3768- عن أمية بن مخشي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: «ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء ما في بطنه» قال أبو داود: «جابر بن صبح جد سليمان بن حرب من قبل أمه»
إسناده حسن في الشواهد، المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي تفرد بالرواية عنه جابر بن صبح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكن يشهد لحديثه حديث عائشة السالف قبله، وحديث ابن مسعود المشار إليه هناك.
وقد صحح الحديث الحاكم ٤/ ١٠٨ - ١٠٩ وسكت عنه الذهبي!
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٦٧٢٥) و (١٠٠٤١) من طريق جابر بن صبح، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٨٩٦٣).
وانظر الأحاديث الثلاثة السالفة قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَخْبَرَنَا جَابِر بْن صُبْح ) : بِضَمِّ الصَّاد وَسُكُون الْمُوَحَّدَة ( عَنْ عَمّه أُمَيَّة ) : بِالتَّصْغِيرِ ( بْن مَخْشِيّ ) : بِفَتْحِ الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكَسْر الشِّين الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْيَاء ( إِلَّا لُقْمَة ) : بِالرَّفْعِ عَلَى الْفَاعِلِيَّة ( إِلَى فِيهِ ) : أَيْ إِلَى فَمه ( فَضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : أَيْ تَعَجُّبًا لِمَا كُشِفَ لَهُ ذَلِكَ ( اسْتَقَاءَ ) : أَيْ الشَّيْطَانُ ( مَا فِي بَطْنه ) : أَيْ مِمَّا أَكَلَهُ , وَالِاسْتِقَاء اِسْتِفْعَال مِنْ الْقَيْء بِمَعْنَى الِاسْتِفْرَاغ وَهُوَ مَحْمُول عَلَى الْحَقِيقَة , أَوْ الْمُرَاد الْبَرَكَة الذَّاهِبَة بِتَرْكِ التَّسْمِيَة كَأَنَّهَا كَانَتْ فِي جَوْف الشَّيْطَان أَمَانَة فَلَمَّا سَمَّى رَجَعَتْ إِلَى الطَّعَام.
قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : أَيْ صَارَ مَا كَانَ لَهُ وَبَالًا عَلَيْهِ مُسْتَلَبًا عَنْهُ بِالتَّسْمِيَةِ.
قَالَ الطِّيبِيُّ : وَهَذَا التَّأْوِيل مَحْمُول عَلَى مَا لَهُ حَظّ مِنْ تَطْيِير الْبَرَكَة مِنْ الطَّعَام.
وَأَحَادِيث الْبَاب تَدُلّ عَلَى مَشْرُوعِيَّة التَّسْمِيَة لِلْأَكْلِ وَأَنَّ النَّاسِيَ يَقُول فِي أَثْنَائِهِ بِسْمِ اللَّه أَوَّله وَآخِره قَالَ فِي الْهَدْي : وَالصَّحِيح وُجُوب التَّسْمِيَة عِنْد الْأَكْل وَهُوَ أَحَد الْوَجْهَيْنِ لِأَصْحَابِ أَحْمَد , وَأَحَادِيث الْأَمْر بِهَا صَحِيحَة صَرِيحَة لَا مُعَارِض لَهَا وَلَا إِجْمَاع يُسَوِّغ مُخَالَفَتهَا وَيُخْرِجهَا عَنْ ظَاهِرهَا , وَتَارِكهَا يُشْرِكهُ الشَّيْطَان فِي طَعَامه وَشَرَابه اِنْتَهَى.
قَالَ فِي النَّيْل : وَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف مِنْ الْمُحَدِّثِينَ وَغَيْرهمْ أَنَّ أَكْل الشَّيْطَان مَحْمُول عَلَى ظَاهِره , وَأَنَّ لِلشَّيْطَانِ يَدَيْنِ وَرِجْلَيْنِ , وَفِيهِمْ ذَكَر وَأُنْثَى , وَأَنَّهُ يَأْكُل حَقِيقَة إِذَا لَمْ يُدْفَع , وَقِيلَ إِنَّ أَكْلهمْ عَلَى الْمَجَاز وَالِاسْتِعَارَة.
وَقِيلَ إِنَّ أَكْلهمْ شَمٌّ وَاسْتِرْوَاح , وَلَا مُلْجِئَ إِلَى شَيْء مِنْ ذَلِكَ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّ الشَّيْطَان يَأْكُل بِشِمَالِهِ وَيَشْرَب بِشِمَالِهِ.
وَرُوِيَ عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه أَنَّهُ قَالَ الشَّيَاطِين أَجْنَاس , فَخَالِص الْجِنّ لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ وَلَا يَتَنَاكَحُونَ وَهُمْ رِيح , وَمِنْهُمْ جِنْس يَفْعَلُونَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيَتَوَالَدُونَ وَهُمْ السَّعَالِي وَالْغِيلَان وَنَحْوهمْ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ , وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ لَمْ يُسْنِد أُمَيَّة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْر هَذَا الْحَدِيث , تَفَرَّدَ بِهِ جَابِر بْن الصُّبْح عَنْ الْمُثَنَّى بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخُزَاعِيّ عَنْ جَدّه أُمَيَّة.
هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَالَ يَحْيَى بْن مَعِين : جَابِر بْن صُبْح ثِقَة , وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيُّ : وَلَا أَعْلَمُ رَوَى إِلَّا هَذَا الْحَدِيث.
وَقَالَ أَبُو عُمَر النَّمَرِيّ : لَهُ حَدِيث وَاحِد فِي التَّسْمِيَة عَلَى الْأَكْل.
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ عَنْ عَمِّهِ أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِيٍّ وَكَانَ مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يَأْكُلُ فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلَّا لُقْمَةٌ فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ قَالَ أَبُو دَاوُد جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ جَدُّ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ
عن علي بن الأقمر، قال: سمعت أبا جحيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا آكل متكئا»
عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، قال: «ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط، ولا يطأ عقبه رجلان»
عن مصعب بن سليم، قال: سمعت أنسا، يقول: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم فرجعت إليه فوجدته «يأكل تمرا وهو مقع»
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها»
عن عبد الله بن بسر، قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال، فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة - يعني وقد ثرد...
عن سالم، عن أبيه، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين: عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه "، قال أب...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله»
عن عمر بن أبي سلمة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادن بني فسم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه من صنيع الأعاجم، وانهسوه فإنه أهنأ وأمرأ» قال أبو داود:...