3531- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذن حسان النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين قال: «كيف بنسبي» فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، وعن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: «لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم»
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، رقم: ٢٤٨٧، ٢٤٨٩.
(كيف بنسبي) كيف تهجو قريشا مع اجتماعي معهم في النسب.
(لأسلنك منهم) لأخلصن نسبك من نسبهم بحيث يختص الهجاء بهم دونك.
(كما تسل الشعرة) أي فلا تنقطع ولا يتعلق بها شيء لنعومتها.
(أبيه) أي أبي هشام وهو عروة بن الزبير رضي الله عنه.
(ينافح) يدافع.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ) هُوَ اِبْن سُلَيْمَان , وَهِشَام هُوَ اِبْن عُرْوَة.
قَوْله : ( اِسْتَأْذَنَ حَسَّان بْن ثَابِت ) أَيْ اِبْن الْمُنْذِر بْن عَمْرو بْن حَرَام الْأَنْصَارِيّ الْخَزْرَجِيّ , وَسَبَب هَذَا الِاسْتِئْذَان مُبَيَّن عِنْد مُسْلِم مِنْ طَرِيق أَبِي سَلَمَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُهْجُوا الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ أَشَدّ عَلَيْهِمْ مِنْ رَشْق النَّبْل , فَأَرْسَلَ إِلَى اِبْن رَوَاحَة فَقَالَ : اُهْجُهُمْ , فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يَرْضَ , فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْب بْن مَالِك , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّان فَقَالَ : قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَيَّ هَذَا الْأَسَد الضَّارِب بِذَنَبِهِ.
ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانه فَجَعَلَ يُحَرِّكهُ ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْي الْأَدِيم , قَالَ لَا تَعْجَلْ " وَرَوَى أَحْمَد مِنْ حَدِيث كَعْب بْن مَالِك قَالَ : " قَالَ لَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُهْجُوا الْمُشْرِكِينَ بِالشِّعْرِ , فَإِنَّ الْمُؤْمِن يُجَاهِد بِنَفْسِهِ وَمَاله , وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ كَأَنَّمَا تَنْضَحُونَهُمْ بِالنَّبْلِ " وَرَوَى أَحْمَد وَالْبَزَّار مِنْ حَدِيث عَمَّار بْن يَاسِر قَالَ : " لَمَّا هَجَانَا الْمُشْرِكُونَ قَالَ لَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُولُوا لَهُمْ كَمَا يَقُولُونَ لَكُمْ ".
قَوْله : ( كَيْف بِنَسَبِي فِيهِمْ ) أَيْ كَيْف تَهْجُو قُرَيْشًا مَعَ اِجْتِمَاعِي مَعَهُمْ فِي نَسَب وَاحِد ؟ وَفِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ مُعْظَم طُرُق الْهَجْو الْغَضّ بِالْآبَاءِ.
قَوْله : ( لَأَسُلَّنك مِنْهُمْ ) أَيْ لَأُخَلِّصَنَّ نَسَبك مِنْ نَسَبهمْ بِحَيْثُ يَخْتَصّ الْهَجْو بِهِمْ دُونك , وَفِي رِوَايَة أَبِي سَلَمَة الْمَذْكُور " فَقَالَ : اِئْتِ أَبَا بَكْر فَإِنَّهُ أَعْلَم قُرَيْش بِأَنْسَابِهَا حَتَّى يُخَلِّص لَك نَسَبِي " فَأَتَاهُ حَسَّان , ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : قَدْ مَحَّضَ لِي نَسَبك.
قَوْله : ( كَمَا تُسَلّ الشَّعْرَة مِنْ الْعَجِين ) أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ الشَّعْرَة إِذَا أُخْرِجَتْ مِنْ الْعَجِين لَا يَتَعَلَّق بِهَا مِنْهُ شَيْء لِنُعُومَتِهَا , بِخِلَافِ مَا إِذَا سُلَّتْ مِنْ الْعَسَل مَثَلًا فَإِنَّهَا قَدْ يَعْلَق بِهَا مِنْهُ شَيْء , وَأَمَّا إِذَا سُلَّتْ مِنْ الْخُبْز فَإِنَّهَا قَدْ تَنْقَطِع قَبْل أَنْ تَخْلُص.
قَوْله : ( وَعَنْ أَبِيهِ ) هُوَ مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور إِلَى عُرْوَة وَلَيْسَ بِمُعَلَّقٍ , وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّف فِي الْأَدَب عَنْ مُحَمَّد بْن سَلَّام عَنْ عَبْدَةَ بِهَذَا الْإِسْنَاد فَقَالَ فِيهِ : " وَعَنْ هِشَام عَنْ أَبِيهِ " فَذَكَرَ الزِّيَادَة , وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " قَوْله : ( كَانَ يُنَافِح ) بِكَسْرِ الْفَاء بَعْدهَا مُهْمَلَة وَمَعْنَاهَا يُدَافِع أَوْ يُرَامِي , قَالَ الْكُشْمِيهَنِيُّ فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ عَنْهُ.
نَفَحَتْ الدَّابَّة إِذَا رَمَحَتْ بِحَوَافِرِهَا , وَنَفَحَهُ بِالسَّيْفِ إِذَا تَنَاوَلَهُ مِنْ بَعِيد , وَأَصْل النَّفْح بِالْمُهْمَلَةِ الضَّرْب , وَقِيلَ لِلْعَطَاءِ نَفْح كَأَنَّ الْمُعْطِي يَضْرِب السَّائِل بِهِ , وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي سَلَمَة الْمَذْكُورَة " قَالَتْ عَائِشَة فَسَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لِحَسَّان : إِنَّ رُوح الْقُدُس لَا يَزَال يُؤَيِّدك مَا نَافَحْت عَنْ اللَّه وَرَسُوله " قَالَتْ وَسَمِعْته يَقُول : " هَجَاهُمْ حَسَّان فَشَفَى وَأَشْفَى " وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَائِل الصَّلَاة مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِرُوحِ الْقُدُس جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام , وَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى الشِّعْر وَأَحْكَامه فِي كِتَاب الْأَدَب إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَالَ كَيْفَ بِنَسَبِي فَقَالَ حَسَّانُ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنْ الْعَجِينِ وَعَنْ أَبِيهِ قَالَ ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَا تَسُبَّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي ا...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما، ويلعنون مذمما وأنا مح...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مثلي، ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا، فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة، فجعل الناس...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زا...
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «توفي، وهو ابن ثلاث وستين»، وقال ابن شهاب، وأخبرني سعيد بن المسيب مثله
عن أنس رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق، فقال رجل: يا أبا القاسم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «سموا باسمي، ولا تكتن...
عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي»
عن أبي هريرة، يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «سموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي»
عن الجعيد بن عبد الرحمن، رأيت السائب بن يزيد، ابن أربع وتسعين، جلدا معتدلا، فقال: قد علمت: ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسل...