23403- عن أبي قلابة قال: قال أبو عبد الله لأبي مسعود، أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله ـ يعني حذيفة ـ ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول: " بئس مطية الرجل "
إسناده ضعيف، أبو عبد الله: هو حذيفة بن اليمان كما جاء مصرحا به في الإسناد، وكما صرح بذلك أبو داود عقب روايته لهذا الحديث، وأبو قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يدرك أبا مسعود البدري، وسلف الحديث من روايته عن أبي مسعود البدري في مسنده برقم (١٧٠٧٥) ، وأما روايته عن حذيفة، فقد جزم الحافظ ابن حجر في "التهذيب" بأنها مرسلة، وقال الذهبي في "السير" ٤/٤٦٨: روى عن حذيفة ولم يلحقه، قلنا: مات حذيفة سنة ٣٦ هـ، وأبو قلابة
سنة ١٠٤ أو ١٠٧ فيكون بين وفاتيهما ٦٨ أو ٧١ سنة، وقد روى هذا الحديث عن الأوزاعي وكيع والضحاك لم يذكرا سماعا لأبي قلابة من حذيفة، ورواه الوليد بن مسلم كما سيأتي في التخريج، فذكر فيه سماعا بينهما، وهو وهم وأخرجه ابن أبي شيبة ٨/٦٣٦-٦٣٧، ومن طريقه أبو داود (٤٩٧٢) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٧٦٢) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٣٣٤) من طريق أبي عاصم الضحاك، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٧٩٨) ، والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "النكت الظراف" ٣/٤٥-٤٦، والطحاوي في "شرح المشكل" (١٨٥) ، والقضاعي (١٣٣٥) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، حدثني أبو عبد الله، به.
فذكره بصيغة التحديث، ولم يذكر = معه أبا مسعود البدري.
ولأجل رواية الوليد هذه التي فيها التصريح بالسماع ذهب الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" إلى أن تفسير "أبي عبد الله" في هذا الحديث بأنه حذيفة فيه نظر، لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة!
قال القضاعي عقب الحديث: أظن أبا عبد الله المذكور في هذا الحديث هو حذيفة بن اليمان، لأنه كان مع أبي مسعود بالكوفة، وكانوا يتجالسون ويسأل بعضهم بعضا، وكنية حذيفة أبو عبد الله
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٧٦٣) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (٦٧٩) من طريق يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب، أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود ما سمعت رسول الله يقول في "زعموا"؟ قال: سمعته يقول .
فذكره.
ويحيى بن عبد العزيز -وهو الأردني الشامي، وقيل: اليمامي- وإن روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
وذكره ابن حبان في "الثقات" إلا أنه قد خالف الأوزاعي، فذكر واسطة بين أبي قلابة وبين صحابي الحديث، وهو أبو المهلب الجرمي عم أبي قلابة، والأوزاعي إمام حافظ لا تقدم رواية من هو مثل يحيى بن عبد العزيز على روايته، والله أعلم.
تنبيه: طريق يحيى بن عبد العزيز لم تخرج في الموضع السالف (١٧٠٧٥) .
قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/١٣٠: أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجة والمسير إلى بلد، ركب مطيته، وسار حتى يبلغ حاجته، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدمه الرجل أمام كلامه، ويتوصل به إلى حاجته من قولهم: "زعموا" بالمطية التي يتوصل بها إلى الموضع الذي يؤمه ويقصده.
وإنما يقال: "زعموا" في حديث لا سند له، ولا ثبت فيه، وإنما هو شيء يحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث ما كان هذا سبيله، وأمر بالتثبت فيه، والتوثيق لما يحكيه من ذلك، فلا يرويه حتى يكون معزوا ومرويا عن ثقة.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "قال أبو عبد الله لأبي مسعود، أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله": قد سبق في "مسند الشاميين": أنه من حديث أبي مسعود جزما.
قال السخاوي في "المقاصد الحسنة": أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده"، والطحاوي من جهة الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، حدثني أبو عبد الله، رفعه، بهذا، وسنده صحيح متصل، أمن فيه من تدليس الوليد، لكن قد رواه أحمد في "مسنده " من حديث ابن المبارك، أخبرنا الأوزاعي، فجعله عن أبي مسعود بدل أبي عبد الله، وأخرجه أبو داود في "سننه"، وأحمد من طريق وكيع عن الأوزاعي، فقال فيه: عن أبي قلابة، قال: قال أبو مسعود لأبي عبد الله، أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود، فذكر الحديث، قال أبو داود: أبو عبد الله هذا هو حذيفة، قال شيخنا: وفيه نظر؛ لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة، وقد صرح في رواية الوليد بأن أبا عبد الله حدثه، والوليد أعرف بحديث الأوزاعي من وكيع، وكذا ممن جزم بأنه حذيفة، ويؤيد قول شيخنا: أن ابن منده جزم بأنه غير حذيفة، وقد جزم ابن عساكر بأن أبا قلابة لم يسمع من ابن مسعود أيضا، ويستأنس له بما رواه الخرائطي عن حديث يحيى بن عبد العزيز الأردني، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، يعني: عمه: أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود ! ما سمعت الحديث، ورجاله موثوقون، فثبت اتصاله، وتأكد الجزم بأنه عن أبي مسعود، وفي الباب عن يحيى بن هانئ عن أبيه، وهو أحد المخضرمين: أنه قال لابنه: هب لي من كلامك كلمتين: زعم وسوف، أخرجه الخرائطي مضافا للحديث، وترجم لهما: كراهة إكثار الرجل من قول: زعموا، انتهى.
قوله: "بئس مطية الرجل": قال الخطابي في "المعالم": أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجة، والسير إلى بلد، ركب مطية، وسار حتى يبلغ حاجته، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدم الرجل أمام كلامه، ويتوصل به إلى حاجته من قولهم: زعموا بالمطية، وإنما يقال: زعموا، في حديث لا سند له، ولا يثبت، إنما هو شيء يحكى على سبيل البلاغ، فذم النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث ما هذا سبيله، وأمرنا بالتوثق فيما نحكيه، والتثبت فيه، فلا نرويه حتى يكون معزوا إلى ثبت، انتهى.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِأَبِي مَسْعُودٍ أَوْ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي حُذَيْفَةَ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيَّ زَعَمُوا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ
عن حذيفة قال: بت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام " فصلى في ثوب طرفه عليه وطرفه على أهله "
عن حذيفة قال: " قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه "
عن أبي مجلز، أن رجلا جلس وسط حلقة قوم فقال حذيفة: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أو قال ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ الذي يجلس...
عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا:أرسل معنا رجلا أمينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سأرسل معكما رجلا أمينا أمينا...
عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قلنا لحذيفة: أخبرنا عن أقرب الناس سمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه ونسمع منه، فقال: " كان أشبه الناس سمتا ودلا و...
عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فبلغه عن الماء قلة، فقال: " لا يسبقني إلى الماء أحد "
عن ربعي بن حراش قال: حدثني من لم يكذبني ـ قال: وكان إذا قال حدثني من لم يكذبني رأينا أنه يعني حذيفة ـ قال: " لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل بأ...
عن حذيفة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته، فافتتح فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ولا بالرفيعة، قراءة حسنة يرتل فيها يسمعنا، قال:...
عن حذيفة، وحدثنا محمد بن عبيد، وقال: سمعت حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت: أنا، كما قاله،...