22016-
عن معاذ بن جبل، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار.
قال: " لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت "
ثم قال: " ألا أدلك على أبواب الخير؟: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل " ثم قرأ: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ،{يعملون} ثم قال: " ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ " فقلت: بلى يا رسول الله.
قال: " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد " ثم قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " فقلت له: بلى يا نبي الله.
فأخذ بلسانه، فقال: " كف عليك هذا " فقلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: " ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم؟ "
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد منقطع، أبو وائل -وهو شقيق بن سلمة- لم يسمع من معاذ، وعاصم بن أبي النجود صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (٢٠٣٠٣) ، وفي "التفسير" له ٢/١٠٩، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (١١٢) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١٩٦) ، والطبراني في "الكبير" ٢٠/ (٢٦٦) ، والبغوي في "شرح السنة" (١١) ، وفي "التفسير" ٣/٥٠٠.
ورواية المروزي مختصرة: "ألا أخبركم برأس الأمر وعموده؟ " قلت: بلى يا رسول الله.
قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة".
وأخرجه ابن ماجه (٣٩٧٣) ، والترمذي (٢٦١٦) من طريق عبد الله بن معاذ، والنسائي في "الكبرى" (١١٣٩٤) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٠٤) ، والبيهقي في "الشعب" (٣٣٥٠) من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، به.
ورواية القضاعي والبيهقي مختصرة.
وأخرجه البزار (٢٧ - كشف الأستار) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" = (٣٥٢٨) ، وابن حبان (٢١٤) ، والطبراني في "الكبير" ٢٠/ (١٢٢) وفي "الشاميين" (٢٢٢) من طريق علي بن الجعد عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن معاذ، واقتصروا على أول الحديث، وتحرف في إسناد البزار ابن ثوبان عن أبيه إلى عن أمه.
وعبد الرحمن بن ثابت ضعيف، ومكحول لم يسمع من معاذ.
وأخرجه هناد في "الزهد" (١٠٩١) من طريق محمد بن عجلان، عن مكحول، عن معاذ.
وأخرجه مقتصرا على آخره البزار في "مسنده" (٢٦٤٣) من طريق أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن أبي عمرو الشيباني، عن معاذ.
وأبو عمرو الشيباني -وهو سعد بن إياس- أدرك معاذا إلا أنه لم يلقه، فقد كان في العراق ومعاذ في الشام.
وأخرج قوله: "وهل يكب الناس .
" ضمن حديث آخر هناد (١٠٩٢) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن معاذ.
وأبو سلمة لم يسمع من معاذ.
وأخرجه مختصرا جدا المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١٩٨) من طريق عبد الله بن عمر، عن نعيم بن وهب، عن معاذ.
وإسناده ضعيف.
وسيأتي مطولا ومختصرا:
من طريق عروة بن النزال وميمون بن أبي شبيب (٢٢٠٣٢) و (٢٢٠٦٨) .
ومن طريق عبد الرحمن بن غنم (٢٢٠٥١) و (٢٢٠٦٣) و (٢٢١٢٢) .
ومن طريق شهر بن حوشب (٢٢٠٢٢) و (٢٢١٠٣) و (٢٢١٣٣) .
ومن طريق عطية بن قيس (٢٢٠٤٧) ، خمستهم عن معاذ بن جبل.
ويشهد لأوله حديث أبي هريرة السالف برقم (٨٥١٥) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقوله: "الصوم جنة" حديث أبي هريرة السالف برقم (٧٤٩٢) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
= = ويشهد لقوله: "الصدقة تطفىء الخطيئة" حديث جابر السالف برقم (١٤٤٤١) .
وقوله: "وعموده الصلاة" يشهد لمعناه عموم الأحاديث في تعظيم قدر الصلاة، أورد كثيرا منها السيوطي في "الدر المنثور" عند تفسير قوله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) [البقرة: ٢٣٨] .
ويشهد لقوله: "ذروة سنامه الجهاد" حديث أبي هريرة السالف برقم (٧٨٦٣) ، وحديث أبي ذر عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (١٥١) .
وقوله: "والصدقة تطفىء الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل" وقع مكانه في الرواية الآتية برقم (٢٢٠٦٨) : "والصدقة وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطايا" ويشهد لتكفير قيام الليل للخطايا حديث بلال بن أبي رباح عند البيهقي ٢/٥٠٢، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي أمامة عند ابن خزيمة (١١٣٥) ، والحاكم ١/٣٠٨، والبيهقي ٢/٥٠٢، وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو سيئ الحفظ.
