1775- عن مجاهد، قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعة " ثم قال له: " كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعا، إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه " 1776 - قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة، فقال عروة يا أماه: يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول: أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟: قال: يقول: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات، إحداهن في رجب»، قالت: «يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عمرة، إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط»
أخرجه مسلم في الحج باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهن رقم 1255
(حجرة) غرفة وهي في الأصل ما يحجر عليه من الأرض بحائط ونحوه.
(المسجد) أي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
(بدعة) البدعة هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومراد ابن عمر رضي الله عنه أن اجتماع الناس في المسجد على صلاة الضحى بدعة لا صلاة الضحى نفسها فإنها سنة.
(استنان عائشة) أي صوت سواكها وهي تتسوك به.
(يا أماه) سماها أمه وهي في الحقيقة خالته لأن الخالة بمنزلة الأم أو باعتبارها أم المؤمنين.
(شاهده) حاضر معه تعني في ذلك المبالغة في نسبة النسيان إلى ابن عمر رضي الله عنهما
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا جَرِير ) هُوَ اِبْن عَبْد الْحَمِيد , وَمَنْصُور هُوَ اِبْن الْمُعْتَمِر.
قَوْله : ( الْمَسْجِد ) يَعْنِي مَسْجِد الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة.
قَوْله : ( جَالِس إِلَى حُجْرَة عَائِشَة ) فِي رِوَايَة مُفَضَّل عَنْ مَنْصُور عِنْد أَحْمَد " فَإِذَا اِبْن عُمَر مُسْتَنِد إِلَى حُجْرَة عَائِشَة ".
قَوْله : ( وَإِذَا أُنَاس ) ) فِي رِوَايَة الكُشْمِيهَنِيّ " فَإِذَا نَاس " بِغَيْرِ أَلْف.
قَوْله : ( فَقَالَ بِدْعَة ) تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ وَالْبَحْث فِيهِ فِي أَبْوَاب التَّطَوُّع.
قَوْله : ( ثُمَّ قَالَ لَهُ ) يَعْنِي عُرْوَة , وَصَرَّحَ بِهِ مُسْلِم فِي رِوَايَته عَنْ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ عَنْ جَرِير.
قَوْله : ( قَالَ أَرْبَع ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِأَبِي ذَرّ " قَالَ أَرْبَعًا " أَيْ اِعْتَمَرَ أَرْبَعًا.
قَالَ اِبْن مَالِك : الْأَكْثَر فِي جَوَاب الِاسْتِفْهَام مُطَابَقَة اللَّفْظ وَالْمَعْنَى , وَقَدْ يُكْتَفَى بِالْمَعْنَى , فَمِنْ الْأَوَّل قَوْله تَعَالَى ( قَالَ هِيَ عَصَايَ ) فِي جَوَاب ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِك يَا مُوسَى ) وَمِنْ الثَّانِي قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " أَرْبَعِينَ " فِي جَوَاب قَوْلهمْ " كَمْ يَلْبَث " فَأَضْمَرَ يَلْبَث وَنَصَبَ بِهِ أَرْبَعِينَ , وَلَوْ قَصَدَ تَكْمِيل الْمُطَابَقَة لَقَالَ أَرْبَعُونَ , لِأَنَّ الِاسْم الْمُسْتَفْهَم بِهِ فِي مَوْضِع الرَّفْع , فَظَهَرَ بِهَذَا أَنَّ النَّصْب وَالرَّفْع جَائِزَانِ فِي مِثْل قَوْله أَرْبَع , إِلَّا أَنَّ النَّصْب أَقْيَس وَأَكْثَر نَظَائِرَ.
قَوْله : ( إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَب ) كَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَة مَنْصُور عَنْ مُجَاهِد , وَخَالَفَهُ أَبُو إِسْحَاق فَرَوَاهُ عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عُمَر , قَالَ " اِعْتَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَة فَقَالَتْ : اِعْتَمَرَ أَرْبَع عُمَر " أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ فَاخْتَلَفَا , جَعَلَ مَنْصُور الِاخْتِلَاف فِي شَهْر الْعُمْرَة وَأَبُو إِسْحَاق الِاخْتِلَاف فِي عَدَد الِاعْتِمَار , وَيُمْكِن تَعَدُّد السُّؤَال بِأَنْ يَكُون اِبْن عُمَر سُئِلَ أَوَّلًا عَنْ الْعَدَد فَأَجَابَ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ عَائِشَة فَرَجَعَ إِلَيْهَا , فَسُئِلَ مَرَّة ثَانِيَة فَأَجَابَ بِمُوَافَقَتِهَا ثُمَّ سُئِلَ عَنْ الشَّهْر فَأَجَابَ بِمَا فِي ظَنِّهِ.
وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَد مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش عَنْ مُجَاهِد قَالَ " سَأَلَ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر اِبْن عُمَر فِي أَيّ شَهْرٍ اِعْتَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : فِي رَجَب ".
قَوْله : ( فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدّ عَلَيْهِ ) زَادَ إِسْحَاق فِي رِوَايَته " وَنُكَذِّبَهُ ".
قَوْله : ( وَسَمِعْنَا اِسْتِنَان عَائِشَة ) أَيْ حِسّ مُرُور السِّوَاك عَلَى أَسْنَانهَا , وَفِي رِوَايَة عَطَاء عَنْ عُرْوَة عِنْد مُسْلِم " وَإِنَّا لَنَسْمَع ضَرْبهَا بِالسِّوَاكِ تَسْتَنّ ".
قَوْله : ( عُمُرَات ) ) يَجُوز فِي مِيمهَا الْحَرَكَات الثَّلَاث.
قَوْله : ( يَا أُمَّاه ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِسُكُونِ الْهَاء , وَلِأَبِي ذَرّ " يَا أُمّه " بِسُكُونِ الْهَاء أَيْضًا بِغَيْرِ أَلِف , وَقَوْل عُرْوَة لِهَذَا بِالْمَعْنَى الْأَخَصّ لِكَوْنِهَا خَالَته وَبِالْمَعْنَى الْأَعَمّ لِكَوْنِهَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ.
قَوْله : ( يَرْحَم اللَّه أَبَا عَبْد الرَّحْمَن ) هُوَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر ذَكَرَتْهُ بِكُنْيَتِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَدَعَتْ لَهُ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ نَسِيَ , وَقَوْله : ( وَمَا اِعْتَمَرَ ) أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( عُمْرَة إِلَّا وَهُوَ ) أَيْ اِبْن عُمَر ( شَاهِده ) أَيْ حَاضِر مَعَهُ , وَقَالَتْ ذَلِكَ مُبَالَغَة فِي نِسْبَته إِلَى النِّسْيَان , وَلَمْ تُنْكِر عَائِشَة عَلَى اِبْن عُمَر إِلَّا قَوْله إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَب.
قَوْله : ( وَمَا اِعْتَمَرَ فِي رَجَب قَطّ ) زَادَ عَطَاء عَنْ عُرْوَة عِنْد مُسْلِم فِي آخِره " قَالَ وَابْن عُمَر يَسْمَع , فَمَا قَالَ لَا وَلَا نَعَمْ , سَكَتَ ".
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَالِسٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَإِذَا نَاسٌ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ صَلَاةَ الضُّحَى قَالَ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صَلَاتِهِمْ فَقَالَ بِدْعَةٌ ثُمَّ قَالَ لَهُ كَمْ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعًا إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ قَالَ وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحُجْرَةِ فَقَالَ عُرْوَةُ يَا أُمَّاهُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ مَا يَقُولُ قَالَ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ قَالَتْ يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا اعْتَمَرَ عُمْرَةً إِلَّا وَهُوَ شَاهِدُهُ وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ
عن عروة بن الزبير، قال: سألت عائشة رضي الله عنها، قالت: «ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب»
عن قتادة، سألت أنسا رضي الله عنه، «كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: " أربع: عمرة الحديبية في ذي القعدة حيث صده المشركون، وعمرة من العام المقبل...
عن قتادة، قال: سألت أنسا رضي الله عنه، فقال: «اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث ردوه، ومن القابل عمرة الحديبية، وعمرة في ذي القعدة، وعمرة مع حجته»،...
عن أبي إسحاق، قال: سألت مسروقا، وعطاء، ومجاهدا، فقالوا: «اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة قبل أن يحج» وقال: سمعت البراء بن عازب رضي الل...
عن عطاء، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما، يخبرنا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار، - سماها ابن عباس فنسيت اسمها -: «ما منعك...
عن عائشة رضي الله عنها، خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين لهلال ذي الحجة، فقال لنا: «من أحب منكم أن يهل بالحج فليهل، ومن أحب أن يهل بعمرة،...
عن عمرو، سمع عمرو بن أوس، أن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم «أمره أن يردف عائشة، ويعمرها من التنعيم»، " قال...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل وأصحابه بالحج، وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم، وطلحة، وكان علي...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين لهلال ذي الحجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أحب أن يهل بعمرة فل...