4328-
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: «كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: أبشر.
فقال: قد أكثرت علي من أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: رد البشرى، فاقبلا أنتما.
قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه، ثم قال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا.
فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر، أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة».
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أصحاب الشجرة .
، رقم: ٢٤٩٧.
(تنجز لي) توفي لي ما وعدتني.
(نحوركما) مثنى نحر، وهو العنق.
(لأمكما) وصفها بذلك لأنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجاته صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، أي كأمهاتهم من حيث الاحترام والتقدير وحرمة التزوج بهن.
(طائفة) بقية.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( وَهُوَ نَازِل بَالْجِعِرَّانَةِ بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة ) أَمَّا الْجِعِرَّانَة فَهِيَ بِكَسْرِ الْجِيم وَالْعَيْن الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الرَّاء وَقَدْ تُسَكَّن الْعَيْن , وَهِيَ بَيْن الطَّائِف وَمَكَّة وَإِلَى مَكَّة أَقْرَب قَالَهُ عِيَاض , وَقَالَ الْفَاكِهِيّ : بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة بَرِيد , وَقَالَ الْبَاجِيّ : ثَمَانِيَة عَشَر مِيلًا.
وَقَدْ أَنْكَرَ الدَّاوُدِيُّ الشَّارِح قَوْله إِنَّ الْجِعِرَّانَة بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة وَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ بَيْن مَكَّة وَالطَّائِف وَكَذَا جَزَمَ النَّوَوِيّ بِأَنَّ الْجِعِرَّانَة بَيْن الطَّائِف وَمَكَّة وَهُوَ مُقْتَضَى مَا تَقَدَّمَ نَقَلَهُ عَنْ الْفَاكِهِيّ وَغَيْره.
قَوْله : ( أَعْرَابِيّ ) لَمْ أَقِف عَلَى اِسْمه.
قَوْله : ( أَلَا تُنْجِز لِي مَا وَعَدْتنِي ) يُحْتَمَل أَنَّ الْوَعْد كَانَ خَاصًّا بِهِ , وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون عَامًّا , وَكَانَ طَلَبه أَنْ يُعَجِّل لَهُ نَصِيبه مِنْ الْغَنِيمَة فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَمَرَ أَنْ تُجْمَع غَنَائِم حُنَيْنٍ بَالْجِعِرَّانَةِ وَتَوَجَّهَ هُوَ بِالْعَسَاكِرِ إِلَى الطَّائِف , فَلَمَّا رَجَعَ مِنْهَا قَسَمَ الْغَنَائِم حِينَئِذٍ بَالْجِعِرَّانَةِ.
فَلِهَذَا وَقَعَ فِي كَثِير مِمَّنْ كَانَ حَدِيث عَهْد بِالْإِسْلَامِ اِسْتِبْطَاء الْغَنِيمَة وَاسْتِنْجَاز قِسْمَتهَا.
قَوْله : ( أَبْشِرْ ) بِهَمْزَةِ قَطْع أَيْ بِقُرْبِ الْقِسْمَة , أَوْ بِالثَّوَابِ الْجَزِيل عَلَى الصَّبْرِ.
قَوْله : ( فَنَادَتْ أُمّ سَلَمَة ) هِيَ زَوْج النَّبِيّ وَهِيَ أُمّ الْمُؤْمِنِينَ , وَلِهَذَا قَالَتْ : لِأُمِّكُمَا.
قَوْله : ( فَأَفْضِلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَة ) أَيْ بَقِيَّة.
وَفِي الْحَدِيث مَنْقَبَة لِأَبِي عَامِر وَلِأَبِي مُوسَى وَلِبِلَالِ وَلِأُمِّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلَالٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَلَا تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي فَقَالَ لَهُ أَبْشِرْ فَقَالَ قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ فَقَالَ رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلَا أَنْتُمَا قَالَا قَبِلْنَا ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ ثُمَّ قَالَ اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلَا فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ أَنْ أَفْضِلَا لِأُمِّكُمَا فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً
عن صفوان بن يعلى بن أمية أخبر: أن يعلى كان يقول: «ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه، قال فبينا النبي صلى الله عليه وسلم بالجعران...
عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: «لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وج...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «قال ناس من الأنصار، حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما أفاء من أموال هوازن، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم...
عن أنس قال: «لما كان يوم فتح مكة قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم بين قريش، فغضبت الأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضون أن يذهب النا...
عن أنس رضي الله عنه قال: «لما كان يوم حنين، التقى هوازن ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، والطلقاء، فأدبروا، قال: يا معشر الأنصار قالوا: لبيك ي...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «جمع النبي صلى الله عليه وسلم ناسا من الأنصار فقال: إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم،...
عن عبد الله قال: «لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة حنين، قال رجل من الأنصار: ما أراد بها وجه الله، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتغير...
عن عبد الله رضي الله عنه قال: «لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم ناسا، أعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا، فقال...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لما كان يوم حنين، أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، ومن الطلقاء، ف...