3681- عن حمزة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «بينا أنا نائم، شربت، يعني، اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري أو في أظفاري، ثم ناولت عمر» فقالوا: فما أولته؟ قال: «العلم»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الصَّلْت أَبُو جَعْفَر ) هُوَ الْأُسَيْدِيّ , وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيّ سِوَى هَذَا الْحَدِيث , وَلَهُ شَيْخ آخَر يُقَال لَهُ مُحَمَّد بْن الصَّلْت يُكَنَّى أَبَا يَعْلَى وَهُوَ بَصْرِيّ ; وَأَبُو جَعْفَر أَكْبَر مِنْ أَبِي يَعْلَى وَأَقْدَم سَمَاعًا.
قَوْله : ( شَرِبْت يَعْنِي اللَّبَن ) كَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا , وَسَيَأْتِي فِي التَّعْبِير عَنْ عَبْدَان عَنْ اِبْن الْمُبَارَك بِلَفْظِ " بَيْنَا أَنَا نَائِم أُتِيت بِقَدَحٍ لَبَن فَشَرِبْت مِنْهُ " أَيْ مِنْ ذَلِكَ اللَّبَن.
قَوْله : ( حَتَّى أَنْظُر إِلَى الرِّيّ ) فِي رِوَايَة عَبْدَانِ " حَتَّى أَنِّي " وَيَجُوز فَتْح هَمْزَة أَنِّي وَكَسْرهَا وَرُؤْيَة الرِّيّ عَلَى سَبِيل الِاسْتِعَارَة كَأَنَّهُ لَمَّا جَعَلَ الرِّيّ جِسْمًا أَضَافَ إِلَيْهِ مَا هُوَ مِنْ خَوَاصّ الْجِسْم , وَهُوَ كَوْنه مَرْئِيًّا , وَأَمَّا قَوْله " أَنْظُر " فَإِنَّمَا أَتَى بِهِ بِصِيغَةِ الْمُضَارَعَة وَالْأَصْل أَنَّهُ مَاضٍ اِسْتِحْضَارًا لِصُورَةِ الْحَال , وَقَوْله " أَنْظُر " يُؤَيِّد أَنَّ قَوْله " أَرَى " فِي الرِّوَايَة الَّتِي فِي الْعِلْم مِنْ رُؤْيَة الْبَصَر لَا مِنْ الْعِلْم , وَالرِّيّ بِكَسْرِ الرَّاء وَيَجُوز فَتْحهَا.
قَوْله : ( يَجْرِي ) أَيْ اللَّبَن أَوْ الرِّيّ وَهُوَ حَال.
قَوْله : ( فِي ظُفْرِي أَوْ أَظْفَارِي ) شَكّ مِنْ الرَّاوِي , وَفِي رِوَايَة عَبْدَان " مِنْ أَظْفَارِي " وَلَمْ يَشُكّ , وَكَذَا فِي رِوَايَة عَقِيل فِي الْعِلْم لَكِنْ قَالَ " فِي أَظْفَارِي ".
قَوْله : ( ثُمَّ نَاوَلْت عُمَر ) فِي رِوَايَة عَبْدَان " ثُمَّ نَاوَلْت فَضْلِي " يَعْنِي عُمَر , وَفِي رِوَايَة عَقِيل فِي الْعِلْم " ثُمَّ أَعْطَيْت فَضْلِي عُمَر بْن الْخَطَّاب ".
قَوْله : ( قَالُوا فَمَا أَوَّلْته ) أَيْ عَبَّرْته ( قَالَ الْعِلْم ) بِالنَّصْبِ أَيْ أَوَّلْته الْعِلْم , وَبِالرَّفْعِ أَيْ الْمُؤَوَّل بِهِ هُوَ الْعِلْم , وَوَقَعَ فِي " جُزْء الْحُسَيْن بْن عَرَفَة " مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن عُمَر " قَالَ فَقَالُوا : هَذَا الْعِلْم الَّذِي آتَاكَهُ اللَّه , حَتَّى اِمْتَلَأْت فَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَة فَأَخَذَهَا عُمَر , قَالَ : أَصَبْتُمْ " وَإِسْنَاده ضَعِيف فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا اِحْتَمَلَ أَنْ يَكُون بَعْضهمْ أَوَّلَ وَبَعْضهمْ سَأَلَ , وَوَجْه التَّعْبِير بِذَلِكَ مِنْ جِهَة اِشْتَرَاك اللَّبَن وَالْعِلْم فِي كَثْرَة النَّفْع , وَكَوْنهمَا سَبَبًا لِلصَّلَاحِ , فَاللَّبَن لِلْغِذَاءِ الْبَدَنِيّ وَالْعِلْم لِلْغِذَاءِ الْمَعْنَوِيّ.
وَفِي الْحَدِيث فَضِيلَة عُمَر وَأَنَّ الرُّؤْيَا مِنْ شَأْنهَا أَنْ لَا تُحْمَل عَلَى ظَاهِرهَا وَإِنْ كَانَتْ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء مِنْ الْوَحْي , لَكِنْ مِنْهَا مَا يَحْتَاج إِلَى تَعْبِير وَمِنْهَا مَا يُحْمَل عَلَى ظَاهِره , وَسَيَأْتِي تَقْرِير ذَلِكَ فِي كِتَاب التَّعْبِير إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
وَالْمُرَاد بِالْعِلْمِ هُنَا الْعِلْم بِسِيَاسَةِ النَّاس بِكِتَابِ اللَّه وَسُنَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَاخْتَصَّ عُمَر بِذَلِكَ لِطُولِ مُدَّته بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَبِي بَكْر , وَبِاتِّفَاقِ النَّاس عَلَى طَاعَته بِالنِّسْبَةِ إِلَى عُثْمَان , فَإِنَّ مُدَّة أَبِي بَكْر كَانَتْ قَصِيرَة فَلَمْ يَكْثُر فِيهَا الْفُتُوح الَّتِي هِيَ أَعْظَم الْأَسْبَاب فِي الِاخْتِلَاف , وَمَعَ ذَلِكَ فَسَاسَ عُمَر فِيهَا - مَعَ طُول مُدَّته - النَّاس بِحَيْثُ لَمْ يُخَالِفهُ أَحَد , ثُمَّ اِزْدَادَتْ اِتِّسَاعًا فِي خِلَافَة عُثْمَان فَانْتَشَرَتْ الْأَقْوَال وَاخْتَلَفَتْ الْآرَاء وَلَمْ يَتَّفِق لَهُ مَا اِتَّفَقَ لِعُمَر مِنْ طَوَاعِيَة الْخَلْق لَهُ فَنَشَأَتْ مِنْ ثَمَّ الْفِتَن , إِلَى أَنْ أَفْضَى الْأَمْر إِلَى قَتْله , وَاسْتُخْلِفَ عَلِيّ فَمَا اِزْدَادَ الْأَمْر إِلَّا اِخْتِلَافًا وَالْفِتَن إِلَّا اِنْتِشَارًا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ شَرِبْتُ يَعْنِي اللَّبَنَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي أَوْ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ فَقَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ قَالَ الْعِلْمَ
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا، أو ذنوبين ن...
عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن عل...
قال عبد الله «مازلنا أعزة منذ أسلم عمر»
عن ابن عباس، يقول: وضع عمر على سريره فتكنفه الناس، يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب فترحم على عمر...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، قال: «اثبت أحد فما عليك إلا...
عن زيد بن أسلم، حدثه عن أبيه، قال: سألني ابن عمر عن بعض شأنه - يعني عمر -، فأخبرته فقال: «ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين قبض،...
عن أنس رضي الله عنه، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها».<br> قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسول...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد، فإنه عمر» زاد زكرياء بن أبي...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما راع في غنمه عدا الذئب، فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها، فالتفت إليه الذئ...