2692- عن أم كلثوم بنت عقبة، قال: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا، أو يقول خيرا»
أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب تحريم الكذب وبيان المباح منه رقم 2605.
(فينمي خيرا) من نمى الحديث إذا رفعه وبلغه
على وجه الإصلاح وطلب الخير
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عَنْ صَالِح ) هُوَ اِبْن كَيْسَانَ , وَالْإِسْنَاد كُلّه مَدَنِيُّونَ , وَفِيهِ ثَلَاثَة مِنْ التَّابِعِينَ فِي نَسَق , وَأُمّ كُلْثُوم بِنْت عُقْبَةَ أَيْ اِبْن أَبِي مُعَيْطٍ الْأُمَوِيَّة.
قَوْله : ( فَيَنْمِي ) بِفَتْحِ أَوَّله وَكَسْر الْمِيم أَيْ يُبَلِّغ , تَقُول نَمَيْت الْحَدِيث أَنْمِيهِ إِذَا بَلَّغْته عَلَى وَجْه الْإِصْلَاح وَطَلَب الْخَيْر , فَإِذَا بَلَّغْته عَلَى وَجْه الْإِفْسَاد وَالنَّمِيمَة قُلْت نَمَّيْته بِالتَّشْدِيدِ كَذَا قَالَهُ الْجُمْهُور , وَادَّعَى الْحَرْبِيّ أَنَّهُ لَا يُقَال إِلَّا نَمَّيْته بِالتَّشْدِيدِ , قَالَ : وَلَوْ كَانَ يَنْمِي بِالتَّخْفِيفِ لَلَزِمَ أَنْ يَقُول خَيْر بِالرَّفْعِ , وَتَعَقَّبَهُ اِبْن الْأَثِير بِأَنَّ " خَيْرًا " اِنْتَصَبَ بِيَنَمِي كَمَا يَنْتَصِب بِقَالَ , وَهُوَ وَاضِح جِدًّا يُسْتَغْرَب مِنْ خَفَاء مِثْله عَلَى الْحَرْبِيّ.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة " الْمُوَطَّأ " يُنْمِي بِضَمِّ أَوَّله , وَحَكَى اِبْن قُرْقُول عَنْ رِوَايَة اِبْن الدَّبَّاغ بِضَمِّ أَوَّله وَبِالْهَاءِ بَدَل الْمِيم قَالَ : وَهُوَ تَصْحِيف , وَيُمْكِن تَخْرِيجه عَلَى مَعْنَى يُوصِل تَقُول : أَنْهَيْت إِلَيْهِ كَذَا إِذَا أَوْصَلْته.
قَوْله : ( أَوْ يَقُول خَيْرًا ) هُوَ شَكّ مِنْ الرَّاوِي , قَالَ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد هُنَا أَنَّهُ يُخْبِر بِمَا عَلِمَهُ مِنْ الْخَيْر وَيَسْكُت عَمَّا عَلِمَهُ مِنْ الشَّرّ وَلَا يَكُون ذَلِكَ كَذِبًا لِأَنَّ الْكَذِب الْإِخْبَار بِالشَّيْءِ عَلَى خِلَاف مَا هُوَ بِهِ , وَهَذَا سَاكِت , وَلَا يُنْسَب لِسَاكِتٍ قَوْل.
وَلَا حُجَّة فِيهِ لِمَنْ قَالَ : يُشْتَرَط فِي الْكَذِب الْقَصْد إِلَيْهِ لِأَنَّ هَذَا سَاكِت , وَمَا زَادَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَة يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَنْ أَبِيهِ فِي آخِره " وَلَمْ أَسْمَعهُ يُرَخِّص فِي شَيْء مِمَّا يَقُول النَّاس إِنَّهُ كَذِب إِلَّا فِي ثَلَاث " فَذَكَرَهَا , وَهِيَ الْحَرْب وَحَدِيث الرَّجُل لِامْرَأَتِهِ وَالْإِصْلَاح بَيْن النَّاس , وَأَوْرَدَ النَّسَائِيُّ أَيْضًا هَذِهِ الزِّيَادَة مِنْ طَرِيق الزُّبَيْدِيّ عَنْ اِبْن شِهَاب , وَهَذِهِ الزِّيَادَة مُدْرَجَة , بَيَّنَ ذَلِكَ مُسْلِم فِي رِوَايَته مِنْ طَرِيق يُونُس عَنْ الزُّهْرِيِّ فَذَكَرَ الْحَدِيث قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ.
