5692- عن أم قيس بنت محصن قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «عليكم بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية، يستعط به من العذرة، ويلد به من ذات الجنب.» 5963- «ودخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي لم يأكل الطعام فبال عليه، فدعا بماء فرش عليه»
أخرجه مسلم في السلام باب التداوي بالعود الهندي وهو الكست رقم 2214
(عليكم) اسم فعل بمعنى خذوا والزموا.
(العود الهندي) خشب طيب الرائحة يؤتى به من الهند قابض فيه مرارة يسيرة وقشره كأنه جلد موشى
(أشفيه) جمع شفاء أي دواء.
(العذرة) وجع في الحلق يهيج من الدم وقيل قرحة تخرج بين الأنف والحلق ولعله ما يسمى الآن بالتهاب اللوزات
(يلد) من اللدود وهو ما يصب في أحد جانبي الفم من الدواء.
(ذات الجنب) هو ورم الغشاء المستبطن للأضلاع.
(لم يأكل الطعام) لم يزل غذاؤه الوحيد حليب أمه.
(فرش عليه) المراد بالرش هنا استيعاب المكان بالماء دون سيلان
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عَنْ عُبَيْدِ اللَّه ) سَيَأْتِي بِلَفْظِ " أَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَة ".
قَوْله : ( عَنْ أُمّ قَيْس بِنْت مِحْصَن ) وَقَعَ عِنْد مُسْلِم التَّصْرِيح بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنْهَا , وَسَيَأْتِي أَيْضًا قَرِيبًا.
قَوْله : ( عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُود الْهِنْدِيّ ) كَذَا وَقَعَ هُنَا مُخْتَصَرًا , وَيَأْتِي بَعْد أَبْوَاب فِي أَوَّله قِصَّة " أَتَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي وَقَدْ أَعْلَقْت عَلَيْهِ مِنْ الْعُذْرَة فَقَالَ : عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُود الْهِنْدِيّ ".
وَأَخْرَجَ أَحْمَد وَأَصْحَاب السُّنَن مِنْ حَدِيث جَابِر مَرْفُوعًا " أَيّمَا اِمْرَأَة أَصَابَ وَلَدهَا عُذْرَة أَوْ وَجَع فِي رَأْسه فَلْتَأْخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا فَتَحُكّهُ بِمَاءٍ ثُمَّ تُسْعِطهُ إِيَّاهُ " وَفِي حَدِيث أَنَس الْآتِي بَعْد بَابَيْنِ " إِنَّ أَمْثَل مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَة وَالْقُسْط الْبَحْرِيّ " وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ وَصْف لِكُلِّ مَا يُلَائِمهُ , فَحَيْثُ وُصِفَ الْهِنْدِيّ كَانَ لِاحْتِيَاجٍ فِي الْمُعَالَجَة إِلَى دَوَاء شَدِيد الْحَرَارَة , وَحَيْثُ وُصِفَ الْبَحْرِيّ كَانَ دُون ذَلِكَ فِي الْحَرَارَة , لِأَنَّ الْهِنْدِيّ كَمَا تَقَدَّمَ أَشَدّ حَرَارَة مِنْ الْبَحْرِيّ.
وَقَالَ اِبْن سِينَا : الْقُسْط حَارّ فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة.
قَوْله : ( فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَة أَشْفِيَة ) جَمْع شَفَاء كَدَوَاءٍ وَأَدْوِيَة.
قَوْله : ( يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَة , وَيُلَدّ بِهِ مِنْ ذَات الْجَنْب ) كَذَا وَقَعَ الِاقْتِصَار فِي الْحَدِيث مِنْ السَّبْعَة عَلَى اِثْنَيْنِ , فَإمَّا أَنْ يَكُون ذَكَرَ السَّبْعَة فَاخْتَصَرَهُ الرَّاوِي أَوْ اِقْتَصَرَ عَلَى الِاثْنَيْنِ لِوُجُودِهِمَا حِينَئِذٍ دُون غَيْرهمَا , وَسَيَأْتِي مَا يُقَوِّي الِاحْتِمَال الثَّانِي.
