298- عن أبي سلمة، أن زينب بنت أم سلمة، حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت: بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، مضطجعة في خميصة، إذ حضت، فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، قال: «أنفست» قلت: نعم، فدعاني، فاضطجعت معه في الخميلة
أخرجه مسلم في الحيض باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد رقم 296
(خميصة) ثوب مربع من خز أو صوف.
(فانسللت) ذهبت في خفية.
(ثياب حيضتي) الثياب التي أعددتها لألبسها حالة الحيض.
(الخميلة) هي الخميصة أو هي ثوب له خمل وهدب
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا هِشَام ) هُوَ الدَّسْتُوَائِيّ.
قَوْله : ( عَنْ أَبِي سَلَمَة ) فِي رِوَايَة مُسْلِم حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَة أَخْرَجَهَا مِنْ طَرِيق مُعَاذ بْن هِشَام عَنْ أَبِيهِ.
قَوْله : ( مُضْطَجِعَة ) بِالرَّفْعِ وَيَجُوز النَّصْب.
قَوْله : ( فِي خَمِيصَة ) بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبِالصَّادِ الْمُهْمَلَة : كِسَاء أَسْوَد لَهُ أَعْلَام يَكُون مِنْ صُوف وَغَيْره وَلَمْ أَرَ فِي شَيْء مِنْ طُرُقه بِلَفْظِ خَمِيصَة إِلَّا فِي هَذِهِ الرِّوَايَة.
وَأَصْحَاب يَحْيَى ثُمَّ أَصْحَاب هِشَام كُلّهمْ قَالُوا خَمِيلَة بِاللَّامِ بَدَل الصَّاد , وَهُوَ مُوَافِق لِمَا فِي آخِر الْحَدِيث , قِيلَ : الْخَمِيلَة الْقَطِيفَة , وَقِيلَ الطُّنْفِسَة.
وَقَالَ الْخَلِيل : الْخَمِيلَة ثَوْب لَهُ خَمْل أَيْ هُدْب , وَعَلَى هَذَا لَا مُنَافَاة بَيْن الْخَمِيصَة وَالْخَمِيلَة فَكَأَنَّهَا كَانَتْ كِسَاء أَسْوَد لَهَا أَهْدَاب قَوْله : ( فَانْسَلَلْت ) بِلَامَيْنِ الْأُولَى مَفْتُوحَة وَالثَّانِيَة سَاكِنَة , أَيْ ذَهَبْت فِي خُفْيَة.
زَادَ الْمُصَنِّف مِنْ رِوَايَة شَيْبَانَ عَنْ يَحْيَى كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا " فَخَرَجْت مِنْهَا " أَيْ مِنْ الْخَمِيصَة قَالَ النَّوَوِيّ كَأَنَّهَا خَافَتْ وُصُول شَيْء مِنْ دَمهَا إِلَيْهِ , أَوْ خَافَتْ أَنْ يَطْلُب الِاسْتِمْتَاع بِهَا فَذَهَبَتْ لِتَتَأَهَّبَ لِذَلِكَ , أَوْ تَقَذَّرَتْ نَفْسهَا وَلَمْ تَرْضَهَا لِمُضَاجَعَتِهِ , فَلِذَلِكَ أَذِنَ لَهَا فِي الْعَوْد.
قَوْله : ( ثِيَاب حَيْضَتِي ) وَقَعَ فِي رِوَايَتنَا الْحَاء وَكَسْرهَا مَعًا , وَمَعْنَى الْفَتْح أَخَذْت ثِيَابِي الَّتِي أَلْبَسهَا زَمَن الْحَيْض ; لِأَنَّ الْحَيْضَة بِالْفَتْحِ هِيَ الْحَيْض.
وَمَعْنَى الْكَسْر أَخَذْت ثِيَابِي الَّتِي أَعْدَدْتهَا لِأَلْبَسهَا حَالَة الْحَيْض , وَجَزَمَ الْخَطَّابِيُّ بِرِوَايَةِ الْكَسْر وَرَجَّحَهَا النَّوَوِيّ , وَرَجَّحَ الْقُرْطُبِيّ رِوَايَة الْفَتْح لِوُرُودِهِ فِي بَعْض طُرُقه بِلَفْظِ حَيْضِي بِغَيْرِ تَاء.
قَوْله : ( أَنُفِسْت ) ؟ قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَصْل هَذِهِ الْكَلِمَة مِنْ النَّفْس وَهُوَ الدَّم , إِلَّا أَنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْن بِنَاء الْفِعْل مِنْ الْحَيْض وَالنِّفَاس , فَقَالُوا فِي الْحَيْض نَفِسَتْ بِفَتْحِ النُّون , وَفِي الْوِلَادَة بِضَمِّهَا.
اِنْتَهَى , وَهَذَا قَوْل كَثِير مِنْ أَهْل اللُّغَة , لَكِنْ حَكَى أَبُو حَاتِم عَنْ الْأَصْمَعِيّ قَالَ : يُقَال نُفِسَتْ الْمَرْأَة فِي الْحَيْض وَالْوِلَادَة , بِضَمِّ النُّون فِيهِمَا.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي رِوَايَتنَا بِالْوَجْهَيْنِ فَتْح النُّون وَضَمّهَا , وَفِي الْحَدِيث جَوَاز النَّوْم مَعَ الْحَائِض فِي ثِيَابهَا وَالِاضْطِجَاع مَعَهَا فِي لِحَاف وَاحِد , وَاسْتِحْبَاب اِتِّخَاذ الْمَرْأَة ثِيَابًا لِلْحَيْضِ غَيْر ثِيَابهَا الْمُعْتَادَة , وَقَدْ تَرْجَمَ الْمُصَنِّف عَلَى ذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي , وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى مُبَاشَرَتهَا فِي الْبَاب الَّذِي بَعْده.
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهَا قَالَتْ بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعَةٌ فِي خَمِيصَةٍ إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي قَالَ أَنُفِسْتِ قُلْتُ نَعَمْ فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ
عن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، كلانا جنب، 300- وكان يأمرني فأتزر، فيباشرني وأنا حائض، 301- وكان يخرج رأسه إلي...
عن عائشة، قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها " أمرها أن تتزر في فور حيضتها، ثم يباشرها، قالت: وأيكم يملك...
عن ميمونة، تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها، فاتزرت وهي حائض» ورواه سفيان عن الشيباني
عن أبي سعيد الخدري، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل...
عن عائشة، قالت: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج، فلما جئنا سرف طمثت، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: «ما يبكيك؟»...
عن عائشة أنها قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إني لا أطهر أفأدع الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:...
عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها قالت: سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصن...
عن عائشة، قالت: «كانت إحدانا تحيض، ثم تقترص الدم من ثوبها عند طهرها، فتغسله وتنضح على سائره، ثم تصلي فيه»
عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم»، فربما وضعت الطست تحتها من الدم، وزعم أن عائشة رأت ماء العصفر، فقالت:...