25097-
عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص، قال: أخبرتني عائشة، قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس.
قالت: فسمعت وئيد الأرض ورائي، - يعني حس الأرض، - قالت: فالتفت، فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس، يحمل مجنه.
قالت: فجلست إلى الأرض، فمر سعد وعليه درع من حديد، قد خرجت منها أطرافه، فأنا أتخوف على أطراف سعد.
قالت: وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم.
قالت: فمر وهو يرتجز ويقول:
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل.
ما أحسن الموت إذا حان الأجل
قالت: فقمت، فاقتحمت حديقة، فإذا فيها نفر من المسلمين، وإذا فيهم عمر بن الخطاب، وفيهم رجل عليه تسبغة له، - يعني مغفرا، - فقال عمر: ما جاء بك؟ لعمري والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون بلاء، أو يكون تحوز؟ قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ، فدخلت فيها.
قالت: فرفع الرجل التسبغة عن وجهه، فإذا طلحة بن عبيد الله، فقال: يا عمر، ويحك إنك قد أكثرت منذ اليوم، وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله عز وجل؟ قالت: ويرمي سعدا رجل من المشركين من قريش، يقال له ابن العرقة، بسهم له، فقال له: خذها وأنا ابن العرقة، فأصاب أكحله، فقطعه، فدعا الله عز وجل سعد، فقال: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة.
قالت: وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية.
قالت: فرقأ كلمه، وبعث الله عز وجل الريح على المشركين، فكفى الله عز وجل المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا، فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة، ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد، ورجعت بنو قريظة، فتحصنوا في صياصيهم، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فوضع السلاح، وأمر بقبة من أدم، فضربت على سعد في المسجد.
قالت: فجاءه جبريل عليه السلام، وإن على ثناياه لنقع الغبار، فقال: أقد وضعت السلاح؟ والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح، اخرج إلى بني قريظة، فقاتلهم.
قالت: فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر على بني غنم، وهم جيران المسجد حوله، فقال: " من مر بكم؟ " فقالوا: مر بنا دحية الكلبي، وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنة وجهه جبريل عليه السلام.
فقالت: فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء، قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر، فأشار إليهم أنه الذبح.
قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انزلوا على حكم سعد بن معاذ " فنزلوا، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ، فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف، قد حمل عليه، وحف به قومه، فقالوا: يا أبا عمرو، حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت.
قالت: لا يرجع إليهم شيئا، ولا يلتفت إليهم، حتى إذا دنا من دورهم، التفت إلى قومه، فقال: قد أنى لي أن لا أبالي في الله لومة لائم.
قال: قال أبو سعيد فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " فقال عمر: سيدنا الله عز وجل.
قال: أنزلوه، فأنزلوه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احكم فيهم " قال سعد: فإني أحكم فيهم، أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وتقسم أموالهم - وقال يزيد ببغداد: ويقسم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله " قالت: ثم دعا سعد، قال: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئا، فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم، فاقبضني إليك.
قالت: فانفجر كلمه، وكان قد برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة: فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر.
قالت: فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر، وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله عز وجل: {رحماء بينهم} .
قال علقمة: قلت: أي أمه، فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، ولكنه كان إذا وجد، فإنما هو آخذ بلحيته
بعضه صحيح، وجزء منه حسن، وهذا إسناد فيه ضعف، عمرو بن علقمة لم يرو عنه غير ابنه محمد، ولم يوثقه غير ابن حبان فهو مجهول، وبقية رجاله رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو بن علقمة،، فإنما أخرجا له متابعة، وهو حسن الحديث.
يزيد: هو ابن هارون، وأبو سعيد المذكور في
متن الحديث: هو الخدري.
وللحديث شواهد يصح بها دون قولها: "كانت عينه لا تدمع على أحد"، ففيه نكارة كما سيأتي.
وأخرجه ابن سعد.
في "الطبقات" ٣/٤٢١-٤٢٣، وابن أبي شيبة ١٤/٤٠٨-٤١١، وابن حبان (٧٠٢٨) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصرا ابن راهويه (١١٢٦) و (١٧٢٢) ، وابن حبان (٦٤٣٩) ، والطبراني في "الكبير" (٥٣٣٠) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (٤٣٣) من طرق عن محمد بن عمرو، به.
واقتصرت رواية ابن حبان على لفظ: كان إذا أهمه شيء أخذ بلحيته.
وقولها: ويرمي سعدا رجل من المشركين يقال له: ابن العرقة.
وقولها: ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فوضع السلاح .
إلى قوله:= أخرج إلى بني قريظة .
ثم نزولهم على حكم سعد بن معاذ، ثم حكمه بينهم أن تقتل المقاتلة.
ثم قوله صلى الله عليه وسلم: "لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل": سلف برقمي (٢٤٢٩٤) و (٢٤٢٩٥) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وهو عند البخاري (٤١٢٢) ، ومسلم (١٧٦٩) .
وقولها: فرقأ كلمه: أخرجه مسلم (١٧٦٩) (٦٧) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، بلفظ: وتحجر كلمه للبرء.
وقوله: قال أبو سعيد- وهو الخدري-: فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه .
" إلى قوله: "لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل".
أخرجه البخاري (٤١٢١) ، ومسلم (١٧٦٨) دون قول عمر: سيدنا الله عز وجل، وسلف برقم (١١١٦٨) .
وقوله: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا .
إلى قوله: فانفجر كلمه، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو عند البخاري (٤١٢٢) ، ومسلم (١٧٦٩) (٦٧) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بلفظ: اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء، فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها، واجعل موتتي فيها.
فانفجرت من لبته، فلم يرعهم - وفي المسجد خيمة من بني غفار- إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟! فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات منها، رضي الله عنه.
وقولها: كان إذا وجد، فإنما هو آخذ بلحيته: أخرجه ابن حبان (٦٤٣٩) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص٧١ من طريقين، عن محمد بن عمرو ابن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، بنحوه، وهذا إسناد حسن، وقد فات الشيخ الألباني رحمه الله هذان المصدران، فضعف الحديث في "ضعيفته" (٧٠٧) اعتمادا على طرق واهية وقعت له.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٦/١٣٦-١٣٧، وقال: في الصحيح بعضه،= رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: ولمعظمه أيضا شواهد يصح بها أو يحسن، كما ذكرنا:
فقولها: وبعث الله عز وجل الريح على المشركين: له شاهد ضمن حديث حذيفة عند مسلم (١٧٨٨) باب غزوة الأحزاب، وسلف نحوه ٥/٣٩٢.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (١٠٩٩٦) .
وقولها: كان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنة وجهه جبريل عليه السلام: له شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (٥٨٥٧) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وقولها: فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر، فأشار إليهم أنه الذبح: له شاهد من حديث عبد الله بن قتادة، قال: نزلت هذه الآية: (لا تخونوا الله والزسول) [الأنفال: ٢٧] ، قال: سأل أبا لبابة بن عبد المنذر بنو قريظة: ما الأمر؟ فأشار إلى حلقه: يقول الذبح.
وهذا مرسل، أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (٩٨٧) (التفسير) ، والطبري في تفسير الآية المذكورة مختصرا.
وآخر مرسل كذلك من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق، حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن معبد بن كعب بن مالك.
أخرجه البيهقي في "الدلائل" ٤/١٥ ضمن حديث.
وثالث من رواية موسى بن عقبة قوله، ضمن قصة غزوة بني قريظة.
أخرجه البيهقي في "الدلائل" ٤/١٢-١٤.
وقولها: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ: له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (٤١٢١) ، وسلف برقم (١١١٦٨) .
وأما قولها: كانت عينه لا تدمع على أحد: ففيه نكارة، فقد ثبت ما ينافيه فيما رواه البخاري (١٣٠٣) من حديث أنس رضي الله عنه قال: دخلنا مع= رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين [يعنى الحداد] ، وكان ظئرا لإبراهيم عليه
السلام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم، فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟! فقال: "يا ابن عوف، إئها رحمة"، ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وتاوله السندي: بأنه صلى الله عليه وسلم لا تدمع عينه على أحد، أي: مع صوت، وإلا فقد بكى على إبراهيم ابنه وغيره، والله تعالى أعلم.
واخرج له ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" ٣/١٢٨١-١٢٨٢، وقال: وعامة ما يرويه لا يتابع عليه.
قال السندي: قولها: أقفو، أي: أقتدي، أي: أمشي وراءهم.
فسمعت وئيد الأرض: الوئيد: الصوت الشديد، أي: سمعت صوت مشي الناس من ورائي.
الهيجاء: هي الحرب، يمد ويقصر.
تحوز، أي: فرار، قيل: هو من قوله تعالى: (أو متحيزا إلى فئة) [الأنفال: ١٦] ، أي: منضما إليها.
فرقأ؛ من رقأ الجرح: إذا سكن دمه وانقطع، والكلم، بالسكون: الجرح.
وأهل النكاية فيك، أي: أهل المحاربة لأجلك (قلنا: لفظة "فيك" لم ترد في النسخ الخطية عندنا) .
لا يرجع إليهم شيئا، أي: سعد، لا يرد إليهم الجواب.
قلنا: والتسبغة؛ تسبغة الخوذة: ما توصل به من حلق الدروع، فتستر العنق، جمعها تسابغ.
والأكحل: وريد في وسط الذراع.
والصياصي: جمع صيصية، وهو الحصن.
واللأمة: الدرع، جمعها لؤم.
وسنة وجهه، يعني: صورة وجهه.
والإكاف- والوكاف- للحمار، كالسرج للفرس.
وقوله: أنى لي، أي: حان لي.
والخرص: الحلقة الصغيرة من الحلي، كحلقة القرط ونحوها.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "أقفو": أي: أقتدي؛ أي: أمشي وراءهم.
"فسمعت وئيد الأرض": الوئيد: الصوت الشديد؛ أي: سمعت صوت مشي الناس من ورائي.
"الهيجا": هي الحرب - يمد ويقصر - .
"جمل": أي: هو ليث في الجراءة، وجمل في عظم الجثة، ومعنى: "قليلا يدرك الهيجا" أي: قليلا يغلبه الحرب.
