23361- عن زر بن حبيش قال: تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد، فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان فدخلت عليه، فأمر بلقحة فحلبت، وبقدر فسخنت، ثم قال: " ادن فكل "، فقلت: إني أريد الصوم، فقال: " وأنا أريد الصوم "، فأكلنا وشربنا، ثم أتينا المسجد، فأقيمت الصلاة، ثم قال حذيفة: " هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قلت: أبعد الصبح؟ قال: " نعم، هو الصبح غير أن لم تطلع الشمس "، قال: وبين بيت حذيفة، وبين المسجد كما بين مسجد ثابت وبستان حوط، وقد قال حماد أيضا، وقال حذيفة: " هكذا صنعت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وصنع بي النبي صلى الله عليه وسلم "
رجاله ثقات غير عاصم بن بهدلة، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف في رفع الحديث، فقد رواه من هو أوثق منه فوقفه، وقال النسائي كما في "تحفة الأشراف" ٣/٣٢: لا نعلم أحدا رفعه غير عاصم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/٥٢، وفي "شرح المشكل" (٥٥٠٥) من طريق روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (١٦٩٥) ، والبزار (٢٩١٠) ، والطبري في "تفسيره" ٢/١٧٥ من طرق عن عاصم بن بهدلة، به.
وعندهم الحديث مختصر إلا في رواية عند الطبري.
وسيأتي من طريق عاصم بن بهدلة بالأرقام (٢٣٣٩٢) و (٢٣٤٠٠) و (٢٣٤٤٢) .
= وقد خولف عاصم بن بهدلة في رفعه، فأخرجه النسائي ٤/١٤٢ عن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش قال: تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة، فلما أتينا المسجد صلينا ركعتين، وأقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هنيهة.
فذكره موقوفا وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال النسائي: لا نعلم أحدا رفعه غير عاصم، فإن كان رفعه صحيحا فمعناه: أنه قرب النهار كقوله تعالى: (فإذا بلغن أجلهن) الآية [البقرة: ٢٣٤] معناه: إذا قاربن البلوغ، وكقول القائل: بلغنا المنزل، إذا قاربه.
وأخرجه موقوفا أيضا ٤/١٤٢-١٤٣ عن عمرو بن علي، عن محمد بن فضيل، عن أبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، عن إبراهيم النخعي، عن صلة بن زفر، قال: تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى المسجد، فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين أيضا.
وأخرج ابن أبي شيبة ٣/١٠ عن الفضل بن دكين، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل أنه تسحر في أهله في الجبانة ثم جاء إلى حذيفة، وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة فوجده فحلب له ناقة، فناوله فقال: إني أريد الصوم.
فقال: وأنا أريد الصوم.
فشرب حذيفة وأخذ بيده فدفع إلى المسجد حين أقيمت الصلاة.
وإسناده قوي.
ورواه عبد الرزاق (٧٦٠٦) من طريق عامر بن شقيق، عن شقيق بن سلمة أنه انطلق هو وزر إلى حذيفة.
فذكر نحوه.
وأخرج الطبري ٢/١٧٣ من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، عن أبيه، قال: خرجت مع حذيفة إلى المدائن في رمضان، فلما طلع الفجر، قال: هل منكم من أحد آكل أو شارب؟ قلنا: أما رجل يريد أن يصوم فلا.
قال: لكني! قال: ثم سرنا حتى أستبطأنا الصلاة، قال: هل منكم أحد يريد أن يتسحر؟ قلنا: أما من يريد الصوم فلا.
قال: لكني.
ثم نزل فتسحر ثم صلى.
قلنا: وانظر لزاما كلام الإمام أبي بكر الرازي في "أحكام القرآن" عن حديث حذيفة هذا، والإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/٥٤.
وقال الإمام النووي في "شرح المهذب" ٦/٣٠٥: وهذا الذي ذكرناه من الدخول في الصوم بطلوع =
الفجر، وتحريم الطعام والشراب والجماع به، هو مذهبنا ومذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد وجماهير العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
قال ابن المنذر: وبه قال عمر بن الخطاب وابن عباس وعلماء الأمصار، قال: وبه نقول.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "بلقحة": - بكسر اللام، والفتح لغة -: هي الناقة ذات اللبن.
قوله: "أبعد الصبح؟ قال: نعم هو الصبح": يمكن أن يحمل الصبح على الكاذب، والشمس على الصبح الصادق؛ لكونه من آثارها؛ توفيقا بين الأدلة بقدر الإمكان، ويمكن أن يقال: هو الصبح، أي: قريب من الصبح؛ بحيث يصح أن يقال: هو الصبح، وقوله: "غير أن الشمس لم تطلع": لبيان أن الفجر ما طلع بعد، ومنهم من ادعى نسخ هذا الحديث بما لا يدل على نسخه، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ تَسَحَّرْتُ ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَمَرَرْتُ بِمَنْزِلِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِلَقْحَةٍ فَحُلِبَتْ وَبِقِدْرٍ فَسُخِّنَتْ ثُمَّ قَالَ ادْنُ فَكُلْ فَقُلْتُ إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ فَقَالَ وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا ثُمَّ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا فَعَلَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ أَبَعْدَ الصُّبْحِ قَالَ نَعَمْ هُوَ الصُّبْحُ غَيْرَ أَنْ لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ قَالَ وَبَيْنَ بَيْتِ حُذَيْفَةَ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ كَمَا بَيْنَ مَسْجِدِ ثَابِتٍ وَبُسْتَانِ حَوْطٍ وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا وَقَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا صَنَعْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَنَعَ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق قال: سمعت الوليد أبا المغيرة، أو المغيرة أبا الوليد يحدث، أن حذيفة قال: يا رسول الله، إني ذرب اللسان، وإن عامة ذلك على أه...
عن حذيفة قال: قمت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ السبع الطول في سبع ركعات، قال: فكان إذا رفع رأسه من الركوع قال: " سمع الله لمن ح...
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خرجت مع حذيفة إلى بعض هذا السواد فاستسقى، فأتاه دهقان بإناء من فضة، قال: فرماه به في وجهه، قال: قلنا اسكتوا اسكتوا، وإن...
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار "
عن حذيفة قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه "، قال ابن نمير: قلت للأعمش: بالسواك؟ قال: نعم
عن حذيفة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، قال: ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها،...
عن همام بن الحارث قال: كنا عند حذيفة فقيل له: إن فلانا يرفع إلى عثمان الأحاديث، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل الجنة قتات "...
عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: " اللهم باسمك أموت وباسمك أحيا "، وإذا استيقظ قال: " الحمد لله الذي أحيانا بعدما أما...
عن حذيفة، قال ابن جعفر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال نبيكم صلى الله عليه وسلم: " كل معروف صدقة "