حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب العلم باب رفع العلم وظهور الجهل (حديث رقم: 81 )


81- عن أنس بن مالك، قال: لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أشراط الساعة: أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد "

أخرجه البخاري


(لا يحدثكم أحد بعدي) قيل قال هذا لأهل البصرة وكان آخر من مات فيها من الصحابة وقيل غير ذلك.
(لخمسين امرأة القيم الواحد) وهو الذي يقوم بأمورهن وذلك بسبب كثرة الفتن والحروب التي يذهب فيها الكثير من الرجال

شرح حديث (من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( حَدَّثَنَا يَحْيَى ) ‏ ‏هُوَ اِبْن سَعِيد الْقَطَّان.
‏ ‏قَوْله : ( عَنْ أَنَس ) ‏ ‏زَادَ الْأَصِيلِيّ : " بْن مَالِك ".
‏ ‏قَوْله : ( لَأُحَدِّثَنَّكُمْ ) ‏ ‏بِفَتْحِ اللَّام وَهُوَ جَوَاب قَسَم مَحْذُوف أَيْ وَاَللَّه لَأُحَدِّثَنَّكُمْ , وَصَرَّحَ بِهِ أَبُو عَوَانَة مِنْ طَرِيق هِشَام عَنْ قَتَادَة , وَلِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة غُنْدَر عَنْ شُعْبَة أَلَّا أُحَدِّثكُمْ فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون قَالَ لَهُمْ أَوَّلًا : أَلَا أُحَدِّثكُمْ ؟ فَقَالَ نَعَمْ , فَقَالَ : لَأُحَدِّثَنَّكُمْ.
‏ ‏قَوْله : ( لَا يُحَدِّثكُمْ أَحَد بَعْدِي ) ‏ ‏كَذَا لَهُ وَلِمُسْلِمٍ بِحَذْفِ الْمَفْعُول , وَلِابْنِ مَاجَهْ مِنْ رِوَايَة غُنْدَر عَنْ شُعْبَة لَا يُحَدِّثكُمْ بِهِ أَحَد بَعْدِي , وَلِلْمُصَنِّفِ مِنْ طَرِيق هِشَام لَا يُحَدِّثكُمْ بِهِ غَيْرِي , وَلِأَبِي عَوَانَة مِنْ هَذَا الْوَجْه : " لَا يُحَدِّثكُمْ أَحَد سَمِعَهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدِي " وَعَرَفَ أَنَس أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَد مِمَّنْ سَمِعَهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْره ; لِأَنَّهُ كَانَ آخِر مَنْ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ مِنْ الصَّحَابَة , فَلَعَلَّ الْخِطَاب بِذَلِكَ كَانَ لِأَهْلِ الْبَصْرَة , أَوْ كَانَ عَامًّا وَكَانَ تَحْدِيثه بِذَلِكَ فِي آخِر عُمْره ; لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ بَعْده مِنْ الصَّحَابَة مَنْ ثَبَتَ سَمَاعه مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا النَّادِر مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الْمَتْن فِي مَرْوِيّه.
وَقَالَ اِبْن بَطَّال : يَحْتَمِل أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لِمَا رَأَى مِنْ التَّغْيِير وَنَقْص الْعِلْم , يَعْنِي فَاقْتَضَى ذَلِكَ عِنْده أَنَّهُ لِفَسَادِ الْحَال لَا يُحَدِّثهُمْ أَحَد بِالْحَقِّ.
قُلْت : وَالْأَوَّل أَوْلَى.
‏ ‏قَوْله : ( سَمِعْت ) ‏ ‏هُوَ بَيَان , أَوْ بَدَل لِقَوْلِهِ لَأُحَدِّثَنَّكُمْ.
‏ ‏قَوْله : ( أَنْ يَقِلّ الْعِلْم ) ‏ ‏هُوَ بِكَسْرِ الْقَاف مِنْ الْقِلَّة , وَفِي رِوَايَة مُسْلِم عَنْ غُنْدَر وَغَيْره عَنْ شُعْبَة : " أَنْ يُرْفَع الْعِلْم " وَكَذَا فِي رِوَايَة سَعِيد عِنْد اِبْن أَبِي شَيْبَة وَهَمَّام عِنْد الْمُصَنِّف فِي الْحُدُود وَهِشَام عِنْده فِي النِّكَاح كُلّهمْ عَنْ قَتَادَة , وَهُوَ مُوَافِق لِرِوَايَةِ أَبِي التَّيَّاح , وَلِلْمُصَنِّفِ أَيْضًا فِي الْأَشْرِبَة مِنْ طَرِيق هِشَام : " أَنْ يَقِلّ " فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِقِلَّتِهِ أَوَّل الْعَلَّامَة وَبِرَفْعِهِ آخِرهَا , أَوْ أُطْلِقَتْ الْقِلَّة وَأُرِيد بِهَا الْعَدَم كَمَا يُطْلَق الْعَدَم وَيُرَاد بِهِ الْقِلَّة , وَهَذَا أَلْيَق لِاتِّحَادِ الْمَخْرَج.
‏ ‏قَوْله : ( وَتَكْثُر النِّسَاء ) ‏ ‏قِيلَ سَبَبه أَنَّ الْفِتَن تَكْثُر فَيَكْثُر الْقَتْل فِي الرِّجَال لِأَنَّهُمْ أَهْل الْحَرْب دُون النِّسَاء.
وَقَالَ أَبُو عَبْد الْمَلِك : هُوَ إِشَارَة إِلَى كَثْرَة الْفُتُوح فَتَكْثُر السَّبَايَا فَيَتَّخِذ الرَّجُل الْوَاحِد عِدَّة مَوْطُوآت.
قُلْت : وَفِيهِ نَظَر ; لِأَنَّهُ صَرَّحَ بِالْقِلَّةِ فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى الْآتِي فِي الزَّكَاة عِنْد الْمُصَنِّف فَقَالَ : " مِنْ قِلَّة الرِّجَال وَكَثْرَة النِّسَاء " وَالظَّاهِر أَنَّهَا عَلَامَة مَحْضَة لَا لِسَبَبٍ آخَر , بَلْ يُقَدِّر اللَّه فِي آخِر الزَّمَان أَنْ يَقِلّ مَنْ يُولَد مِنْ الذُّكُور وَيَكْثُر مَنْ يُولَد مِنْ الْإِنَاث , وَكَوْن كَثْرَة النِّسَاء مِنْ الْعَلَامَات مُنَاسِبَة لِظُهُورِ الْجَهْل وَرَفْع الْعِلْم.
وَقَوْله : " لِخَمْسِينَ " يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ حَقِيقَة هَذَا الْعَدَد , أَوْ يَكُون مَجَازًا عَنْ الْكَثْرَة.
وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى : " وَتَرَى الرَّجُل الْوَاحِد يَتْبَعهُ أَرْبَعُونَ اِمْرَأَة ".
‏ ‏قَوْله : ( الْقَيِّم ) ‏ ‏أَيْ : مَنْ يَقُوم بِأَمْرِهِنَّ , وَاللَّام لِلْعَهْدِ إِشْعَارًا بِمَا هُوَ مَعْهُود مِنْ كَوْن الرِّجَال قَوَّامِينَ عَلَى النِّسَاء.
وَكَأَنَّ هَذِهِ الْأُمُور الْخَمْسَة خُصَّتْ بِالذِّكْرِ لِكَوْنِهَا مُشْعِرَة بِاخْتِلَالِ الْأُمُور الَّتِي يَحْصُل بِحِفْظِهَا صَلَاح الْمَعَاش وَالْمَعَاد , وَهِيَ الدِّين لِأَنَّ رَفْع الْعِلْم يُخِلّ بِهِ , وَالْعَقْل لِأَنَّ شُرْب الْخَمْر يُخِلّ بِهِ , وَالنَّسَب لِأَنَّ الزِّنَا يُخِلّ بِهِ , وَالنَّفْس وَالْمَال لِأَنَّ كَثْرَة الْفِتَن تُخِلّ بِهِمَا.
قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : وَإِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَال هَذِهِ الْأُمُور مُؤْذِنًا بِخَرَابِ الْعَالَم لِأَنَّ الْخَلْق لَا يُتْرَكُونَ هَمَلًا , وَلَا نَبِيّ بَعْد نَبِيّنَا صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ , فَيَتَعَيَّن ذَلِكَ.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " : فِي هَذَا الْحَدِيث عَلَم مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة , إِذْ أَخْبَرَ عَنْ أُمُور سَتَقَعُ فَوَقَعَتْ , خُصُوصًا فِي هَذِهِ الْأَزْمَان.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة : يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِالْقَيِّمِ مَنْ يَقُوم عَلَيْهِنَّ سَوَاء كُنَّ مَوْطُوآت أَمْ لَا.
وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ يَقَع فِي الزَّمَان الَّذِي لَا يَبْقَى فِيهِ مَنْ يَقُول اللَّه اللَّه فَيَتَزَوَّج الْوَاحِد بِغَيْرِ عَدَد جَهْلًا بِالْحُكْمِ الشَّرْعِيّ.
قُلْت : وَقَدْ وُجِدَ ذَلِكَ مِنْ بَعْض أُمَرَاء التُّرْكُمَان وَغَيْرهمْ مِنْ أَهْل هَذَا الزَّمَان مَعَ دَعْوَاهُ الْإِسْلَام.
وَاَللَّه الْمُسْتَعَان.