وَقَدْ ذَكَرَ الْأَطِبَّاء مِنْ مَنَافِع الْقُسْط أَنَّهُ يُدِرّ الطَّمْث وَالْبَوْل وَيَقْتُل دِيدَان الْأَمْعَاء وَيَدْفَع السُّمّ وَحُمَّى الرِّبْع وَالْوِرْد وَيُسَخِّن الْمَعِدَة وَيُحَرِّك شَهْوَة الْجِمَاع وَيُذْهِب الْكَلَف طِلَاءً , فَذَكَرُوا أَكْثَر مِنْ سَبْعَة , وَأَجَابَ بَعْض الشُّرَّاح بِأَنَّ السَّبْعَة عُلِمَتْ بِالْوَحْيِ وَمَا زَادَ عَلَيْهَا بِالتَّجْرِبَةِ , فَاقْتَصَرَ عَلَى مَا هُوَ بِالْوَحْيِ لِتَحَقُّقِهِ وَقِيلَ ذَكَرَ مَا يُحْتَاج إِلَيْهِ دُون غَيْره لِأَنَّهُ لَمْ يُبْعَث بِتَفَاصِيل ذَلِكَ قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون السَّبْعَة أُصُول صِفَة التَّدَاوِي بِهَا ; لِأَنَّهَا إِمَّا طِلَاء أَوْ شُرْب أَوْ تَكْمِيد أَوْ تَنْطِيل أَوْ تَبْخِير أَوْ سَعُوط أَوْ لَدُود ; فَالطِّلَاء يَدْخُل فِي الْمَرَاهِم وَيُحَلَّى بِالزَّيْتِ وَيُلَطَّخ , وَكَذَا التَّكْمِيد , وَالشُّرْب يُسْحَق وَيُجْعَل فِي عَسَل أَوْ مَاء أَوْ غَيْرهمَا , وَكَذَا التَّنْطِيل , وَالسَّعُوط يُسْحَق فِي زَيْت وَيُقْطَر فِي الْأَنْف , وَكَذَا الدُّهْن , وَالتَّبْخِير وَاضِح , وَتَحْت كُلّ وَاحِدَة مِنْ السَّبْعَة مَنَافِع لِأَدْوَاءٍ مُخْتَلِفَة وَلَا يُسْتَغْرَب ذَلِكَ مِمَّنْ أُوتِيَ جَوَامِع الْكَلِم.
وَأَمَّا الْعُذْرَة فَهِيَ بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَجَع فِي الْحَلْق يَعْتَرِي الصِّبْيَانِ غَالِبًا , وَقِيلَ هِيَ قُرْحَة تَخْرُج بَيْن الْأُذُن وَالْحَلْق أَوْ فِي الْخُرْم الَّذِي بَيْن الْأَنْف وَالْحَلْق , قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَخْرُج غَالِبًا عِنْد طُلُوع الْعُذْرَة ; وَهِيَ خَمْسَة كَوَاكِب تَحْت الشِّعْرَى الْعَبُور , وَيُقَال لَهَا أَيْضًا الْعَذَارَى , وَطُلُوعهَا يَقَع وَسَط الْحَرّ.
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ مُعَالَجَتهَا بِالْقُسْطِ مَعَ كَوْنه حَارًّا وَالْعُذْرَة إِنَّمَا تَعْرِض فِي زَمَن الْحَرّ بِالصِّبْيَانِ وَأَمْزِجَتهمْ حَارَّة وَلَا سِيَّمَا وَقُطْر الْحِجَاز حَارّ , وَأُجِيبَ بِأَنَّ مَادَّة الْعُذْرَة دَم يَغْلِب عَلَيْهِ الْبَلْغَم , وَفِي الْقُسْط تَخْفِيف لِلرُّطُوبَةِ.
وَقَدْ يَكُون نَفْعه فِي هَذَا الدَّوَاء بِالْخَاصِّيَّةِ , وَأَيْضًا فَالْأَدْوِيَة الْحَارَّة قَدْ تَنْفَع فِي الْأَمْرَاض الْحَارَّة بِالْعَرْضِ كَثِيرًا , بَلْ وَبِالذَّاتِ أَيْضًا.
وَقَدْ ذَكَرَ اِبْن سِينَا فِي مُعَالَجَة سُعُوط اللَّهَاة الْقُسْط مَعَ الشَّبّ الْيَمَانِيّ وَغَيْره.
عَلَى أَنَّنَا لَوْ لَمْ نَجِد شَيْئًا مِنْ التَّوْجِيهَات لَكَانَ أَمْر الْمُعْجِزَة خَارِجًا عَنْ الْقَوَاعِد الطِّبِّيَّة.
وَسَيَأْتِي بَيَان ذَات الْجَنْب فِي " بَاب اللَّدُود " وَفِيهِ شَرْح بَقِيَّة حَدِيث أُمّ قَيْس هَذَا.
وَقَوْلهَا " وَدَخَلْت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي " تَقَدَّمَ مُطَوَّلًا فِي الطَّهَارَة , وَهُوَ حَدِيث آخَر لِأُمّ قَيْس وَقَعَ ذِكْره هُنَا اِسْتِطْرَادًا , وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّ عَلَيْهِ
عن ابن عباس قال: «احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم.»
عن ابن عباس قال: «احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم.»
عن أنس رضي الله عنه، «أنه سئل عن أجر الحجام، فقال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه وقال:...
عن عاصم بن عمر بن قتادة : «أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عاد المقنع، ثم قال: لا أبرح حتى تحتجم،» فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إ...
عن عبد الله ابن بحينة يحدث «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحي جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه» 5699- وقال الأنصاري: أخبرنا هشام بن حسان:...
عن ابن عباس «احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل» 5701- وقال محمد بن سواء: أخبرنا هشام عن عكرمة عن اب...
عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة عسل، أو شرطة محجم، أو لذعة من نار، وما أحب أن أكت...
عن كعب هو ابن عجرة قال: «أتى علي النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأنا أوقد تحت برمة والقمل يتناثر عن رأسي، فقال: أيؤذيك هوامك؟ قلت: نعم، قال: ف...
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن كان في شيء من أدويتكم شفاء، ففي شرطة محجم، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي.»