وَكَذَا أَخْرَجَهَا مُفْرَدَة مِنْ رِوَايَة يُونُس وَقَالَ : يُونُس أَثْبَتُ فِي الزُّهْرِيِّ مِنْ غَيْره , وَجَزَمَ مُوسَى بْن هَارُون وَغَيْره بِإِدْرَاجِهَا , وَرُوِّينَاهُ فِي " فَوَائِد اِبْن أَبِي مَيْسَرَة " مِنْ طَرِيق عَبْد الْوَهَّاب بْن رُفَيْع عَنْ اِبْن شِهَاب فَسَاقَهُ بِسَنَدِهِ مُقْتَصِرًا عَلَى الزِّيَادَة وَهُوَ وَهْم شَدِيد , قَالَ الطَّبَرِيُّ : ذَهَبَتْ طَائِفَة إِلَى جَوَاز الْكَذِب لِقَصْدِ الْإِصْلَاح وَقَالُوا : إِنَّ الثَّلَاث الْمَذْكُورَة كَالْمِثَالِ , وَقَالُوا : الْكَذِب الْمَذْمُوم إِنَّمَا هُوَ فِيمَا فِيهِ مَضَرَّة , أَوْ مَا لَيْسَ فِيهِ مَصْلَحَة.
وَقَالَ آخَرُونَ : لَا يَجُوز الْكَذِب فِي شَيْء مُطْلَقًا وَحَمَلُوا الْكَذِب الْمُرَاد هُنَا عَلَى التَّوْرِيَة وَالتَّعْرِيض كَمَنْ يَقُول لِلظَّالِمِ : دَعَوْت لَك أَمْسِ , وَهُوَ يُرِيد قَوْله اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ.
وَيَعِد اِمْرَأَته بِعَطِيَّةِ شَيْء وَيُرِيد إِنْ قَدَّرَ اللَّه ذَلِكَ.
وَأَنْ يُظْهِر مِنْ نَفْسه قُوَّة.
قُلْت : وَبِالْأَوَّلِ جَزَمَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره , وَبِالثَّانِي جَزَمَ الْمُهَلَّب وَالْأَصِيلِيّ وَغَيْرهمَا , وَسَيَأْتِي فِي " بَاب الْكَذِب فِي الْحَرْب " فِي أَوَاخِر الْجِهَاد مَزِيد لِهَذَا إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذِبِ فِي حَقّ الْمَرْأَة وَالرَّجُل إِنَّمَا هُوَ فِيمَا لَا يُسْقِط حَقًّا عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا أَوْ أَخْذ مَا لَيْسَ لَهُ أَوْ لَهَا , وَكَذَا فِي الْحَرْب فِي غَيْر التَّأْمِين.
وَاتَّفَقُوا عَلَى جَوَاز الْكَذِب عِنْد الِاضْطِرَار , كَمَا لَوْ قَصَدَ ظَالِم قَتْل رَجُل وَهُوَ مُخْتَفٍ عِنْده فَلَهُ أَنْ يَنْفِي كَوْنه عِنْده وَيَحْلِف عَلَى ذَلِكَ وَلَا يَأْثَم.
وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا
عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم»
عن عائشة رضي الله عنها: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} ، قالت: «هو الرجل يرى من امرأته ما لا يعجبه، كبرا أو غيره، فيريد فراقها»، فتقول: أمس...
عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما، قالا: جاء أعرابي، فقال: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، اقض بيننا بكتاب الل...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد» رواه عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد الواحد ب...
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية، كتب علي بن أبي طالب بينهم كتابا، فكتب محمد رسول الله، فقال...
عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيا...
عن ابن عمر رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه، وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن...
عن سهل بن أبي حثمة قال: «انطلق عبد الله بن سهل، ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح»
عن أنس، قال: أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش، وطلبوا العفو، فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالقصاص، فقال أنس بن...