5957- عن عائشة رضي الله عنها: «أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالباب، فلم يدخل، فقلت: أتوب إلى الله مما أذنبت؟ قال: ما هذه النمرقة؟ قلت: لتجلس عليها وتوسدها، قال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه الصورة.»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( جُوَيْرِيَة ) بِالْجِيمِ وَالرَّاء مُصَغَّر.
قَوْله : ( عَنْ عَائِشَة ) فِي رِوَايَة مَالِك عَنْ نَافِع عَنْ الْقَاسِم " عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ " وَسَيَأْتِي بَعْد بَابَيْنِ.
قَوْله : ( نَمْرُقَة ) بِفَتْحِ النُّون وَسُكُون الْمِيم وَضَمّ الرَّاء بَعْدهَا قَاف كَذَا ضَبَطَهَا الْقَزَّاز وَغَيْره , وَضَبَطَهَا اِبْن السِّكِّيت بِضَمِّ النُّون أَيْضًا وَبِكَسْرِهَا وَكَسْر الرَّاء , وَقِيلَ : فِي النُّون الْحَرَكَات الثَّلَاث وَالرَّاء مَضْمُومَة جَزْمًا وَالْجَمْع نَمَارِق , وَهِيَ الْوَسَائِد الَّتِي يُصَفّ بَعْضهَا إِلَى بَعْض , وَقِيلَ : النُّمْرُقَة الْوِسَادَة الَّتِي يُجْلَس عَلَيْهَا.
قَوْله : ( فَلَمْ يَدْخُل ) زَادَ مَالِك فِي رِوَايَته فَعَرَفْت الْكَرَاهِيَة فِي وَجْهه.
قَوْله : ( أَتُوب إِلَى اللَّه وَإِلَى رَسُوله مَاذَا أَذْنَبْت ) يُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز التَّوْبَة مِنْ الذُّنُوب كُلّهَا إِجْمَالًا وَإِنْ لَمْ يَسْتَحْضِر التَّائِب خُصُوص الذَّنْب الَّذِي حَصَلَتْ بِهِ مُؤَاخَذَته.
قَوْله : ( مَا هَذِهِ النُّمْرُقَة ) فِي رِوَايَة مَالِك " مَا بَال هَذِهِ ".
قَوْله : ( قُلْت لِتَجْلِس عَلَيْهَا ) فِي رِوَايَة مَالِك " اِشْتَرَيْتهَا لِتَقْعُد عَلَيْهَا ".
قَوْله : ( وَتَوَسَّدَهَا ) بِفَتْحِ أَوَّله وَبِتَشْدِيدِ السِّين الْمُهْمَلَة أَصْله تَتَوَسَّدهَا.
قَوْله : ( إِنَّ أَصْحَاب هَذِهِ الصُّوَر إِلَخْ ) وَفِيهِ " إِنَّ الْمَلَائِكَة لَا تَدْخُل بَيْتًا فِيهِ الصُّوَر " وَالْجُمْلَة الثَّانِيَة هِيَ الْمُطَابِقَة لِامْتِنَاعِهِ مِنْ الدُّخُول , وَإِنَّمَا قَدَّمَ الْجُمْلَة الْأُولَى عَلَيْهَا اِهْتِمَامًا بِالزَّجْرِ عَنْ اِتِّخَاذ الصُّوَر ; لِأَنَّ الْوَعِيد إِذَا حَصَلَ لِصَانِعِهَا فَهُوَ حَاصِل لِمُسْتَعْمِلِهَا ; لِأَنَّهَا لَا تُصْنَع إِلَّا لِتُسْتَعْمَل فَالصَّانِع مُتَسَبِّب وَالْمُسْتَعْمِل مُبَاشِر فَيَكُون أَوْلَى بِالْوَعِيدِ , وَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّهُ لَا فَرْق فِي تَحْرِيم التَّصْوِير بَيْن أَنْ تَكُون الصُّورَة لَهَا ظِلّ أَوْ لَا , وَلَا بَيْن أَنْ تَكُون مَدْهُونَة أَوْ مَنْقُوشَة أَوْ مَنْقُورَة أَوْ مَنْسُوجَة , خِلَافًا لِمَنْ اِسْتَثْنَى النَّسْج وَادَّعَى أَنَّهُ لَيْسَ بِتَصْوِيرٍ , وَظَاهِر حَدِيثَيْ عَائِشَة هَذَا وَاَلَّذِي قَبْله يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتَعْمَلَ السِّتْر الَّذِي فِيهِ الصُّورَة بَعْد أَنْ قُطِعَ وَعَمِلَتْ مِنْهُ الْوِسَادَة , وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلهُ أَصْلًا , وَقَدْ أَشَارَ الْمُصَنِّف إِلَى الْجَمْع بَيْنهمَا بِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ جَوَاز اِتِّخَاذ مَا يُوطَأ مِنْ الصُّوَر جَوَاز الْقُعُود عَلَى الصُّورَة فَيَجُوز أَنْ يَكُون اِسْتَعْمَلَ مِنْ الْوِسَادَة مَا لَا صُورَة فِيهِ , وَيَجُوز أَنْ يَكُون رَأَى التَّفْرِقَة بَيْن الْقُعُود وَالِاتِّكَاء وَهُوَ بَعِيد , وَيُحْتَمَل أَيْضًا أَنْ يُجْمَع بَيْن الْحَدِيثَيْنِ بِأَنَّهَا لَمَّا قَطَعَتْ السِّتْر وَقَعَ الْقَطْع فِي وَسَط الصُّورَة مَثَلًا فَخَرَجَتْ عَنْ هَيْئَتهَا فَلِهَذَا صَارَ يَرْتَفِق بِهَا , وَيُؤَيِّد هَذَا الْجَمْع الْحَدِيث الَّذِي فِي الْبَاب قَبْله فِي نَقْضِ الصُّوَر وَمَا سَيَأْتِي فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الْمُخَرَّج فِي السُّنَن , وَسَأَذْكُرُهُ فِي الْبَاب بَعْده.
وَسَلَكَ الدَّاوُدِيُّ فِي الْجَمْع مَسْلَكًا آخَر فَادَّعَى أَنَّ حَدِيث الْبَاب نَاسِخ لِجَمِيعِ الْأَحَادِيث الدَّالَّة عَلَى الرُّخْصَة , وَاحْتَجَّ بِأَنَّهُ خَبَر وَالْخَبَر لَا يَدْخُلهُ النَّسْخ فَيَكُون هُوَ النَّاسِخ.
قُلْت : وَالنَّسْخ لَا يَثْبُت بِالِاحْتِمَالِ , وَقَدْ أَمْكَنَ الْجَمْع فَلَا يُلْتَفَت لِدَعْوَى النَّسْخ , وَأَمَّا مَا اِحْتَجَّ بِهِ فَرَدَّهُ اِبْن التِّين بِأَنَّ الْخَبَر إِذَا قَارَنَهُ الْأَمْر جَازَ دُخُول النَّسْخ فِيهِ.
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ فَقُلْتُ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِمَّا أَذْنَبْتُ قَالَ مَا هَذِهِ النُّمْرُقَةُ قُلْتُ لِتَجْلِسَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا قَالَ إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ الصُّورَةُ
عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه الصورة قال بسر: ثم اشتكى زيد فع...
عن أنس رضي الله عنه قال: كان قرام لعائشة، سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أميطي عني، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي»
عن سالم، عن أبيه قال: «وعد النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فراث عليه حتى اشتد على النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه فشكا...
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته «أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب،...
عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه «أنه اشترى غلاما حجاما، فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله...
عن النضر بن أنس بن مالك يحدث قتادة قال: «كنت عند ابن عباس وهم يسألونه ولا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى سئل، فقال: سمعت محمدا صلى الله عليه وسل...
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على إكاف عليه قطيفة فدكية وأردف أسامة وراءه.»
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبله أغيلمة بني عبد المطلب، فحمل واحدا بين يديه والآخر خلفه.»
حدثنا أيوب ذكر الأشر الثلاثة عند عكرمة، فقال قال ابن عباس «أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حمل قثم بين يديه والفضل خلفه، أو قثم خلفه والفضل بي...