20445- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: وفدت مع أبي إلى معاوية بن أبي سفيان، فأدخلنا عليه، فقال: يا أبا بكرة، حدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: " أيكم رأى رؤيا؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله، رأيت كأن ميزانا دلي من السماء، فوزنت أنت بأبي بكر فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر، فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن عمر بعثمان، فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان، فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء "، قال عفان فيه: فاستآلها، وقال حماد: فساءه ذلك
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وله طريق أخرى يتقوى بها سنذكرها في التخريج، ويشهد له غير ما حديث.
عبد الصمد شيخ المصنف: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه الطيالسي (٨٦٦) ، وأبو عبيد في "غريب الحديث" ٣/١٠٠، وابن أبي شيبة ١١/٦٠-٦١ و١٢/١٨-١٩، وأبو داود (٤٦٣٥) ، ويعقوب بن سفيان ٣/٣٥٥، وابن أبي عاصم في "السنة" (١١٣١) و (١١٣٢) و (١١٣٣) و (١١٣٥) و (١١٣٦) ، والبزار في "مسنده" (٣٦٥٢) ،والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٣٤٨) ، والبيهقي في "الدلائل" ٦/٣٤٢، وفي "الاعتقاد" ص ٣٦٤ من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وبعضهم اختصره، وذكر بعضهم في آخره
قصة بين معاوية وأبي بكرة، وستذكر عند المصنف في المواضع الآتية.
ووقع في إسناد الحديث عند ابن أبي عاصم في "السنة" (١١٣٢) حماد بن زيد بدل حماد بن سلمة، ويغلب على الظن أنه وهم.
وسيأتي برقم (٢٠٥٠٣) و (٢٠٥٠٥) .
وأخرجه أبو داود (٤٦٣٤) ، والترمذي (٢٢٨٧) ، والنسائي في "الكبرى" (٨١٣٦) ، والبزار (٣٦٥٣) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (١٥٢٩) ، والحاكم ٣/٧٠- ٧١ و٤/٣٩٣- ٣٩٤، والبيهقي في "الدلائل" ٦/٣٤٨، وفي "الاعتقاد" ص ٣٦٤ من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، حدثنا الأشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن البصري، عن أبي بكرة، ولم تذكر فيه قصة دخول أبي بكرة على معاوية، ولم يذكر فيه تأويل النبي صلى الله عليه وسلم للرؤيا.
قلنا: وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن فيه عنعنة الحسن البصري.
وهو يقوي إسناد المصنف، ويحسن الحديث بمجموع الطريقين.
وفي الباب عن.
جابر بن عبد الله، سلف برقم (١٤٨٢١) .
وعن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البزار (٣٨٢٩) ، والحاكم ٣/٧١، والقسم المرفوع في آخره جاء عند الحاكم بلفظ: "خلافة النبوة ثلاثون عاما، ثم تكون ملكا".
وهذا القسم سيأتي مفردا في "المسند" ٥/٢٢٠.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (٥٤٦٩) .
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "خلافة نبوة .
إلخ" عن حذيفة بن اليمان، سلف برقم (١٨٤٠٦) .
وعن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل عند ابن أبي عاصم في "السنة" (١١٣٠) والبيهقي في "الدلائل" ٦/٣٤٠.
وعن أبي هريرة عند البيهقي في "الدلائل" ٦/٣٤٠.
قوله: "فاستاء لها" قال أبو عبيد في "غريب الحديث" ٣/١٠٠: إنما هو من المساءة، أي أن الرؤيا ساءته فاستاء لها، إنما هو "افتعل" منها.
قال: إنما نرى مساءته كانت لما ذكر مما يكون من الملك بعد الخلافة.
قال: وبعضهم يرويه: فاستآلها، فمن رواه هذه الرواية فمعناها التأول، وإنما هو استفعل من ذلك، وهو وجه حسن غير مدفوع.
وقال ابن فارس عن رواية "فاستآلها" كما في هامش "غريب الحديث" لأبي عبيد: وليس من الرواية، هذا غلط من أبي عبيد، وأما الأصل: استأول، استفعل من التأول.
قلنا: وقد فسر هذا الحرف ضمن الرواية الآتية برقم (٢٠٥٠٥) : فأولها.
وهي عن هوذة بن خليفة، عن حماد بن سلمة، به.
