حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب الأدب باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (حديث رقم: 6018 )


6018- عن ‌أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.»

أخرجه البخاري


أخرجه مسلم في الإيمان باب الحث على إكرام الجار والضيف.
.
رقم 47

شرح حديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( أَبُو الْأَحْوَص ) ‏ ‏هُوَ سَلَّام بِالتَّشْدِيدِ اِبْن سُلَيْمٍ , ‏ ‏وَأَبُو حَصِين ‏ ‏بِفَتْحِ أَوَّله هُوَ عُثْمَان بْن عَاصِم , ‏ ‏وَأَبُو صَالِح ‏ ‏هُوَ ذَكْوَانُ.
‏ ‏قَوْله : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر ) ‏ ‏الْمُرَاد بِقَوْلِهِ يُؤْمِن الْإِيمَان الْكَامِل , وَخَصَّهُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر إِشَارَة إِلَى الْمَبْدَأ وَالْمَعَاد , أَيْ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ الَّذِي خَلَقَهُ وَآمَنَ بِأَنَّهُ سَيُجَازِيهِ بِعَمَلِهِ فَلْيَفْعَلْ الْخِصَال الْمَذْكُورَات.
‏ ‏قَوْله : ( فَلَا يُؤْذِ جَاره ) ‏ ‏فِي حَدِيث أَبِي شُرَيْحٍ " فَلْيُكْرِمْ جَاره " وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح بِلَفْظِ " فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَاره " وَقَدْ وَرَدَ تَفْسِير الْإِكْرَام وَالْإِحْسَان لِلْجَارِ وَتَرْك أَذَاهُ فِي عِدَّة أَحَادِيث أَخْرَجَهَا الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث بَهْز بْن حَكِيم عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه وَالْخَرَائِطِيّ فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق مِنْ حَدِيث عَمْرو بْن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه , وَأَبُو الشَّيْخ فِي " كِتَاب التَّوْبِيخ " مِنْ حَدِيث مُعَاذ بْن جَبَل " قَالُوا يَا رَسُول اللَّه مَا حَقُّ الْجَار عَلَى الْجَار ؟ قَالَ : إِنْ اِسْتَقْرَضَك أَقْرَضْته , وَإِنْ اِسْتَعَانَك أَعَنْته , وَإِنْ مَرِضَ عُدْته , وَإِنْ اِحْتَاجَ أَعْطَيْته , وَإِنْ اِفْتَقَرَ عُدْت عَلَيْهِ , وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْر هَنَّيْته , وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَة عَزَّيْته , وَإِذَا مَاتَ اِتَّبَعَتْ جِنَازَته , وَلَا تَسْتَطِيل عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ فَتَحْجُب عَنْهُ الرِّيح إِلَّا بِإِذْنِهِ , وَلَا تُؤْذِيه بِرِيحِ قِدْرك إِلَّا أَنْ تَغْرِف لَهُ , وَإِنْ اِشْتَرَيْت فَاكِهَة فَأَهْدِ لَهُ , وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَأَدْخِلْهَا سِرًّا وَلَا تُخْرِج بِهَا وَلَدك لِيَغِيظَ بِهَا وَلَده " وَأَلْفَاظهمْ مُتَقَارِبَة , وَالسِّيَاق أَكْثَره لِعَمْرِو بْن شُعَيْب.
وَفِي حَدِيث بَهْز بْن حَكِيم " وَإِنْ أَعْوَزَ سَتَرْته " وَأَسَانِيدهمْ وَاهِيَة لَكِنْ اِخْتِلَاف مَخَارِجهَا يُشْعِر بِأَنَّ الْحَدِيث أَصْلًا.
‏ ‏ثُمَّ الْأَمْر بِالْإِكْرَامِ يَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاص وَالْأَحْوَال , فَقَدْ يَكُون فَرْض عَيْن وَقَدْ يَكُون فَرْض كِفَايَة وَقَدْ يَكُون مُسْتَحَبًّا , وَيَجْمَع الْجَمِيع أَنَّهُ مِنْ مَكَارِم الْأَخْلَاق.
‏ ‏قَوْله : ( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر فَلْيُكْرِمْ ضَيْفه ) ‏ ‏زَادَ فِي حَدِيث أَبِي شُرَيْحٍ " جَائِزَته.
‏ ‏قَالَ : وَمَا جَائِزَته يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ : يَوْم وَلَيْلَة , وَالضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام " الْحَدِيث وَسَيَأْتِي شَرْحه بَعْد نَيِّف وَخَمْسِينَ بَابًا فِي " بَاب إِكْرَام الضَّيْف " إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
‏ ‏قَوْله : ( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت ) ‏ ‏بِضَمِّ الْمِيم وَيَجُوز كَسْرهَا , وَهَذَا مِنْ جَوَامِع الْكَلِم لِأَنَّ الْقَوْل كُلّه إِمَّا خَيْر وَإِمَّا شَرٌّ وَإِمَّا آيِل إِلَى أَحَدهمَا ; فَدَخَلَ فِي الْخَيْر كُلّ مَطْلُوب مِنْ الْأَقْوَال فَرْضهَا وَنَدْبهَا , فَأَذِنَ فِيهِ عَلَى اِخْتِلَاف أَنْوَاعه , وَدَخَلَ فِيهِ مَا يَئُول إِلَيْهِ , وَمَا عَدَا ذَلِكَ مِمَّا هُوَ شَرّ أَوْ يَئُولُ إِلَى الشَّرّ فَأَمَرَ عِنْدَ إِرَادَة الْخَوْض فِيهِ بِالصَّمْتِ.
وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي " الزُّهْد " مِنْ حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ نَحْو حَدِيث الْبَاب بِلَفْظِ " فَلْيَقُلْ خَيْرًا لِيَغْنَم , أَوْ لِيَسْكُت عَنْ شَرّ لِيَسْلَم " وَاشْتَمَلَ حَدِيث الْبَاب مِنْ الطَّرِيقَيْنِ عَلَى أُمُور ثَلَاثَة تَجْمَع مَكَارِم الْأَخْلَاق الْفِعْلِيَّة وَالْقَوْلِيَّة , أَمَّا الْأَوَّلَانِ فَمِنْ الْفِعْلِيَّة , وَأَوَّلهمَا يَرْجِع إِلَى الْأَمْر بِالتَّخَلِّي عَنْ الرَّذِيلَة وَالثَّانِي يَرْجِع إِلَى الْأَمْر بِالتَّحَلِّي بِالْفَضِيلَةِ , وَحَاصِله مَنْ كَانَ حَامِل الْإِيمَان فَهُوَ مُتَّصِف بِالشَّفَقَةِ عَلَى خَلْق اللَّه قَوْلًا بِالْخَيْرِ وَسُكُوتًا عَنْ الشَّرّ وَفِعْلًا لِمَا يَنْفَع أَوْ تَرْكًا لِمَا يَضُرّ , وَفِي مَعْنَى الْأَمْر بِالصَّمْتِ عِدَّة أَحَادِيث : مِنْهَا حَدِيث أَبِي مُوسَى وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ " الْمُسْلِم مِنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ يَده وَلِسَانه " وَقَدْ تَقَدَّمَا فِي كِتَاب الْإِيمَان , وَلِلطَّبَرَانِيِّ عَنْ اِبْن مَسْعُود " قُلْت يَا رَسُول اللَّه أَيّ الْأَعْمَال أَفْضَل " فَذَكَرَ فِيهَا " أَنْ يَسْلَم الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانك " وَلِأَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان مِنْ حَدِيث الْبَرَاء رَفَعَهُ فِي ذِكْر أَنْوَاع مِنْ الْبِرّ " قَالَ فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَكُفَّ لِسَانك إِلَّا مِنْ خَيْر " وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر " مَنْ صَمَتَ نَجَا " وَلَهُ مِنْ حَدِيثه " كَثْرَة الْكَلَام بِغَيْرِ ذِكْر اللَّه تُقَسِّي الْقَلْب " وَلَهُ مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّقَفِيّ " قُلْت يَا رَسُول اللَّه مَا أَكْثَر مَا تَخَاف عَلَيَّ ؟ قَالَ : هَذَا.
وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه " وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِثْله مِنْ حَدِيث الْحَارِث بْن هِشَام وَفِي حَدِيث مُعَاذ عِنْدَ أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيِّ " أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلنِي الْجَنَّة " فَذَكَرَ الْوَصِيَّة بِطُولِهَا وَفِي آخِرهَا " أَلَا أُخْبِرك بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلّه ؟ كُفَّ عَلَيْك هَذَا.
وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه " الْحَدِيث.
وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيث عُقْبَةَ بْن عَامِر " قُلْت يَا رَسُول اللَّه مَا النَّجَاة ؟ قَالَ : أَمْسِكْ عَلَيْك لِسَانك ".


حديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْأَحْوَصِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي حَصِينٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي صَالِحٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره

عن ‌أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن با...

إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك با...

عن ‌عائشة قالت «قلت: يا رسول الله، إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا.»

كل معروف صدقة

عن ‌جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل معروف صدقة.»

على كل مسلم صدقة

عن ‌سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن ‌أبيه، عن ‌جده قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «على كل مسلم صدقة، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه...

اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة

عن ‌عدي بن حاتم قال: «ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه قال شعبة أما مرتين فلا أشك، ثم ق...

مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله

عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم.<br> قالت عائشة: فف...

بال في المسجد فقاموا إليه فقال رسول الله ﷺ لا تزر...

عن ‌أنس بن مالك «أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزرموه، ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه.»

المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا

عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه.» 6027- «وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا،...

اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان رسوله ما شاء

عن ‌أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه «كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال: اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان رسوله ما شاء.»