21467-
عن إبراهيم يعني ابن الأشتر، أن أبا ذر، حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ قالت: أبكي أنه لا يد لي بنفسك، وليس عندي ثوب يسعك كفنا.
فقال: لا تبكي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول: "ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، يشهده عصابة من المؤمنين " قال: فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة، فلم يبق منهم غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول، فإني والله ما كذبت ولا كذبت.
قالت: وأنى ذلك وقد انقطع الحاج؟ قال: راقبي الطريق.
قال: فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخد بهم رواحلهم كأنهم الرخم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا: ما لك؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه قالوا: ومن هو؟ قالت:أبو ذر.
ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه، فقال: أبشروا، أنتم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال، أبشروا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من امرأين مسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا وصبرا فيريان النار أبدا " ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبا من ثيابي يسعني، لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا.
فكل القوم كان قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم، قال: أنا صاحبك، ثوبان في عيبتي من غزل أمي، وأجد ثوبي هذين اللذين علي.
قال: أنت صاحبي فكفني
حديث حسن، وهذا إسناد منقطع، فإن إبراهيم بن الأشتر لم يسمع من أبي ذر، وجاء موصولا في الرواية السالفة برقم (٢١٣٧٣) .
عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٤/٢٣٢-٢٣٣، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وليس في روايته قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من امرأين .
إلخ".
وخالف الإمام أحمد وابن سعد محمد بن إسحاق الصغاني، فرواه موصولا عن عفان بن مسلم، عن وهيب، عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه، عن زوجة أبي ذر، به.
أخرجه من طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" ١/٣٥٨.
وأخرجه مختصرا بقصة الفتى الأنصاري الحاكم ٣/٣٣٧-٣٣٨ من طريق زائدة، عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، قال: قال أبو ذر فذكره منقطعا.
قال السندي: قوله: "تخد بهم رواحلهم" كتعد من الوخد، وهو ضرب من سير الإبل السريع.
="الرخم" بفتحتين: جمع رخمة، كقصب جمع قصبة، طائر معروف.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "تخد بهم رواحلهم": كتعد؛ من الوخد، وهو ضرب من سير الإبل سريع.
"الرخم": - بفتحتين - : جمع رخمة؛ كقصب جمع قصبة: طائر معروف.
"عليها": أي: على امرأة أبي ذر.
"ففدوه": - بتشديد الدال - يقال: فداه تفدية: إذا قال له: فداء لك.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ الْأَشْتَرِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ فَبَكَتْ امْرَأَتُهُ فَقَالَ مَا يُبْكِيكِ قَالَتْ أَبْكِي لَا يَدَ لِي بِنَفْسِكَ وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا فَقَالَ لَا تَبْكِي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُولُ لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَفُرْقَةٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ قَالَتْ وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدْ انْقَطَعَ الْحَاجُّ قَالَ رَاقِبِي الطَّرِيقَ قَالَ فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِالْقَوْمِ تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمْ الرَّخَمُ فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا فَقَالُوا مَا لَكِ قَالَتْ امْرُؤٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُونَهُ وَتُؤْجَرُونَ فِيهِ قَالُوا وَمَنْ هُوَ قَالَتْ أَبُو ذَرٍّ فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُورِهَا يَبْتَدِرُونَهُ فَقَالَ أَبْشِرُوا أَنْتُمْ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيكُمْ مَا قَالَ أَبْشِرُوا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ هَلَكَ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَاحْتَسَبَا وَصَبَرَا فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا ثُمَّ قَدْ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِيهِ فَأَنْشُدُكُمْ اللَّهَ أَنْ لَا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ قَدْ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ قَالَ أَنَا صَاحِبُكَ ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي وَأَجِدُ ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيَّ قَالَ أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سأله عن أول مسجد وضع للناس، قال: "مسجد الحرام ثم بيت المقدس " فسئل كم بينهما؟ قال: "أربعون عاما، وحيثما أ...
عن أبي ذر، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ذهب أهل الأموال بالأجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن فيك صدقة كثيرة " فذكر فضل سمعك، وفضل بصرك، قال...
عن الأحنف بن قيس، قال: كنت قاعدا مع أناس من قريش إذ جاء أبو ذر، حتى كان قريبا منهم قال: "ليبشر الكنازون بكي من قبل ظهورهم يخرج من قبل بطونهم، وبكي من...
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العين لتولع الرجل بإذن الله، يتصعد حالقا ثم يتردى منه "
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال: "ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك، ابن آدم، إن تلقني بقراب الأرض خطايا ل...
عن أبي ذر، قال: قالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم.<br> قال: فقال رسول الله صلى الل...
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وتهليلة صدقة، وتكبيرة صدقة، وتحميدة صدقة، وأمر با...
عن رجل، من عنزة ، أنه قال لأبي ذر حين سير من الشام، قال: إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.<br> قال: إذن أخبرك به إلا أن يكون...
عن أبي ذر، قال: فقلت: يا رسول الله، الرجل يعمل لنفسه فيحبه الناس؟ قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن "