3558- عن ابن عباس رضي الله عنهما، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، فكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه»
أخرجه مسلم في الفضائل باب في سدل النبي صلى الله عليه وسلم شعر رأسه إلى جانبيه رقم 2336.
(يحب موافقة أهل الكتاب) لأنهم أقرب إلى الحق من المشركين عبدة الأوثان وهذا فيما لابد فيه من موافقة أحد الفريقين
أما ما أمكن فيه مخالفة الجميع فالمطلوب مخالفتهم فيه كما ثبت في أحاديث كثيرة الأمر بمخالفة أهل الكتاب والنهي عن اتباع طريقتهم
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث اِبْن عَبَّاس.
قَوْله : ( عَنْ اِبْن شِهَاب أَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَة ) هَذَا هُوَ الْمَشْهُور عَنْ اِبْن شِهَاب , وَعَنْهُ فِيهِ إِسْنَاد آخِر أَخْرَجَهُ الْحَاكِم مِنْ طَرِيق مَالِك عَنْ زِيَاد بْن سَعْد عَنْ أَنَس " سَدَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاصِيَته مَا شَاءَ اللَّه , ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ " وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا أَحْمَد وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّاد بْن خَالِد عَنْ مَالِك وَأَخْطَأَ فِيهِ , وَالصَّوَاب عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه.
وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : الصَّوَاب عَنْ مَالِك فِيهِ عَنْ الزُّهْرِيّ مُرْسَلًا كَمَا فِي الْمُوَطَّأ.
قَوْله : ( يَسْدُل شَعْره ) بِفَتْحِ أَوَّله وَسُكُون الْمُهْمَلَة وَكَسْر الدَّال , وَيَجُوز ضَمّهَا , أَيْ يَتْرُك شَعْر نَاصِيَته عَلَى جَبْهَته.
قَالَ النَّوَوِيّ : قَالَ الْعُلَمَاء الْمُرَاد إِرْسَاله عَلَى الْجَبِين وَاِتِّخَاذه كَالْقُصَّةِ , أَيْ بِضَمِّ الْقَاف بَعْدهَا مُهْمَلَة.
قَوْله : " ثُمَّ فَرَقَ بَعْد " بِفَتْحِ الْفَاء وَالرَّاء أَيْ أَلْقَى شَعْر رَأْسه إِلَى جَانِبَيْ رَأْسه فَلَمْ يَتْرُك مِنْهُ شَيْئًا عَلَى جَبْهَته , وَيَفْرُقُونَ بِضَمِّ الرَّاء وَبِكَسْرِهَا وَقَدْ رَوَى اِبْن إِسْحَاق عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : " أَنَا فَرَقْت لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسه " أَيْ شَعْر رَأْسه عَنْ يَافُوخه , وَمِنْ طَرِيقه أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ , وَفِي حَدِيث هِنْد بْن أَبِي هَالَة فِي صِفَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " إِنْ اِنْفَرَقَتْ عَقِيقَته - أَيْ شَعْر رَأْسه الَّذِي عَلَى نَاصِيَته - فَرَقَ وَإِلَّا فَلَا يُجَاوِز شَعْره شَحْمَة أُذُنه " قَالَ اِبْن قُتَيْبَة فِي غَرِيبه : الْعَقِيقَة شَعْر رَأْس الصَّبِيّ قَبْل أَنْ يُحْلَق , وَقَدْ يُطْلَق عَلَيْهِ بَعْد الْحَلْق مَجَازًا.
وَقَوْله : " كَانَ لَا يَفْرُق شَعْره إِلَّا إِذَا اِنْفَرَقَ " مَحْمُول عَلَى مَا كَانَ أَوَّلًا لِمَا بَيَّنَهُ حَدِيث اِبْن عَبَّاس.
قَوْله : ( وَكَانَ يُحِبّ مُوَافَقَة أَهْل الْكِتَاب ) أَيْ حَيْثُ كَانَ عُبَّاد الْأَوْثَان كَثِيرِينَ.
قَوْله : ( فِيمَا لَمْ يُؤْمَر فِيهِ بِشَيْءٍ ) أَيْ فِيمَا لَمْ يُخَالِف شَرْعه لِأَنَّ أَهْل الْكِتَاب فِي زَمَانه كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِبَقَايَا مِنْ شَرَائِع الرُّسُل فَكَانَتْ مُوَافَقَتهمْ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ مُوَافَقَة عُبَّاد الْأَوْثَان , فَلَمَّا أَسْلَمَ غَالِب عُبَّاد الْأَوْثَان أَحَبَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ مُخَالَفَة أَهْل الْكِتَاب.
وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ شَرْع مَنْ قَبْلنَا شَرْع لَنَا مَا لَمْ يَجِيء فِي شَرْعنَا مَا يُخَالِفهُ , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ عَبَّرَ بِالْمَحَبَّةِ , وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَعَبَّرَ بِالْوُجُوبِ.
وَعَلَى التَّسْلِيم فَفِي نَفْس الْحَدِيث أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ آخِرًا وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ فَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا»
عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وم...
عن أنس رضي الله عنه، قال: «ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي صلى الله...
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم «أشد حياء من العذراء في خدرها» حدثني محمد بن بشار، حدثنا يحيى، وابن مهدي، قالا: حدث...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه»
عن عبد الله بن مالك ابن بحينة الأسدي، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم «إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى إبطيه»، قال: وقال ابن بكير، حدثنا بكر بياض إبطيه...
عن قتادة، أن أنسا رضي الله عنه، حدثهم «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى...
عون بن أبي جحيفة، ذكر عن أبيه، قال: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح في قبة كان بالهاجرة، خرج بلال فنادى بالصلاة ثم دخل، فأخرج فضل وضوء...
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان «يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه» 3568- عن عائشة أنها قالت: «ألا يعجبك أبو فلان، جاء فجلس...