وحديث سلمان عند الطبراني في "الكبير" (٦١٥٤) وحسنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" ١/٣٥٤.
ويشهد لقوله: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله .
إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (٧٢١٥) و (٧٩٠٧) .
وحديث بلال بن الحارث السالف برقم (١٥٨٥٢) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "يدخلني ": من الإدخال، وهو - بالرفع - صفة العمل، وإسناد الإدخال إلى العمل مجاز، أو - بالجزم - على أنه جزاء شرط محذوف، أي: إن عملته يدخلني الجنة، أو لأنه جواب الأمر؛ لأنه مترتب على فعل العمل المترتب على الإخبار، فرتبه على الإخبار إشارة إلى سرعة الامتثال بعد الاطلاع على حقيقة الحال، وعطف "يباعدني من النار" على "يدخلني الجنة" يفيد أن مراده دخول الجنة من غير سابقة عذاب.
"عن عظيم ": أي: عن أمر متعسر الحصول؛ لصعوبته على النفوس، إلا على من سهله الله تعالى عليه.
"تعبد الله ": خبر بمعنى الأمر، أو هو خبر مبتدأ محذوف على تقدير "أن" المصدرية، أو استعمال الفعل موضع المصدر مجازا، أي: هو، أي: ذلك العمل أن تعبد الله.
"على أبواب الخير": أي: على الأعمال الموصلة إلى الخير.
"جنة": أي: ستر عن النار والمعاصي المؤدية إليها.
"تطفئ": من الإطفاء، فيه تنزيل للخطيئة منزلة النار المؤدية هي إليها.
"وصلاة الرجل ": مبتدأ حذف خبره، أي: هي مما لا يكتنه كنهها، أو هي مما نزلت فيها الآية المذكورة.
"برأس الأمر ": أي: بما هو للدين بمنزلة الرأس للرجل.
"وعموده ": أي: ما يعتمد عليه الدين، وهو له بمنزلة العمود للبيت.
"وذروة سنامه ": السنام - بالفتح -: ما ارتفع من ظهر الجمل وذروته - بالضم والكسر -: أعلاه، أي: ما هو للدين بمنزلة ذروة السنام للجمل في العلو والارتفاع.
"بملاك ذلك ": الملاك - بكسر الميم، وفتحها لغة، والرواية الكسر - أي: بما به يملك الإنسان ذلك كله؛ بحيث يسهل عليه جميع ما ذكر.
"كف": أي: احبس واحفظ.
"ثكلتك": - بكسر الكاف - أي: فقدتك، وهو دعاء عليه بالموت ظاهرا، والمقصود التعجب عن الغفلة عن مثل هذا الأمر.
"يكب ": - بفتح الياء وضم الكاف وتشديد الباء -؛ من كبه: إذا صرعه.
"حصائد ألسنتهم": بمعنى: محصوداتها، على تشبيه ما يتكلم به الإنسان بالزرع المحصود بالمنجل، فكما أن المنجل يقطع من غير تمييز بين رطب ويابس، وجيد ورديء، كذلك لسان المكثار في الكلام، يتكلم بكل فن من الكلام من غير تمييز بين ما يحسن وما يقبح، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنْ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ حَتَّى بَلَغَ يَعْمَلُونَ } ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْأَمْرِ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ فَقُلْتُ لَهُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ
عن معاذ بن جبل، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر.<br> فقال: " قد سألت البلاء فسل الله العافية قال: ومر برجل يقول...
عن عمرو بن دينار، أن طاوسا، أخبره أن معاذ بن جبل قال: لست آخذ في أوقاص البقر شيئا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم " فإن رسول الله صلى الله عليه...
عن طاوس، أتي معاذ، بوقص البقر والعسل، فقال: " لم يأمرني النبي صلى الله عليه وسلم فيهما بشيء " قال سفيان: " الأوقاص: ما دون الثلاثين "
عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل، اليمن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم من السحر، رافعا صوته بالتكبير، أجش الصوت، فألقيت عليه محب...
عن معاذ بن جبل، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع، ومن طمع يهدي إلى غير مطمع، ومن طمع حيث لا طمع "
عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} قال: " قيام العبد من الليل "
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القس...
عن معاذ بن جبل، قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث المؤمنون يوم القيامة جردا مردا مكحلين بني ثلاثين سنة "
عن معاذ بن جبل، وعن أبي موسى، قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا كان الذي يليه المهاجرين ، قال: فنزلنا منزلا، فقام النبي صلى الله عل...