعَلَّ السَّبَب فِي صَوْم التَّاسِع مَعَ الْعَاشِر أَنْ لَا يَتَشَبَّه بِالْيَهُودِ فِي إِفْرَاد الْعَاشِر , قَالَهُ النَّوَوِيّ ( وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ) : اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ صَوْم يَوْم عَاشُورَاء الْيَوْم سُنَّة لَيْسَ بِوَاجِبٍ , وَاخْتَلَفُوا فِي حُكْمه فِي أَوَّل الْإِسْلَام حِين شُرِعَ صَوْمه قَبْل صَوْم رَمَضَان , فَقَالَ أَبُو حَنِيفَة : كَانَ وَاجِبًا , وَاخْتَلَفَ أَصْحَاب الشَّافِعِيّ فِيهِ عَلَى وَجْهَيْنِ مَشْهُورَيْنِ أَشْهَرهمَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ سُنَّة مِنْ حِين شُرِعَ , وَلَمْ يَكُنْ وَاجِبًا قَطُّ فِي هَذِهِ الْأُمَّة , وَلَكِنَّهُ كَانَ مُتَأَكِّد الِاسْتِحْبَاب , فَلَمَّا نَزَلَ صَوْم رَمَضَان صَارَ مُسْتَحَبًّا دُون ذَلِكَ الِاسْتِحْبَاب.
وَالثَّانِي : كَانَ وَاجِبًا كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَة.
اِنْتَهَى كَلَام النَّوَوِيّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةُ وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ
عن ابن عمر قال: كان عاشوراء يوما نصومه في الجاهلية، فلما نزل رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء ترك...
عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعو...
عن عبد الله بن عباس يقول: حين صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول ال...
عن الحكم بن الأعرج، قال: أتيت ابن عباس، وهو متوسد رداءه في المسجد الحرام، فسألته عن صوم يوم عاشوراء، فقال: إذا رأيت هلال المحرم، فاعدد فإذا كان يوم ال...
عن عبد الرحمن بن مسلمة، عن عمه، أن أسلم، أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «صمتم يومكم هذا؟» قالوا: لا، قال: «فأتموا بقية يومكم واقضوه»، قال أبو داو...
عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود كان ينام نصفه...
عن ابن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، قال: وقال «هن كهيئة الدهر»...
عن عبد الله قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يعني من غرة كل شهر ثلاثة أيام»
عن حفصة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من الشهر الاثنين والخميس، والاثنين من الجمعة الأخرى»