"تحوز": أي: فرار، قيل: هو من قوله تعالى: أو متحيزا إلى فئة [الأنفال: 16] أي: منضما إليها.
"فرقأ": من رقأ الجرح: إذا سكن دمه، وانقطع، و"الكلم" - بالسكون - : الجرح.
"وأهل النكاية فيك": أي: أهل المحاربة لأجلك.
"لا يرجع إليهم شيئا": أي: سعد لا يرد إليهم الجواب.
"كانت عينه لا تدمع على أحد": أي: مع صوت، وإلا فقد بكى على إبراهيم ابنه وغيره، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ قَالَتْ فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ وَرَائِي يَعْنِي حِسَّ الْأَرْضِ قَالَتْ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّهُ قَالَتْ فَجَلَسْتُ إِلَى الْأَرْضِ فَمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا أَطْرَافُهُ فَأَنَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ قَالَتْ وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ قَالَتْ فَمَرَّ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ لَيْتَ قَلِيلًا يُدْرِكُ الْهَيْجَا جَمَلْ مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ قَالَتْ فَقُمْتُ فَاقْتَحَمْتُ حَدِيقَةً فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَإِذَا فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ سَبْغَةٌ لَهُ يَعْنِي مِغْفَرًا فَقَالَ عُمَرُ مَا جَاءَ بِكِ لَعَمْرِي وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ وَمَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُونَ بَلَاءٌ أَوْ يَكُونَ تَحَوُّزٌ قَالَتْ فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ لِي سَاعَتَئِذٍ فَدَخَلْتُ فِيهَا قَالَتْ فَرَفَعَ الرَّجُلُ السَّبْغَةَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ يَا عُمَرُ وَيْحَكَ إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ أَوْ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَتْ وَيَرْمِي سَعْدًا رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْعَرِقَةِ بِسَهْمٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرَقَةِ فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ فَقَطَعَهُ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَعْدٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ قُرَيْظَةَ قَالَتْ وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ وَمَوَالِيَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَتْ فَرَقَى كَلْمُهُ وَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَكَفَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَوِيًّا عَزِيزًا فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِتِهَامَةَ وَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ وَمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَضَعَ السِّلَاحَ وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدٍ فِي الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام وَإِنَّ عَلَى ثَنَايَاهُ لَنَقْعُ الْغُبَارِ فَقَالَ أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعَتْ الْمَلَائِكَةُ بَعْدُ السِّلَاحَ اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ قَالَتْ فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأْمَتَهُ وَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ أَنْ يَخْرُجُوا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَهُمْ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ حَوْلَهُ فَقَالَ مَنْ مَرَّ بِكُمْ فَقَالُوا مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ وَكَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ تُشْبِهُ لِحْيَتُهُ وَسِنُّهُ وَوَجْهُهُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَتْ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ قِيلَ لَهُمْ انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ الذَّبْحُ قَالُوا نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَنَزَلُوا وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأُتِيَ بِهِ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ قَدْ حُمِلَ عَلَيْهِ وَحَفَّ بِهِ قَوْمُهُ فَقَالُوا يَا أَبَا عَمْرٍو حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَايَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ قَالَتْ وَأَنَّى لَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ دُورِهِمْ الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ قَدْ آنَ لِي أَنْ لَا أُبَالِيَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزَلُوهُ فَقَالَ عُمَرُ سَيِّدُنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَنْزِلُوهُ فَأَنْزَلُوهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْكُمْ فِيهِمْ قَالَ سَعْدٌ فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ وَقَالَ يَزِيدُ بِبَغْدَادَ وَيُقْسَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحُكْمِ رَسُولِهِ قَالَتْ ثُمَّ دَعَا سَعْدٌ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا فَأَبْقِنِي لَهَا وَإِنْ كُنْتَ قَطَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ قَالَتْ فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ وَكَانَ قَدْ بَرِئَ حَتَّى مَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا مِثْلُ الْخُرْصِ وَرَجَعَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَالَتْ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ عُمَرَ مِنْ بُكَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } قَالَ عَلْقَمَةُ قُلْتُ أَيْ أُمَّهْ فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ قَالَتْ كَانَتْ عَيْنُهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجِدَ فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ
عن عائشة: " أنها كانت تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخرج، فيصلي وأنا أنظر إلى البقع في ثوبه من أثر الغسل "
عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فهي خداج "
عن عائشة، قالت: واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في ساعة أن يأتيه فيها، فراث عليه أن يأتيه فيها، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده بالبا...
عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم؟ قالت: " كان يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، لم أره في شهر أك...
عن خالد بن معدان، قال: حدثني ربيعة الجرشي، قال: سألت عائشة، فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل؟ وبم كان يستفتح؟ قالت: كان...
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رميتم وحلقتم، فقد حل لكم الطيب والثياب وكل شيء إلا النساء "
عن عائشة، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر إحدانا وهي حائض أمرها فاتزرت، وإذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة "
عن عائشة، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم في كل ثنتين، ويوتر بواحدة، ويسجد...
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل طعاما في ستة نفر من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إنه لو كان...