4766-
عن سعيد بن جبير قال: «أمرني عبد الرحمن بن أبزى: أن أسأل ابن عباس، عن هاتين الآيتين: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا} فسألته، فقال: لم ينسخها شيء، وعن: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} قال: نزلت في أهل الشرك».
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عَنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ ( وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) فَسَأَلْته فَقَالَ : لَمْ يَنْسَخهَا شَيْء , وَعَنْ ( وَاَلَّذِينَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّه إِلَهًا آخَر ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي أَهْل الشِّرْك ) هَكَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا , وَسِيَاق مُسْلِم مِنْ هَذَا الْوَجْه أَتَمّ , وَأَتَمّ مِنْهُمَا مَا تَقَدَّمَ فِي الْمَبْعَث مِنْ رِوَايَة جَرِير بِلَفْظِ " هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مَا أَمَرَهُمَا ؟ الَّتِي فِي سُورَة الْفُرْقَان ( وَاَلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّه إِلَهًا آخَر ) وَاَلَّتِي فِي سُورَة النِّسَاء ( وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) قَالَ : سَأَلْت اِبْن عَبَّاس فَقَالَ : لَمَّا أُنْزِلَتْ الَّتِي فِي سُورَة الْفُرْقَان قَالَ مُشْرِكُوا مَكَّة : قَدْ قَتَلْنَا النَّفْس وَدَعَوْنَا مَعَ اللَّه إِلَهًا آخَر وَأَتَيْنَا الْفَوَاحِش , قَالَ : فَنَزَلَتْ ( إِلَّا مَنْ تَابَ ) الْآيَة , قَالَ : فَهَذِهِ لِأُولَئِكَ , قَالَ : وَأَمَّا الَّتِي فِي سُورَة النِّسَاء فَهُوَ الَّذِي قَدْ عَرَفَ الْإِسْلَام ثُمَّ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم لَا تَوْبَة لَهُ , قَالَ.
فَذَكَرْت ذَلِكَ لِمُجَاهِدٍ فَقَالَ : إِلَّا مَنْ نَدِمَ " وَحَاصِل مَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَات أَنَّ اِبْن عَبَّاس كَانَ تَارَة يَجْعَل الْآيَتَيْنِ فِي مَحَلّ وَاحِد فَلِذَلِكَ يَجْزِم بِنَسْخِ إِحْدَاهُمَا , وَتَارَةً يَجْعَل مَحَلَّهُمَا مُخْتَلِفًا.
وَيُمْكِن الْجَمْع بَيْنَ كَلَامَيْهِ بِأَنَّ عُمُوم الَّتِي فِي الْفُرْقَان خَصَّ مِنْهَا مُبَاشَرَةَ الْمُؤْمِن الْقَتْل مُتَعَمِّدًا , وَكَثِير مِنْ السَّلَف يُطْلِقُونَ النَّسْخ عَلَى التَّخْصِيص , وَهَذَا أَوْلَى مِنْ حَمْل كَلَامه عَلَى التَّنَاقُض , وَأَوْلَى مِنْ دَعْوَى أَنَّهُ قَالَ بِالنَّسْخِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ.
وَقَوْل اِبْن عَبَّاس بِأَنَّ الْمُؤْمِن إِذَا قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا لَا تَوْبَة لَهُ مَشْهُور عَنْهُ , وَقَدْ جَاءَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ أَصْرَح مِمَّا تَقَدَّمَ : فَرَوَى أَحْمَد وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق يَحْيَى الْجَابِر وَالنَّسَائِيِّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ طَرِيق عَمَّار الذَّهَبِيّ كِلَاهُمَا عَنْ سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد قَالَ : " كُنْت عِنْدَ اِبْن عَبَّاس بَعْدَمَا كُفَّ بَصَره , فَأَتَاهُ رَجُل فَقَالَ : مَا تَرَى فِي رَجُل قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ؟ قَالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّم خَالِدًا فِيهَا , وَسَاقَ الْآيَة إِلَى ( عَظِيمًا ) قَالَ : لَقَدْ نَزَلَتْ فِي آخِر مَا نَزَلَ , وَمَا نَسَخَهَا شَيْء حَتَّى قُبِضَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَا نَزَلَ وَحْي بَعْدَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ : أَفَرَأَيْت إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ثُمَّ اِهْتَدَى ؟ قَالَ : وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَة وَالْهُدَى " لَفْظ يَحْيَى الْجَابِر , وَالْآخَر نَحْوه.
وَجَاءَ عَلَى وَفْق مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ اِبْن عَبَّاس فِي ذَلِكَ أَحَادِيث كَثِيرَة : مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق أَبِي إِدْرِيس الْخَوْلَانِيّ عَنْ مُعَاوِيَة سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " كُلّ ذَنْب عَسَى اللَّه أَنْ يَغْفِرَهُ ; إِلَّا الرَّجُل يَمُوت كَافِرًا , وَالرَّجُل يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا " وَقَدْ حَمَلَ جُمْهُور السَّلَف وَجَمِيع أَهْل السُّنَّة مَا وَرَدَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى التَّغْلِيظ , وَصَحَّحُوا تَوْبَة الْقَاتِل كَغَيْرِهِ , وَقَالُوا : مَعْنَى قَوْله : ( فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم ) أَيْ إِنْ شَاءَ اللَّه أَنْ يُجَازِيَهُ تَمَسُّكًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء أَيْضًا : ( إِنَّ اللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِر مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء ) وَمِنْ الْحُجَّة فِي ذَلِكَ حَدِيث الْإِسْرَائِيلِيّ الَّذِي قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ثُمَّ أَتَى تَمَام الْمِائَة فَقَالَ لَهُ : لَا تَوْبَةَ , فَقَتَلَهُ فَأَكْمَلَ بِهِ مِائَةً.
ثُمَّ جَاءَ آخَر فَقَالَ : " وَمَنْ يَحُول بَيْنَك وَبَيْنَ التَّوْبَة " الْحَدِيث , وَهُوَ مَشْهُور , وَسَيَأْتِي فِي الرِّقَاق وَاضِحًا.
وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ لِمَنْ قُبِلَ مِنْ غَيْر هَذِهِ الْأُمَّة فَمِثْله لَهُمْ أَوْلَى لِمَا خَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ مِنْ الْأَثْقَال الَّتِي كَانَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَهُمْ.
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا } فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ وَعَنْ { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } قَالَ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ
عن مسروق قال: قال عبد الله : «خمس قد مضين: الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام، {فسوف يكون لزاما}».<br>
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يلقى إبراهيم أباه، فيقول: يا رب، إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فيقول الله:...
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، فجعل ينادي: يا بن...
عن أبي هريرة قال: «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل الله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال: يا معشر قريش، أو كلمة نحوها، اشتروا أنفسكم، لا أغ...
سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: «لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، ف...
عن ابن عباس : «{لرادك إلى معاد} قال: إلى مكة».<br>
عن مسروق قال: «بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود...
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما...
عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت هذه الآية: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا...