2008- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان: «من قامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عَنْ اِبْن شِهَاب ) فِي رِوَايَة اِبْن الْقَاسِم عِنْد النَّسَائِيِّ " عَنْ مَالِك حَدَّثَنِي اِبْن شِهَاب ".
قَوْله : ( أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَة ) كَذَا رَوَاهُ عَقِيلٌ وَتَابَعَهُ يُونُس وَشُعَيْب وَابْن أَبِي ذِئْب وَمَعْمَر وَغَيْرهمْ , وَخَالَفَهُ مَالِك فَقَالَ " عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ حُمَيْدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن " بَدَلَ أَبِي سَلَمَة , وَقَدْ صَحَّ الطَّرِيقَانِ عِنْد الْبُخَارِيّ فَأَخْرَجَهُمَا عَلَى الْوِلَاءِ , وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق جُوَيْرِيَةَ بْن أَسْمَاءَ عَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْهُمَا جَمِيعًا.
وَقَدْر ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الِاخْتِلَافَ فِيهِ وَصَحَّحَ الطَّرِيقَيْنِ , وَحَكَى أَنَّ أَبَا هَمَّام رَوَاهُ عَنْ اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ فَخَالَفَ الْجَمَاعَةَ فَقَالَ " عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " وَخَالَفَهُ أَصْحَاب سُفْيَان فَقَالُوا " عَنْ أَبِي سَلَمَة " وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن أَبِي شِهَاب عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ مُرْسَلًا.
قَوْله : ( يَقُولُ لِرَمَضَانَ ) أَيْ لِفَضْلِ رَمَضَانَ أَوْ لِأَجْلِ رَمَضَان , وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون اللَّامُ بِمَعْنَى عَنْ أَيْ يَقُول عَنْ رَمَضَانَ.
قَوْله : ( إِيمَانًا ) أَيْ تَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللَّه بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ ( وَاحْتِسَابًا ) أَيْ طَلَبًا لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آخَر مِنْ رِيَاء أَوْ نَحْوه.
قَوْله : ( غُفِرَ لَهُ ) ظَاهِرُهُ يَتَنَاوَلُ الصَّغَائِرَ وَالْكَبَائِرَ , وَبِهِ جَزَمَ اِبْن الْمُنْذِر.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ : الْمَعْرُوفُ أَنَّهُ يَخْتَصُّ بِالصَّغَائِرِ , وَبِهِ جَزَمَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَعَزَاهُ عِيَاضٌ لِأَهْلِ السُّنَّةِ , قَالَ بَعْضهمْ : وَيَجُوزُ أَنْ يُخَفِّف مِنْ الْكَبَائِر إِذَا لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً.
قَوْله : ( مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه ) زَادَ قُتَيْبَةُ عَنْ سُفْيَان عِنْد النَّسَائِيِّ " وَمَا تَأَخَّرَ " وَكَذَا زَادَهَا حَامِد بْن يَحْيَى عِنْد قَاسِم بْن أَصْبَغَ وَالْحُسَيْن بْن الْحَسَن الْمَرْوَزِيُّ فِي " كِتَاب الصِّيَام " لَهُ وَهِشَام بْن عَمَّار فِي الْجُزْء الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ فَوَائِدِهِ , وَيُوسُف بْن يَعْقُوب النَّجَاحِيّ فِي فَوَائِده كُلّهمْ عَنْ اِبْن عُيَيْنَةَ.
وَوَرَدَتْ هَذِهِ الزِّيَادَة مِنْ طَرِيق أَبِي سَلَمَة مِنْ وَجْهٍ آخَر أَخْرَجَهَا أَحْمَد مِنْ طَرِيق حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَعَنْ ثَابِت عَنْ الْحَسَن كِلَاهُمَا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَوَقَعَتْ هَذِهِ الزِّيَادَة مِنْ رِوَايَة مَالِكٍ نَفْسِهِ أَخْرَجَهَا أَبُو عَبْد اللَّه الْجُرْجَانِيّ فِي أَمَالِيهِ مِنْ طَرِيق بَحْر بْن نَصْر عَنْ اِبْن وَهْبٍ عَنْ مَالِك وَيُونُس عَنْ الزُّهْرِيِّ وَلَمْ يُتَابِعْ بَحْرَ بْن نَصْرٍ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَاب اِبْن وَهْبٍ وَلَا مِنْ أَصْحَاب مَالِك وَلَا يُونُس سِوَى مَا قَدَّمْنَاهُ , وَقَدْ وَرَدَ فِي غُفْرَانِ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ مِنْ الذُّنُوب عِدَّةُ أَحَادِيثَ جَمَعْتهَا فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ , وَقَدْ اُسْتُشْكِلَتْ هَذِهِ الزِّيَادَة مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمَغْفِرَةَ تَسْتَدْعِي سَبْقَ شَيْءٍ يُغْفَرُ وَالْمُتَأَخِّرُ مِنْ الذُّنُوب لَمْ يَأْتِ فَكَيْفَ يُغْفَرُ , وَالْجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ يَأْتِي فِي قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِكَايَةً عَنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ فِي أَهْل بَدْرٍ " اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ " وَمُحَصَّلُ الْجَوَاب أَنَّهُ قِيلَ إِنَّهُ كِنَايَةٌ عَنْ حِفْظِهِمْ مِنْ الْكَبَائِر فَلَا تَقَعُ مِنْهُمْ كَبِيرَة بَعْد ذَلِكَ , وَقِيلَ إِنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ ذُنُوبَهُمْ تَقَع مَغْفُورَةً , وَبِهَذَا أَجَابَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ الْمَاوَرْدِيُّ فِي الْكَلَام عَلَى حَدِيث صِيَام عَرَفَة وَأَنَّهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ سَنَةً مَاضِيَةً وَسَنَةً آتِيَةً.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِرَمَضَانَ مَنْ قَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله...
عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي...
عن عائشة رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم -: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى وذلك في رمضان»
عن عروة، أن عائشة رضي الله عنها، أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا،...
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة رضي الله عنها، كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا...
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:...
عن أبي سلمة، قال: سألت أبا سعيد، وكان لي صديقا فقال: اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا، وقال: «إني أر...
عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان»