3720-
عن عبد الله بن الزبير، قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير، على فرسه، يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا، فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف؟ قال: أوهل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم».
فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: «فداك أبي وأمي»
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما رقم 2416.
(في النساء) بين النساء.
(يختلف) يذهب ويجيء.
(فداك أبي وأمي) أي أفديك بهما
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه ) هُوَ اِبْن الْمُبَارَك.
قَوْله : ( كُنْت يَوْم الْأَحْزَاب ) أَيْ لَمَّا حَاصَرَتْ قُرَيْش وَمَنْ مَعَهَا الْمُسْلِمِينَ بِالْمَدِينَةِ وَحُفِرَ الْخَنْدَق بِسَبَبِ ذَلِكَ , وَسَيَأْتِي شَرْح ذَلِكَ فِي الْمَغَازِي.
قَوْله : ( وَعُمَر بْن أَبِي سَلَمَة ) أَيْ اِبْن عَبْد الْأَسَد رَبِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمّه أُمّ سَلَمَة.
قَوْله : ( فِي النِّسَاء ) فِي رِوَايَة عَلِيّ بْن مُسْهِر عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عِنْد مُسْلِم " فِي أُطُم حَسَّان " وَلَهُ فِي رِوَايَة أَبِي أُسَامَة عَنْ هِشَام " فِي الْأُطُم الَّذِي فِيهِ النِّسْوَة " يَعْنِي نِسْوَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعِنْده فِي رِوَايَة عَلِيّ بْن مُسْهِر الْمَذْكُورَة " وَكَانَ يُطَأْطِئ لِي مَرَّة فَأَنْظُر , وَأُطَأْطِئ لَهُ مَرَّة فَيَنْظُر , فَكُنْت أَعْرِف أَبِي إِذَا مَرَّ عَلَى فَرَسه فِي السِّلَاح ".
قَوْله : ( يَخْتَلِف إِلَى بَنِي قُرَيْظَة ) أَيْ يَذْهَب وَيَجِيء , وَفِي رِوَايَة أَبِي أُسَامَة عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيِّ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ".
قَوْله : ( فَلَمَّا رَجَعْتُ , قُلْت : يَا أَبَت رَأَيْتُك ) بَيَّنَ مُسْلِم أَنَّ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة إِدْرَاجًا , فَإِنَّهُ سَاقَهُ مِنْ رِوَايَة عَلِيّ بْن مُسْهِر عَنْ هِشَام إِلَى قَوْله " إِلَى بَنِي قُرَيْظَة.
قَالَ هِشَام : وَأَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن عُرْوَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر قَالَ : فَذَكَرْت ذَلِكَ لِأَبِي " إِلَى آخِر الْحَدِيث.
ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيق أَبِي أُسَامَة عَنْ هِشَام قَالَ : " فَسَاقَ الْحَدِيث نَحْوه , وَلَمْ يَذْكُر عَبْد اللَّه بْن عُرْوَة وَلَكِنْ أَدْرَجَ الْقِصَّة فِي حَدِيث هِشَام عَنْ أَبِيهِ " اِنْتَهَى.
وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ النَّسَائِيَّ أَخْرَجَ الْقِصَّة الْأَخِيرَة مِنْ طَرِيق عَبْدَة عَنْ هِشَام عَنْ أَخِيهِ عَبْد اللَّه بْن عُرْوَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر عَنْ أَبِيهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَوْله : ( قَالَ أَوَهَلْ رَأَيْتنِي يَا بُنَيّ ؟ قُلْت نَعَمْ ) فِيهِ صِحَّة سَمَاع الصَّغِير , وَأَنَّهُ لَا يَتَوَقَّف عَلَى أَرْبَع أَوْ خَمْس , لِأَنَّ اِبْن الزُّبَيْر كَانَ يَوْمَئِذٍ اِبْن سَنَتَيْنِ وَأَشْهُر أَوْ ثَلَاث وَأَشْهُر بِحَسَبِ الِاخْتِلَاف فِي وَقْت مَوْلِده وَفِي تَارِيخ الْخَنْدَق , فَإِنْ قُلْنَا إِنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّل سَنَة مِنْ الْهِجْرَة وَكَانَتْ الْخَنْدَق سَنَة خَمْس فَيَكُون اِبْن أَرْبَع وَأَشْهُر , وَإِنْ قُلْنَا وُلِدَ سَنَة اِثْنَتَيْنِ وَكَانَتْ الْخَنْدَق سَنَة أَرْبَع فَيَكُون اِبْن سَنَتَيْنِ وَأَشْهُر , إِنْ عَجَّلْنَا إِحْدَاهُمَا وَأَخَّرْنَا الْأُخْرَى فَيَكُون اِبْن ثَلَاث سِنِينَ وَأَشْهُر , وَسَأُبَيِّنُ الْأَصَحّ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَاب الْمَغَازِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى , وَعَلَى كُلّ حَال فَقَدْ حَفِظَ مِنْ ذَلِكَ مَا يُسْتَغْرَب حِفْظ مِثْله , وَقَدْ تَقَدَّمَ الْبَحْث فِي ذَلِكَ فِي " بَاب مَتَى يَصِحّ سَمَاع الصَّغِير " مِنْ كِتَاب الْعِلْم.
قَوْله : ( جَمَعَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْن أَبَوَيْهِ فَقَالَ : فِدَاك أَبِي وَأُمِّي ) وَسَيَأْتِي مَا يُعَارِضهُ فِي تَرْجَمَة سَعْد قَرِيبًا وَوَجْه الْجَمْع بَيْنهمَا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ كُنْتُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي النِّسَاءِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَلَمَّا رَجَعْتُ قُلْتُ يَا أَبَتِ رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ قَالَ أَوَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ يَأْتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِينِي بِخَبَرِهِمْ فَانْطَلَقْتُ فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ فَقَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي
عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا للزبير يوم اليرموك: «ألا تشد فنشد معك، فحمل عليهم، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما...
عن أبي عثمان، قال: «لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم» غير طلحة، وسعد عن حديثهما
عن قيس بن أبي حازم، قال: «رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت»
عن سعيد بن المسيب، قال: سمعت سعدا، يقول: «جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد»
عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: «لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام»
عن سعد بن أبي وقاص، يقول: «ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام» تابعه أبو أسامة، حدثنا هاشم
عن قيس، قال: سمعت سعدا رضي الله عنه، يقول: " إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، وما لنا طعام إلا ورق الشجر،...
عن المسور بن مخرمة، قال: إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك، فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ن...
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم، بعثا، وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي صلى الله عليه...