5043-
عن عبد الله قال: «غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم».
(هذا) هو سرعة القراءة من غير تأمل للمعنى كما ينشد الشعر وتعد أبياته وقوافيه.
(القرناء) النظائر في الطول والقصر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها في صلاته.
(آل حم) أي السور التي أولها حم كقولك فلان من آل فلان
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا وَاصِل ) هُوَ اِبْن حَيَّانَ بِمُهْمَلَةٍ وَتَحْتَانِيَّة ثَقِيلَة الْأَحْدَب الْكُوفِيّ , وَوَقَعَ صَرِيحًا عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ , وَزَعَمَ خَلَفٌ فِي " الْأَطْرَاف " أَنَّهُ وَاصِل مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ بْن الْمُهَلَّب , وَغَلَّطُوهُ فِي ذَلِكَ فَإِنَّ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ بَصْرِيّ وَرِوَايَته عَنْ الْبَصْرِيِّينَ , وَلَيْسَتْ لَهُ رِوَايَة عَنْ الْكُوفِيِّينَ وَأَبُو وَائِل شَيْخ وَاصِل هَذَا كُوفِيّ.
قَوْله : ( عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : غَدَوْنَا عَلَى عَبْد اللَّه ) أَيْ اِبْن مَسْعُود ( فَقَالَ رَجُل : قَرَأْت الْمُفَصَّل ) كَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا , وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ الْوَجْه الَّذِي أَخْرَجَهُ مَعَهُ الْبُخَارِيّ فَزَادَ فِي أَوَّله " غَدَوْنَا عَلَى عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يَوْمًا بَعْدَمَا صَلَّيْنَا الْغَدَاة , فَسَلَّمْنَا بِالْبَابِ فَأَذِنَ لَنَا , فَمَكَثْنَا بِالْبَابِ هُنَيْهَة , فَخَرَجَتْ الْجَارِيَة فَقَالَتْ : أَلَا تَدْخُلُونَ ؟ فَدَخَلْنَا , فَإِذَا هُوَ جَالِس يُسَبِّح فَقَالَ : مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا وَقَدْ أَذِنَ لَكُمْ ؟ قُلْنَا : ظَنَنَّا أَنَّ بَعْض أَهْل الْبَيْت نَائِم , قَالَ : ظَنَنْتُمْ بِآلِ أُمّ عَبْد غَفْلَة.
فَقَالَ رَجُل مِنْ الْقَوْم : قَرَأْت الْمُفَصَّل الْبَارِحَة كُلّه , فَقَالَ عَبْد اللَّه : هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْر " وَلِأَحْمَد مِنْ طَرِيق الْأَسْوَد بْن يَزِيد " عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ : قَرَأْت الْمُفَصَّل فِي رَكْعَة , فَقَالَ : بَلْ هَذَذْت كَهَذِّ الشِّعْر وَكَنَثْرِ الدَّقْل " وَهَذَا الرَّجُل هُوَ نَهِيك بْن سِنَان كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ طَرِيق مَنْصُور عَنْ أَبِي وَائِل فِي هَذَا الْحَدِيث.
وَقَوْله " هَذًّا " بِفَتْحِ الْهَاء وَبِالذَّالِ الْمُعْجَمَة الْمُنَوَّنَة قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ سُرْعَة الْقِرَاءَة بِغَيْرِ تَأَمُّل كَمَا يُنْشَد الشِّعْر , وَأَصْل الْهَذّ سُرْعَة الدَّفْع.
وَعِنْد سَعِيد بْن مَنْصُور مِنْ طَرِيق يَسَار عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ عَبْد اللَّه أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْقِصَّة " إِنَّمَا فُصِّلَ لِتُفَصِّلُوهُ ".
قَوْله : ( ثَمَانِي عَشْرَة ) تَقَدَّمَ فِي " بَاب تَأْلِيف الْقُرْآن " مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش عَنْ شَقِيق فَقَالَ فِيهِ " عِشْرِينَ سُورَة مِنْ أَوَّل الْمُفَصَّل " وَالْجَمْع بَيْنهمَا أَنَّ الثَّمَان عَشَرَة غَيْر سُورَة الدُّخَان وَالَّتِي مَعَهَا , وَإِطْلَاق الْمُفَصَّل عَلَى الْجَمِيع تَغْلِيبًا , وَإِلَّا فَالدُّخَان لَيْسَتْ مِنْ الْمُفَصَّل عَلَى الْمُرَجَّح , لَكِنْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون تَأْلِيف اِبْن مَسْعُود عَلَى خِلَاف تَأْلِيف غَيْره , فَإِنَّ فِي آخِر رِوَايَة الْأَعْمَش عَلَى تَأْلِيف اِبْن مَسْعُود آخِرهُنَّ حم الدُّخَان وَعَمّ , فَعَلَى هَذَا لَا تَغْلِيب.
