3199- عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأبي ذر حين غربت الشمس: «أتدري أين تذهب؟»، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد، فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}
أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان رقم 159.
(تسجد تحت العرش) تشبيه بغروبها وهي منقادة لأمر الله تعالى وتسخيره بانقياد الساجد من المكلفين وهو يخر إلى أسفل معلنا تمام انقياده وغاية خضوعه لأمر ربه جل وعلا.
وكون ذلك تحت العرش فلأن السموات والأرض وغيرهما من العوالم كلها تحت العرش ففي أي موضع سقطت وغربت فهو تحت العرش.
على أن هذا الكلام لا يفسر الظواهر الكونية وإنما يشير إلى الأسرار الكامنة وراء الظواهر والتي أودعها الله عز وجل هذه العوالم فهي من الغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه وأطلع على شيء منه بعض من اصطفاهم من خلقه وعلى رأسهم
خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ليخبروا بذلك من أرسلوا إليهم اختبارا لتصديقهم وتمحيصا ليقينهم وتثبيتا لإيمان من أسلم قلبه لله تعالى منهم ولذا نجد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخبرهم بذلك لا يستفسرون عنه ولا يستوضحون وإنما يصدقون ويستسلمون ويفوضون علم ما خفي عنهم إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث فيما سكت عنه الكتاب والسنة ولا يتطاولون إلى ما أدركت عقولهم أنه فوق قدرهم وطاقتهم بعد أن آمنوا بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
ونحن معاشر المؤمنين الصادقين يسعنا ما وسعهم لا سيما وهم الرعيل الأول الأسوة الحسنة والنموذج الإيماني المثالي الصادق سدد الله خطانا وحفظنا من نزعات الشياطين.
وما أشار إليه صلى الله عليه وسلم من رجوع الشمس وطلوعها من مغربها هو من العلامات الكبرى لقرب قيام الساعة كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
(لمستقر لها) لحد لها من مسيرها كل يوم حسبما يتراءى لعيوننا وهو المغرب أو لحد معين ينتهي إليه دورها وقد ثبت أن الشمس تنتقل انتقالا بطيئا مع دورانها حول نفسها في فلكها.
(العزيز) الغالب بقدرته على كل مقدور.
(العليم) المحيط علمه بكل معلوم
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث أَبِي ذَرّ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) وَسَيَأْتِي شَرْحه مُسْتَوْفًى فِي تَفْسِير سُورَة يس , وَالْغَرَض مِنْهُ هُنَا بَيَان سَيْر الشَّمْس فِي كُلّ يَوْم وَلَيْلَة , وَظَاهِره مُغَايِر لِقَوْلِ أَهْل الْهَيْئَة أَنَّ الشَّمْس مُرَصَّعَة فِي الْفَلَك , فَإِنَّهُ يَقْتَضِي أَنَّ الَّذِي يَسِير هُوَ الْفَلَك وَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَسِير وَتَجْرِي , وَمِثْله قَوْله تَعَالَى فِي الْآيَة الْأُخْرَى ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) أَيْ يَدُورُونَ , قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : أَنْكَرَ قَوْم سُجُودهَا وَهُوَ صَحِيح مُمْكِن , وَتَأَوَّلَهُ قَوْم عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنْ التَّسْخِير الدَّائِم , وَلَا مَانِع أَنْ تَخْرُج عَنْ مَجْرَاهَا فَتَسْجُد ثُمَّ تَرْجِع.
قُلْت : إِنْ أَرَادَ بِالْخُرُوجِ الْوُقُوف فَوَاضِح , وَإِلَّا فَلَا دَلِيل عَلَى الْخُرُوج , وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالسُّجُودِ سُجُود مَنْ هُوَ مُوَكَّل بِهَا مِنْ الْمَلَائِكَة , أَوْ تَسْجُد بِصُورَةِ الْحَال فَيَكُون عِبَارَة عَنْ الزِّيَادَة فِي الِانْقِيَاد وَالْخُضُوع فِي ذَلِكَ الْحِين.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر مكوران يوم القيامة»
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخبر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيا...
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذ...
عروة، أن عائشة رضي الله عنها، أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خسفت الشمس، قام فكبر وقرأ قراءة طويلة، ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع رأسه، فقال...
عن أبي مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما...
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن، النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا رأى مخيلة في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعر...
عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا عند البيت بين النائم، واليقظان - وذكر: يعني رجلا بين الرجلين -، فأتيت ب...
عن زيد بن وهب، قال عبد الله: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، قال: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل...