4146-
عن مسروق قال: «دخلنا على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا، يشبب بأبيات له، وقال:
حصان رزان ما تزن بريبة .
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك.
قال مسروق: فقلت لها لم تأذني له أن يدخل عليك؟ وقد قال الله تعالى: {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} فقالت: وأي عذاب أشد من العمى؟ قالت له: إنه كان ينافح، أو: يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.»
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، رقم: ٢٤٨٨.
(دخلنا على عائشة) من المعلوم أن الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم، كانوا يأتون مساكن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذوا عنهن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والعلم والموعظة، وكن - رضي الله عنهن - يحدثن من يأتيهن من وراء حجاب يكون داخل بيوتهن، ولا يجلسن مع من يغشى مجالسهن وجها لوجه، كما هو معروف ومألوف في المجالسة، وهذا هو المراد بالدخول عليهن، حيثما ورد عن غير محارمهن، وحاشاهن رضي الله عنهن، وحاشا من يأتيهن من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين من بعدهم: أن يخالفوا أمر الله تعالى الصريح إذ يقول: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} /الأحزاب: ٥٣/.
وهي في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالاتفاق، وجاز لهن أن يحدثن الرجال، كما جاز للرجال أن يجلسوا لهن - على ما ذكرنا - ويستمعوا لحديثهن ضرورة نقل الدين الذي عرفنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمباشرة، ولاسيما ما يخص المرأة وداخل بيت الزوجية وضمن نطاق الأسرة.
وهذا كله مع ما وقر في نفوس المسلمين من وقار وإجلال لأماتهم، زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللواتي قال الله تعالى فيهن: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} /الأحزاب: ٦/: أي في البر والاحترام وحرمة الزواج، لا في حل النظر والخلوة ونحو ذلك.
(يشبب) من التشبيب، وهو ذكر الشاعر ما يتعلق بالغزل ونحوه.
(حصان) عفيفة، تمتنع من الرجال غير زوجها.
(رزان) صاحبة وقار، وقيل: قليلة الحركة.
(تزن) تتهم.
(بريبة) بتهمة.
(غرثى) جائعة، أي لا تغتاب الناس فتشبع من لحومهم.
(الغوافل) العفيفات الغافلات عن الشر والفجور.
(لست كذلك) أي لم تفعل بمقتضى ما تقول، فقد اغتبت في خوضك في الإفك وطعنت واتهمت.
(تولى كبره منهم) اهتم بإشاعته والخوض فيه أكثر من غيره /النور: ١١/.
(العمى) أي فقد آخذه الله تعالى إذ عمي آخر عمره.
(ينافح .
) يدافع عنه بشعره.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث مَسْرُوق " دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا حَسَّان " يَأْتِي شَرْحه فِي تَفْسِير النُّور إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعِنْدَهَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُنْشِدُهَا شِعْرًا يُشَبِّبُ بِأَبْيَاتٍ لَهُ وَقَالَ حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ لَكِنَّكَ لَسْتَ كَذَلِكَ قَالَ مَسْرُوقٌ فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَأْذَنِينَ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فَقَالَتْ وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنْ الْعَمَى قَالَتْ لَهُ إِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ أَوْ يُهَاجِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، فأصابنا مطر ذات ليلة، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الص...
عن قتادة: أن أنسا رضي الله عنه أخبره قال: «اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته: عمرة من الحديبية ف...
عن عبد الله بن أبي قتادة : أن أباه حدثه قال: «انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، فأحرم أصحابه ولم أحرم.»
عن البراء رضي الله عنه قال: «تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبي صلى الله عليه وس...
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما: «أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ألفا وأربعمائة أو أكثر، فنزلوا على بئر فنزحوها، فأتوا رسو...
عن جابر رضي الله عنه قال: «عطش الناس يوم الحديبية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله صلى ال...
عن قتادة : «قلت لسعيد بن المسيب: بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربع عشرة مائة، فقال لي سعيد: حدثني جابر: كانوا خمس عشرة مائة، الذين بايعو...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: أنتم خير أهل الأرض وكنا ألفا وأربعمائة، ولو كنت أبصر اليوم...
عن قيس : أنه سمع مرداسا الأسلمي يقول، وكان من أصحاب الشجرة: «يقبض الصالحون، الأول فالأول، وتبقى حفالة كحفالة التمر والشعير، لا يعبأ الله بهم شيئا»....