قَوْله : ( مِنْ آل حَامِيم ) أَيْ السُّورَة الَّتِي أَوَّلهَا حم , وَقِيلَ : يُرِيد حم نَفْسهَا كَمَا فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى " أَنَّهُ أُوتِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِير آل دَاوُدَ " يَعْنِي دَاوُدَ نَفْسه , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : قَوْله " آل دَاوُدَ " يُرِيد بِهِ دَاوُدَ نَفْسه , وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( أَدْخِلُوا آل فِرْعَوْن أَشَدّ الْعَذَاب ) وَتَعَقَّبَهُ اِبْن التِّين بِأَنَّ دَلِيله يُخَالِف تَأْوِيله , قَالَ : وَإِنَّمَا يَتِمّ مُرَاده لَوْ كَانَ الَّذِي يَدْخُل أَشَدّ الْعَذَاب فِرْعَوْن وَحْده.
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : لَوْلَا أَنَّ هَذَا الْحَرْف وَرَدَ فِي الْكِتَابَة مُنْفَصِلًا يَعْنِي " آل " وَحْدهَا و " حم " وَحْدهَا لَجَازَ أَنْ تَكُون الْأَلِف وَاللَّام الَّتِي لِتَعْرِيفِ الْجِنْس , وَالتَّقْدِير : وَسُورَتَيْنِ مِنْ الْحَوَامِيم.
قُلْت : لَكِنَّ الرِّوَايَة أَيْضًا لَيْسَتْ فِيهَا وَاو , نَعَمْ فِي رِوَايَة الْأَعْمَش الْمَذْكُورَة " آخِرهنَّ مِنْ الْحَوَامِيم " وَهُوَ يُؤَيِّد الِاحْتِمَال الْمَذْكُور وَاللَّهُ أَعْلَم.
وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ : قَوْله " مِنْ آل حَامِيم " مِنْ كَلَام أَبِي وَائِل , وَإِلَّا فَإِنَّ أَوَّل الْمُفَصَّل عِنْد اِبْن مَسْعُود مِنْ أَوَّل الْجَاثِيَة ا ه , وَهَذَا إِنَّمَا يَرِد لَوْ كَانَ تَرْتِيب مُصْحَف اِبْن مَسْعُود كَتَرْتِيبِ الْمُصْحَف الْعُثْمَانِيّ , وَالْأَمْر بِخِلَافِ ذَلِكَ فَإِنَّ تَرْتِيب السُّوَر فِي مُصْحَف اِبْن مَسْعُود يُغَايِر التَّرْتِيب فِي الْمُصْحَف الْعُثْمَانِيّ , فَلَعَلَّ هَذَا مِنْهَا وَيَكُون أَوَّل الْمُفَصَّل عِنْده أَوَّل الْجَاثِيَة وَالدُّخَان مُتَأَخِّرَة فِي تَرْتِيبه عَنْ الْجَاثِيَة لَا مَانِع مِنْ ذَلِكَ.
وَقَدْ أَجَابَ النَّوَوِيّ عَلَى طَرِيق التَّنَزُّل بِأَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ عِشْرِينَ مِنْ أَوَّل الْمُفَصَّل أَيْ مُعْظَم الْعِشْرِينَ.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ غَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ رَجُلٌ قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ فَقَالَ هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا الْقِرَاءَةَ وَإِنِّي لَأَحْفَظُ الْقُرَنَاءَ الَّتِي كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سُورَةً مِنْ الْمُفَصَّلِ وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم
عن ابن عباس رضي الله عنهما: «في قوله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه...
حدثنا قتادة قال: «سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا».<br>
عن قتادة قال: «سئل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد با...
عبد الله بن مغفل قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو على ناقته، أو جمله، وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح، قراءة لينة، يق...
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود».<br>
عن عبد الله رضي الله عنه قال: «قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي القرآن، قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري».<br>
عن عبد الله بن مسعود قال: «قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: نعم، فقرأت سورة النساء، حتى أتيت...
حدثنا سفيان : قال لي ابن شبرمة : «نظرت كم يكفي الرجل من القرآن، فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات، فقلت: لا ينبغي لأحد أن يقرأ أقل من ثلاث آيات».<br> قا...
عن عبد الله بن عمرو قال: «أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها، فتقول: نعم الرجل من رجل، لم يطأ لنا فراشا، ولم يفتش لنا كنفا م...