حديث من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏شُعْبَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ‏ ‏أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً ‏ ‏الْقَيِّمُ ‏ ‏الْوَاحِدُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفا...

عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أنا نائم، أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن ال...

رسول الله ﷺ وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال: «...

ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده قال ولا حرج

عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل في حجته فقال: ذبحت قبل أن أرمي؟ فأومأ بيده، قال: «ولا حرج» قال: حلقت قبل أن أذبح؟ فأومأ بيده: «ولا حرج»

يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقبض العلم، ويظهر الجهل والفتن، ويكثر الهرج»، قيل يا رسول الله، وما الهرج؟ فقال: «هكذا بيده فحرفها، كأن...

ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجن...

عن أسماء، قالت: أتيت عائشة وهي تصلي فقلت: ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء، فإذا الناس قيام، فقالت: سبحان الله، قلت: آية؟ فأشارت برأسها: أي نعم، فقمت ح...

مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى

عن أبي جمرة، قال: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس، فقال: إن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من الوفد أو من القوم» قالوا: ربيعة فق...

شهادة المرأة الواحدة في الرضاع كيف وقد قيل

عن عقبة بن الحارث، أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج، فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني، ولا أخبرتني، ف...

كنت أنا وجار لي من الأنصار نتناوب النزول على رسول...

عن عمر، قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوما وأنزل ي...

من صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا ا...

عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ،...