995- عن أنس بن سيرين، قال: قلت لابن عمر: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة، فقال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة، ويصلي الركعتين قبل صلاة الغداة، وكأن الأذان بأذنيه» قال حماد: أي سرعة
(صلاة الغداة) صلاة الصبح.
(الأذان بأذنيه) أي يسرع بركعتين سنة الفجر إسراع من يسمع إقامة الصلاة ويريد أن يدركها
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( أَرَأَيْت ) أَيْ أَخْبِرْنِي.
قَوْله : ( نُطِيل ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِنُونِ الْجَمْع , ولِلكُشْمِيهَنِيِّ أُطِيل بِالْإِفْرَادِ , وَجَوَّزَ الْكَرْمَانِيُّ فِي " أُطِيل " أَنْ يَكُون بِلَفْظِ مَجْهُول الْمَاضِي وَمَعْرُوف الْمُضَارِع , وَفِي الْأَوَّل بُعْد.
قَوْله : ( كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى ) اِسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى فَضْل الْفَصْل لِكَوْنِهِ أَمَرَ بِذَلِكَ وَفَعَلَهُ , وَأَمَّا الْوَصْل فَوَرَدَ مِنْ فِعْله فَقَطْ.
قَوْله : ( وَيُوتِر بِرَكْعَةٍ ) لَمْ يُعَيِّن وَقْتهَا , وَبَيَّنَتْ عَائِشَة أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ فِي جَمِيع أَجْزَاء اللَّيْل , وَالسَّبَب فِي ذَلِكَ مَا سَيُذْكَرُ فِي الْبَاب الَّذِي بَعْده.
قَوْله : ( وَكَأَنَّ ) بِتَشْدِيدِ النُّون.
قَوْله : ( بِأُذُنَيْهِ ) أَيْ لِقُرْبِ صَلَاته مِنْ الْأَذَان , وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا الْإِقَامَة , فَالْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ يُسْرِع بِرَكْعَتَيْ الْفَجْر إِسْرَاع مَنْ يَسْمَع إِقَامَة الصَّلَاة خَشْيَة فَوَات أَوَّل الْوَقْت , وَمُقْتَضَى ذَلِكَ تَخْفِيف الْقِرَاءَة فِيهِمَا , فَيَحْصُل بِهِ الْجَوَاب عَنْ سُؤَال أَنَس بْن سِيرِينَ عَنْ قَدْر الْقِرَاءَة فِيهِمَا.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُسْلِم " أَنَّ أَنَسًا قَالَ لِابْنِ عُمَر : إِنِّي لَسْت عَنْ هَذَا أَسْأَلك , قَالَ : إِنَّك لَضَخْم أَلَا تَدَعنِي أَسْتَقْرِئ لَك " الْحَدِيث.
وَيُسْتَفَاد مِنْ هَذَا جَوَاب السَّائِل بِأَكْثَر مِمَّا سَأَلَ عَنْهُ إِذَا كَانَ مِمَّا يَحْتَاج إِلَيْهِ , وَمِنْ قَوْله " إِنَّك لَضَخْم " أَنَّ السَّمِين فِي الْغَالِب يَكُون قَلِيل الْفَهْم.
قَوْله : ( قَالَ حَمَّاد ) أَيْ اِبْن زَيْد الرَّاوِي , وَهُوَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور.
قَوْله : ( بِسُرْعَةٍ ) كَذَا لِأَبِي ذَرّ وَأَبِي الْوَقْت وَابْن شَبُّويَةَ , وَلِغَيْرِهِمْ " سُرْعَة " بِغَيْرِ مُوَحَّدَة , وَهُوَ تَفْسِير مِنْ الرَّاوِي لِقَوْلِهِ " كَانَ الْأَذَان بِأُذُنَيْهِ " وَهُوَ مُوَافِق لِمَا تَقَدَّمَ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ أُطِيلُ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ فَقَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَكَأَنَّ الْأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ قَالَ حَمَّادٌ أَيْ سُرْعَةً
عن عائشة، قالت: «كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهى وتره إلى السحر»
عن عائشة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني، فأوترت»
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا»
عن سعيد بن يسار، أنه قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة، فقال سعيد: فلما خشيت الصبح نزلت، فأوترت، ثم لحقته، فقال عبد الله بن عمر: أين كنت؟ فقل...
عن ابن عمر، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته، حيث توجهت به يومئ إيماء صلاة الليل، إلا الفرائض ويوتر على راحلته»
عن أنس بن مالك: أقنت النبي صلى الله عليه وسلم في الصبح؟ قال: نعم، فقيل له: أوقنت قبل الركوع؟ قال: «بعد الركوع يسيرا»
عن عاصم، قال: سألت أنس بن مالك عن القنوت، فقال: قد كان القنوت قلت: قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله، قال: فإن فلانا أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع، فقال:...
عن أنس بن مالك، قال: «قنت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على رعل وذكوان»
عن أنس بن مالك، قال: «كان القنوت في المغرب والفجر»