والأشبه بالصواب رواية: فاستاء لها، ويؤيده الرواية التي ذكرها المصنف عن حماد: "فساءه ذلك"، ويؤيده أيضا رواية الحسن البصري عن أبي بكرة، ففي آخرها: فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "دلي": - بالتشديد - على بناء المفعول - أي: أرسل.
"فوزنت": على بناء المفعول.
"فرجحت": - على بناء الفاعل - من الرجحان.
"ثم رفع الميزان": قال ابن العربي في "شرح الترمذي": رفع الميزان دليل على أنه ليس هناك من يستحق أن يقرن بمن تقدم، ثم استشهد على ذلك بحديث ابن عمر: "كنا لا نعدل بأبي بكر ثم عمر ثم عثمان" الحديث، وقال في سبب الكراهة: إنه صلى الله عليه وسلم كره وقوف التخيير وحصر درجات الفضائل في ثلاثة، ورجا أن يكون في أكثر من ذلك، فاعلمه الله تعالى أن التفضيل انتهى إلى المذكور، فساءه ذلك، وحمد الله تعالى على ما وهبه، انتهى.
قلت: وهذا مبني على تأويل الرؤيا بالأفضلية، ويلزم منه خروج علي عن دائرة الأفضلية، وهو خلاف ما عليه العلماء، ولهذا أول الخطابي حديث ابن عمر بأنه أراد: الشيوخ وذوي الأسنان، وقد يؤول بأن المراد: هم الذين فازوا بفضل الصحبة فقط، لا من فاز بالصحبة والقرابة؛ كعلي، وأيضا هذا التأويل يخالف تأويله صلى الله عليه وسلم بخلافة النبوة، فالوجه ما قيل في "رفع الميزان": أن خلافة النبوة مع اتفاق الأمة عليها انتهت إلى عثمان، وصارت في وقت علي مشوبة بدعوى الملك في الجملة إلى أن ارتفعت الخلافة، وبقي الملك المحض.
"فاستاء لها": قيل: يحتمل أنه افتعال من السوء مطاوع ساءه فاستاء، و"لها" جار ومجرور، والضمير للرؤية؛ أي: اغتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤية، ويحتمل أنه استفعال من الأول؛ أي: طلب تأويلها بالتأمل والنظر، فقال: "خلافة نبوة" ولذلك قيل: الفرق بين الروايتين، أشار إليهما الإمام في "المسند": أن أحدهما افتعال من السوء، والآخر استفعال من الأول.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرَةَ حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ وَيَسْأَلُ عَنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاتَ يَوْمٍ أَيُّكُمْ رَأَى رُؤْيَا فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا دُلِّيَ مِنْ السَّمَاءِ فَوُزِنْتَ أَنْتَ بِأَبِي بَكْرٍ فَرَجَحْتَ بِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ثُمَّ وُزِنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ بِعُمَرَ ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ فَاسْتَاءَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ قَالَ أَبِي قَالَ عَفَّانُ فِيهِ فَاسْتَاءَ لَهَا قَالَ وَقَالَ حَمَّادٌ فَسَاءَهُ ذَلِكَ
حدثنا مسلم بن أبي بكرة، وسأله هل سمعت في الخوارج من شيء؟ فقال: سمعت والدي أبا بكرة، يقول: عن نبي الله صلى الله عليه وسلم: " ألا إنه سيخرج من أمتي أقوا...
عن مسلم بن أبي بكرة، أنه مر بوالده وهو يدعو ويقول: " اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، وعذاب القبر "، قال: فأخذتهن عنه، وكنت أدعو بهن في دبر كل صلا...
حدثنا أبو بكرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس، وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يثب على ظهره إذا سجد، ففعل ذلك غير مرة، فقالوا له:...
عن أبي بكرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "، وقال ابن سيرين: ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض
عن سعيد بن أبي الحسن البصري، يحدث عن أبي بكرة، أنه دعي إلى شهادة مرة، فجاء إلى البيت، فقام له رجل من مجلسه، فقال: " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم...
حدثنا عبد الله بن أبي بكرة، حدثني أبي في هذا المسجد، يعني مسجد البصرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتنزلن طائفة من أمتي أرضا يقال لها الب...
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، قال: لما كان ذاك اليوم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته، ثم وقف فقال: " تدرون أي يوم هذا؟ " فذكر معنى حد...
عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم "
عن أبي بكرة، أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم، ورأسه في حجر عائشة فقام فخر ساجدا، ثم أنشأ يسائل البشير، فأخبره ف...