622- عن عائشة، وعن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ح وحدثني يوسف بن عيسى المروزي، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم»
أخرجه مسلم في الصيام باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل.
.
رقم 1092
(بليل) أي قبل أن يطلع الفجر.
(فكلوا واشربوا) استمروا في الأكل والشرب إذا كنتم تتسحرون
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنِي إِسْحَاق ) لَمْ أَرَهُ مَنْسُوبًا , وَتَرَدَّدَ فِيهِ الْجَيَّانِيُّ , وَهُوَ عِنْدِي اِبْن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِيُّ الْمَعْرُوف بِابْنِ رَاهْوَيْهِ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْمِزِّيُّ , وَيَدُلُّ عَلَيْهِ تَعْبِيره بِقَوْلِهِ " أَخْبَرَنَا " فَإِنَّهُ لَا يَقُول قَطُّ حَدَّثَنَا بِخِلَافِ إِسْحَاق اِبْن مَنْصُور وَإِسْحَاق بْن نَصْرٍ , وَأَمَّا مَا وَقَعَ بِخَطِّ الدِّمْيَاطِيِّ أَنَّهُ الْوَاسِطِيُّ ثُمَّ فَسَّرَهُ بِأَنَّهُ اِبْن شَاهِينَ فَلَيْسَ بِصَوَابٍ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ لَهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ شَيْء , لِأَنَّ أَبَا أُسَامَة كُوفِيٌّ وَلَيْسَ فِي شُيُوخ اِبْن شَاهِينَ أَحَدٌ مِنْ أَهْل الْكُوفَة.
قَوْله : ( قَالَ عُبَيْدُ اللَّه حَدَّثَنَا ) فَاعِلُ قَالَ أَبُو أُسَامَة , وَعُبَيْدُ اللَّهِ قَائِلُ حَدَّثَنَا , فَالتَّقْدِير حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّه.
قَوْله : ( عَنْ نَافِع ) هُوَ مَعْطُوف عَلَى " عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد ".
وَالْحَاصِل أَنَّهُ أَخْرَجَ الْحَدِيث عَنْ عُبَيْدِ اللَّه بْن عُمَر مِنْ وَجْهَيْنِ : الْأَوَّل ذَكَرَ لَهُ فِيهِ إِسْنَاد بْن نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر وَالْقَاسِم عَنْ عَائِشَة , وَأَمَّا الثَّانِي فَاقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى الْإِسْنَاد الثَّانِي.
قَوْله : ( حَتَّى يُؤَذِّن ) فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ " حَتَّى يُنَادِيَ " , وَقَدْ أَوْرَدَهُ فِي الصِّيَام بِلَفْظِ " يُؤَذِّن " وَزَادَ فِي آخِرِهِ " فَإِنَّهُ لَا يُؤَذِّن حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْر " قَالَ الْقَاسِم : لَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَذَانَيْهِمَا إِلَّا أَنْ يَرْقَى ذَا وَيَنْزِلَ ذَا , وَفِي هَذَا تَقْيِيدٌ لِمَا أُطْلِقَ فِي الرِّوَايَات الْأُخْرَى مِنْ قَوْله " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ " , وَلَا يُقَالُ إِنَّهُ مُرْسَلٌ لِأَنَّ الْقَاسِمَ تَابِعِيٌّ فَلَمْ يُدْرِكْ الْقِصَّةَ الْمَذْكُورَةَ , لِأَنَّهُ ثَبَتَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ مِنْ رِوَايَة حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ , وَعِنْدَ الطَّحَاوِيِّ مِنْ رِوَايَة يَحْيَى الْقَطَّانِ كِلَاهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّه بْن عُمَر عَنْ الْقَاسِم عَنْ عَائِشَة فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَتْ " وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَصْعَدَ هَذَا " وَعَلَى هَذَا فَمَعْنَى قَوْله فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ " قَالَ الْقَاسِم " أَيْ فِي رِوَايَته عَنْ عَائِشَة.
وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي رِوَايَة اِبْنِ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّه بْن عُمَر عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر مِثْلَ هَذِهِ الزِّيَادَة , وَفِيهَا نَظَرٌ أَوْضَحْته فِي كِتَاب " الْمُدْرَجِ " وَثَبَتَتْ الزِّيَادَة أَيْضًا فِي حَدِيث أُنَيْسَةَ الَّذِي تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَيْهِ , وَفِيهِ حُجَّةٌ لِمَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْوَقْتَ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ الْأَذَانُ قَبْلَ الْفَجْرِ هُوَ وَقْتُ السُّحُورِ , وَهُوَ أَحَدُ الْأَوْجُه فِي الْمَذْهَب وَاخْتَارَهُ السُّبْكِيُّ فِي شَرْحِ الْمِنْهَاج وَحَكَى تَصْحِيحه عَنْ الْقَاضِي حُسَيْن وَالْمُتَوَلِّي وَقَطَعَ بِهِ الْبَغَوِيُّ , وَكَلَام اِبْن دَقِيق الْعِيد يُشْعِرُ بِهِ , فَإِنَّهُ قَالَ بَعْدَ أَنْ حَكَاهُ : يُرَجَّحُ هَذَا بِأَنَّ قَوْلَهُ " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ " خَبَر يَتَعَلَّق بِهِ فَائِدَة لِلسَّامِعِينَ قَطْعًا , وَذَلِكَ إِذَا كَانَ وَقْت الْأَذَان مُشْتَبَهًا مُحْتَمَلًا لِأَنْ يَكُون عِنْدَ طُلُوع الْفَجْر فَبَيَّنَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَع الْأَكْل وَالشُّرْب بَلْ الَّذِي يَمْنَعهُ طُلُوع الْفَجْر الصَّادِق , قَالَ : وَهَذَا يَدُلّ عَلَى تَقَارُبِ وَقْت أَذَان بِلَال مِنْ الْفَجْر.
اِنْتَهَى.
وَيُقَوِّيهِ أَيْضًا مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّ الْحِكْمَةَ فِي مَشْرُوعِيَّته التَّأَهُّبُ لِإِدْرَاكِ الصُّبْح فِي أَوَّل وَقْتهَا , وَصَحَّحَ النَّوَوِيّ فِي أَكْثَرِ كُتُبِهِ أَنَّ مَبْدَأَهُ مِنْ نِصْف اللَّيْل الثَّانِي , وَأَجَابَ عَنْ الْحَدِيث فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ فَقَالَ : قَالَ الْعُلَمَاء مَعْنَاهُ أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّن وَيَتَرَبَّصُ بَعْدَ أَذَانه لِلدُّعَاءِ وَنَحْوِهِ , فَإِذَا قَارَبَ طُلُوع الْفَجْر نَزَلَ فَأَخْبَرَ اِبْن أُمّ مَكْتُوم فَيَتَأَهَّب بِالطَّهَارَةِ وَغَيْرِهَا ثُمَّ يَرْقَى وَيَشْرَع فِي الْأَذَان مَعَ أَوَّل طُلُوع الْفَجْر.
وَهَذَا - مَعَ وُضُوحِ مُخَالَفَتِهِ لِسِيَاقِ الْحَدِيث - يَحْتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ خَاصٍّ لِمَا صَحَّحَهُ حَتَّى يَسُوغَ لَهُ التَّأْوِيلُ.
وَوَرَاءَ ذَلِكَ أَقْوَالٌ أُخْرَى مَعْرُوفَةٌ فِي الْفِقْهِيَّاتِ.
وَاحْتَجَّ الطَّحَاوِيُّ لِعَدَمِ مَشْرُوعِيَّة الْأَذَان قَبْلَ الْفَجْر بِقَوْلِهِ : لَمَّا كَانَ بَيْنَ أَذَانَيْهِمَا مِنْ الْقُرْب مَا ذُكِرَ فِي حَدِيث عَائِشَة ثَبَتَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقْصِدَانِ وَقْتًا وَاحِدًا وَهُوَ طُلُوع الْفَجْر فَيُخْطِئُهُ بِلَال وَيُصِيبُهُ اِبْن أُمّ مَكْتُوم.
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا أَقَرَّهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنًا وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ , وَلَوْ كَانَ كَمَا اِدَّعَى لَكَانَ وُقُوعُ ذَلِكَ مِنْهُ نَادِرًا.
وَظَاهِر حَدِيث اِبْن عُمَر يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ شَأْنُهُ وَعَادَتُهُ , وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ح و حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
عن عبد الله بن مغفل المزني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بين كل أذانين صلاة، ثلاثا لمن شاء»
عن أنس بن مالك، قال: «كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري، حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهم كذلك، يصلون...
عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام، فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، بعد أن يستبين الفجر،...
عن عبد الله بن مغفل، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة»، ثم قال في الثالثة: «لمن شاء»
عن مالك بن الحويرث، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رفيقا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا، قال: «ارجعوا ف...
عن أبي ذر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن، فقال له: «أبرد»، ثم أراد أن يؤذن، فقال له: «أبرد»، ثم أراد أن يؤذن، فقال...
عن مالك بن الحويرث، قال: أتى رجلان النبي صلى الله عليه وسلم يريدان السفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أنتما خرجتما، فأذنا، ثم أقيما، ثم ليؤمك...
عن مالك، أتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يوما وليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا، فلما ظن أ...
عن نافع، قال: أذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان، ثم قال: صلوا في رحالكم، فأخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول على إثره:...