18593-
عن البراء بن عازب قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد، وكانوا خمسين رجلا، عبد الله بن جبير قال: ووضعهم موضعا وقال: " إن رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا
حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم "، قال: فهزموهم.
قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل، وقد بدت أسوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: إنا والله لنأتين الناس، فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم، صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين رجلا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة: سبعين أسيرا، وسبعين قتيلا.
فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ ثلاثا، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ ثم أقبل على أصحابه، فقال: أما هؤلاء، فقد قتلوا وقد كفيتموهم، فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك، فقال: يوم بيوم بدر،
والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها، ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: اعل هبل، اعل هبل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تجيبونه؟ " قالوا: يا رسول الله، وما نقول؟ قال: " قولوا: الله أعلى وأجل ".
قال: إن العزى لنا، ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تجيبونه؟ " قالوا: يا رسول الله، وما نقول؟ قال: " قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
زهير- وهو ابن معاوية، وإن روى عن أبي إسحاق، وهو السبيعي، بعد الاختلاط- قد انتقى البخاري له هذا الحديث.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٢/٤٧-٤٨ عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولا ومختصرا أبو داود الطيالسي (٧٢٥) (٧٢٦) ، وابن سعد ٢/٤٧-٤٨، والبخاري (٣٠٣٩) و (٣٩٨٦) و (٤٠٦١) و (٤٠٦٧) ، وأبو داود (٢٦٦٢) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٦٣٥) و (١١٠٧٩) - وهو في "التفسير" (٩٩) - وأبو عوانة ٤/٣٠٣ و٣٠٥، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٢٥٨٤) ، وأبو نعيم في "الحلية" ١/٣٨-٣٩، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (١١٥) ، وفي "الدلائل" ٣/٢٦٩، وأبو محمد البغوي في "تفسيره" عند الآية (١٤٠) من سورة آل عمران، من طرق عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه البخاري (٤٠٤٣) ، والطبري في "التاريخ" ٢/٥٠٧-٥٠٨ و٥٢٦-٥٢٧، وفي "التفسير" (٨٠٠٥) و (٨٠٠٦) ، وأبو عوانة ٤/٣٠٦، وابن حبان (٤٧٣٨) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٣/٢٦٧-٢٦٨ من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
وسيرد برقم (١٨٦٠٠) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (٢٦٠٩) ، وذكرنا هناك أحاديث= الباب.
قال السندي: قوله: تخطفنا الطير، كناية عن القتل، فإن الطير إنما تخطف لحم الميت.
فهزموهم، أي: هزم المسلمون العدو.
النساء: أي: نساء العدو.
والغنيمة: بالنصب، أي: اقصدوها، أو بالرفع، أي: هي مقصودة.
الناس: أي: نحضر المسلمين الآخذين للغنيمة، أو الكافرين.
أي: مكانهم.
صرفت وجوههم، أي: وجوه الكافرين إلى المسلمين، أو وجوه المسلمين عن القتال.
فأقبلوا، أي: المسلمون.
فذلك الذي يدعوهم: العائد إلى الموصول مقدر، أي: يدعوهم بسببه.
أفي القوم، أي: فيمن بقي من المؤمنين.
فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا: كأنه علم أن فرارهم غير ممكن.
فما ملك عمر .
إلخ: كأنه فهم أن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم إغاظته بترك الجواب، فلما رأى أن الجواب أدخل فيه أخذ يجيب لذلك.
سجال: بكسر سين وخفة جيم، جمع سجل، بفتح فسكون، بمعنى الدلو، فكما أن الدلو لا يختص بأحد دون آخر، كذلك الغلبة في الحرب.
في القوم [مثلة] : أي: في المقتولين، أي: المؤمنين.
اعل: أمر من العلو، بوزن ادع.
هبل: بضم ففتح، بتقدير يا هبل، هو اسم صنم، أي: كن عاليا بعلو أصحابك، والمراد الإخبار بأنه صار غالبا اليوم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "تخطفنا الطير": كناية عن القتل؛ فإن الطير إنما تخطف لحم الميت.
"فهزموهم": أي: هزم المسلمون العدو.
"النساء": أي: نساء العدو.
"الغنيمة": - بالنصب - أي: اقصدوها، أو - بالرفع - أي: هي مقصودة.
"الناس": أي: نحضر المسلمين الآخذين للغنيمة، أو الكافرين؛ أي: مكانهم.
"صرفت وجوههم": أي: وجوه الكافرين إلى المسلمين، أو وجوه المسلمين عن القتال.
"فأقبلوا ": أي: المسلمون.
"فذلك الذي يدعوهم": العائد إلى الموصول مقدر؛ أي: يدعوهم بسببه.
"أفي القوم": أي: فيمن بقي من المؤمنين.
"فقال: أما هؤلاء، فقد قتلوا": كأنه علم أن فرارهم غير ممكن.
"فما ملك عمر.
.
.
إلخ": كأنه فهم أن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم إغاظته بترك الجواب، فلما رأى أن الجواب أدخل فيه، أخذ يجيب لذلك.
"سجال": - بكسر سين وخفة جيم - : جمع سجل - بفتح فسكون - بمعنى: الدلو، فكما أن الدلو لا يختص بأحد دون آخر، كذلك الغلبة في الحرب.
"في القوم": أي: في المقتولين من المؤمنين.
"اعل": أمر من العلو بوزن ادع.
"هبل": - بضم ففتح - بتقدير: يا هبل: هو اسم صنم؛ أي: كن عاليا بعلو أصحابك، والمراد: الإخبار بأنه صار عاليا اليوم.
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا وَقَالَ إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَى الْعَدُوِّ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ قَالَ فَهَزَمُوهُمْ قَالَ فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْجَبَلِ وَقَدْ بَدَتْ أَسْوُقُهُنَّ وَخَلَاخِلُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ الْغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمُ الْغَنِيمَةَ ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْظُرُونَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنْ الْغَنِيمَةِ فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَلِكَ الَّذِي يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ رَجُلًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا وَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ قَالَ كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ فَقَالَ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ اعْلُ هُبَلُ اعْلُ هُبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا تُجِيبُونَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ قَالَ إِنَّ الْعُزَّى لَنَا وَلَا عُزَّى لَكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا تُجِيبُونَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ
عن البراء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أيما مسلمين التقيا، فأخذ أحدهما بيد صاحبه، ثم حمد الله، تفرقا ليس بينهما خطيئة "
عن البراء قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير، فجعلنا نلمسه ونعجب منه، ونقول: ما رأينا ثوبا خيرا منه وألين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أ...
عن البراء بن عازب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن، وقال مرة:...
عن البراء بن عازب قال: " رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم، فوجدت قيامه، فركعته، فاعتداله بعد الركعة، فسجدته، فجلسته بين السجدتين، فجلسته بين الت...
عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سجدت، فضع كفيك، وارفع مرفقيك "
عن البراء بن عازب قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة، وكانوا خمسين رجلا، عبد الله بن جبير يوم أحد، وقال: " إن رأيتم العدو ورأيتم الطير ت...
عن البراء بن عازب قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة، فقال: " علام اجتمع عليه هؤلاء؟ " قيل: على قبر يحفرونه.<br> قال: ففزع ر...
حدثنا محمد بن مالك قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب، وكان الناس يقولون له: لم تختم بالذهب وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال البراء: بينا نح...
عن البراء، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ قال: " الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ".<br>، قال شعبة: هذا أو نحو هذا المعنى،...