3764-
عن ابن أبي مليكة قال: «أوتر معاوية بعد العشاء بركعة، وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم».
(أوتر) صلى الوتر ركعة واحدة.
(مولى) هو كريب رحمه الله تعالى.
(فأتى) أي كريب.
(دعه) اترك القول فيه والإنكار عليه.
(صحب رسول الله) أي فهو عالم بدين الله تعالى وعارف بالفقه.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا الْمُعَافَى ) هُوَ اِبْن عِمْرَان الْأَزْدِيّ الْمَوْصِلِيّ يُكَنَّى أَبَا مَسْعُود , وَكَانَ مِنْ الثِّقَات النُّبَلَاء , وَقَدْ لَقِيَ بَعْض التَّابِعِينَ , وَتَلْمَذَ لِسُفْيَان الثَّوْرِيّ , وَكَانَ يُلَقَّب يَاقُوتَة الْعُلَمَاء , وَكَانَ الثَّوْرِيّ شَدِيد التَّعْظِيم لَهُ , مَاتَ سَنَة خَمْس أَوْ سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة , وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيّ سِوَى هَذَا الْمَوْضِع وَمَوْضِع آخَر تَقَدَّمَ فِي الِاسْتِسْقَاء , وَفِي الرُّوَاة آخَر يُقَال لَهُ الْمُعَافَى بْن سُلَيْمَان أَصْغَر مِنْ هَذَا , وَوَهِمَ مَنْ عَكَسَ ذَلِكَ عَلَى مَا يَظْهَر مِنْ كَلَام اِبْن التِّين , وَمَاتَ الْمُعَافَى بْن سُلَيْمَان سَنَة مِائَتَيْنِ وَأَرْبَع وَثَلَاثِينَ , أَخْرَجَ لَهُ النَّسَائِيُّ وَحْده وَأَخْرَجَ لِلْمُعَافَى بْن عِمْرَان مَعَ الْبُخَارِيّ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
قَوْله : ( وَعِنْده مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاس ) هُوَ كُرَيْب , رَوَى ذَلِكَ مُحَمَّد بْن نَصْر الْمَرْوَزِيُّ فِي " كِتَاب الْوِتْر " لَهُ مِنْ طَرِيق اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يَزِيد عَنْ كُرَيْب , وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس قَالَ : " بِتّ مَعَ أَبِي عِنْد مُعَاوِيَة , فَرَأَيْته أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ , فَذَكَرْت ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ : يَا بُنَيّ , هُوَ أَعْلَم ".
قَوْله : ( فَقَالَ دَعْهُ ) فِيهِ حَذْف يَدُلّ عَلَيْهِ السِّيَاق تَقْدِيره : فَأَتَى اِبْن عَبَّاس فَحَكَى لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ : دَعْهُ , وَقَوْله : " دَعْهُ " أَيْ اُتْرُكْ الْقَوْل فِيهِ وَالْإِنْكَار عَلَيْهِ " فَإِنَّهُ قَدْ صَحَّتْ " أَيْ فَلَمْ يَفْعَل شَيْئًا إِلَّا بِمُسْتَنَدٍ.
وَفِي قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ( أَصَابَ , إِنَّهُ فَقِيه ) مَا يُؤَيِّد ذَلِكَ , وَلَا اِلْتِفَات إِلَى قَوْل اِبْن التِّين : إِنَّ الْوِتْر بِرَكْعَةٍ لَمْ يَقُلْ بِهِ الْفُقَهَاء , لِأَنَّ الَّذِي نَفَاهُ قَوْل الْأَكْثَر , وَثَبَتَ فِيهِ عِدَّة أَحَادِيث , نَعَمْ الْأَفْضَل أَنْ يَتَقَدَّمهَا شَفْع وَأَقَلّه رَكْعَتَانِ , وَاخْتُلِفَ أَيّمَا الْأَفْضَل وَصْلهمَا بِهَا أَوْ فَصْلهمَا ؟ وَذَهَبَ الْكُوفِيُّونَ إِلَى شَرْطِيَّة وَصْلهمَا وَأَنَّ الْوِتْر بِرَكْعَةٍ لَا يُجْزِئ وَشُهْرَة ذَلِكَ تُغْنِي عَنْ الْإِطَالَة فِيهِ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ابن أبي مليكة: «قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: إنه فقيه».<br>
عن معاوية رضي الله عنه قال: «إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيناه يصليها، ولقد نهى عنهما.» يعني: الركعتين بعد العصر.<br>
عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني».<br>
عن ابن شهاب قال أبو سلمة: إن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: «يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام فقلت: وعليه السلام...
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعو...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على الطعام».<br>
عن القاسم بن محمد : «أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أبي بكر».<br>
عن الحكم: سمعت أبا وائل قال: «لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم، خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلا...
عن عائشة رضي الله عنها: «أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وض...